ادت مواجهات عنيفة بين الشرطة الاسرائيلية ومتظاهرين فلسطينيين امس في باحة المسجد الاقصى وفي البلدة القديمة للقدس الى اصابة العشرات، في ما اعتبرته السلطة الفلسطينية «تصعيدا خطيرا» يهدد الجهود الرامية لاستئناف مفاوضات السلام، مشيرة الى ان التصعيد يهدف لافشال مهمة المبعوث الامريكي جورج ميتشل. واندلعت الاشتباكات بعد صلاة الجمعة عندما انطلقت مسيرة فلسطينية في باحة الاقصى تدخلت الشرطة الاسرائيلية لتفريقها مستخدمة الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية، بحسب شهود عيان. وهتف المشاركون في المسيرة «بالروح بالدم نفديك يا اقصى، في سبيل الله قمنا» وحمل بعضهم صورة لجرافة عند باب الاقصى كتب عليها «الاقصى يهدم». كما رفع المتظاهرون اعلاما خضراء كتب عليها «الله اكبر»، ورفعت النسوة المصاحف وهن يهتفن «نفديك يا اقصى». كما اندلعت مواجهات بين قوات الشرطة الاسرائيلية ومتظاهرين فلسطينيين داخل البلدة القديمة في الشوارع المؤدية الى المسجد الاقصى وفي حيي رأس العامود وسلوان وبلدة العيسوية خارج اسوار المدينة. واصيب نحو ثلاثين فلسطينيا باصابات طفيفة في المواجهات بينهم 15 بالرصاص المطاطي، و15 اخرون بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، بحسب مصادر طبية فلسطينية. كما اصيب 15 شرطيا بجروح نقل تسعة منهم الى المستشفى وعولج ستة اخرون في المكان بحسب الناطق باسم الشرطة ميكي روزنفلد. واعتقلت الشرطة الاسرائيلية ثمانية فلسطينيين. وبحسب روزنفلد فان الشرطة «تدخلت في الباحة بعد رشق المصلين اليهود عند حائط المبكى بالحجارة». وغادرت الشرطة الاسرائيلية باحة الاقصى بعيد الظهر بعد مباحثات مع هيئة الاوقاف الاسلامية التي تشرف عليه. واعرب مدير الاوقاف الشيخ عزام الخطيب عن استيائه وقلقه من تدخل الشرطة وقال ان «هذا التصعيد من قبل الشرطة يعتبر مؤشرا خطيرا، ففي كل احتجاج او ضرب حجر تدخل قوة معززة من الشرطة ووحدات خاصة وحرس الحدود» الباحة. وتابع «هذه مصيبة. بات الاقصى مستباحا للشرطة الاسرائيلية». ودانت الرئاسة الفلسطينية «التصعيد الاسرائيلي» في المسجد الاقصى معتبرة انه يهدف الى افشال مهمة المبعوث الامريكي لعملية السلام في الشرق الاوسط جورج ميتشل. وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة ان «التصعيد الاسرائيلي في الاقصى والقدس الشرقية والاماكن الدينية وعموم الاراضي الفلسطينية هدفه تدمير افاق عملية السلام». واضاف «واضح ان هذا التصعيد الاسرائيلي هدفه افشال مهمة ميتشل قبل وصوله الى المنطقة». واعتبر ابو ردينة ان السياسة الاسرائيلية «تهدف ايضا الى اشعال حروب دينية في المنطقة».