تباينت الآراء بين مؤيد ومعارض حول موافقة مجلس الشورى على توصية طرحتها لجنة المياه والمرافق والخدمات العامة لصرف اعانة للبطالة ، وعلى الرغم من أهمية هذه التوصية والتي تحسب لمجلس الشورى في دورته الجديدة إلا أن البعض يتوقع ألا تحظى بالموافقة من هيئة الخبراء، ثم مجلس الوزراء اذ لم تحدد مصدر تمويل الإعانة المقترحة، رغم ان المبلغ المطلوب صرفه شهرياً كبير ولا يمكن تحميله لموازنة الحكومة، ويخشى البعض في الوقت ذاته ان تكرس الاعانة البطالة في اوساط الشباب بدلا من دفعه الى البحث عن فرصة عمل مناسبة ومن المعروف ان اعداد العاطلين عن العمل وفقا لاحصاءات وزارة التخطيط تقارب نصف مليون عاطل اى ان المبلغ المطلوب شهريا 500 مليون ريال اى 6 مليارات ريال زيادة العاطلين يقول الشاب عوض الزهراني إن تطبيق هذا الاقتراح يزيد عدد العاطلين عن العمل، وأن تعلمني الصيد خيراً من أن تعطيني كل يوم سمكة، لذلك نحن ليس بحاجة الى ألف ريال بل إلى عمل شريف يعيننا على الحياة، ويجعلنا نستيقظ في الصباح ونذهب إلى أعمالنا ونعود إلى منازلنا مثل باقي البشر، أما عن مسألة الإعانة فكثير من الشباب العاطل عن العمل يأتي بتقارير طبية ويذهب بها إلى الضمان الاجتماعي ويصرف له راتب شهري، ويقول المواطن احمد رحيمي العلاطي: هذا الاقتراح من وجهة نظري ليس مجديا ولن يغير شيئا في وضع الشباب بل قد يزيد سلوكيات البعض منهم اذا كان منحرفا ، وفي ظل وجود أسر كثيرة بها شباب عاطلون اعتقد لو حُصرت هذه الأسر وتم توظيف واحد من كل أسرة على الأقل حتماً ستحل كثير من المشاكل الأسرية، ولو كان هناك شخص عاطل عن العمل ويوجد لديه عدد من الأفراد ويسكن بالإيجار هل هذا المبلغ الزهيد سيقضي على مشاكله؟ حتماً لا، لذلك نرجو من المجلس الموقر أن يناقش قضية العاطلين عن العمل بشكل موسع وأفضل من أن يعطى كل عاطل عن العمل ألف ريال. وأرى أن هذه التوصية ناقصة، ويتوقع ألا تحظى بالموافقة والتنفيذ من هيئة الخبراء، ثم مجلس الوزراء. وتعرب السيدة نجلاء الجهني عن عدم تفاؤلها بهذه التوصية نهائياً في ظل عشرات التوصيات السابقة ، واوضحت ان التوصية مجرد فكرة وسوف ينتهي بها الأمر في أرشيف التوصيات لأنها لم تحدد مصدر تمويل الإعانة المقترحة، وهذا هو نقطة ضعفها. كما أن المبلغ المطلوب صرفه شهرياً كإعانة كبير وسيصرف بشكل مستمر، ولا يمكن تحميله لموازنة الحكومة فكرة ممتازة أما الشاب مشاري أحمد العلي فيقول: بالعكس الفكرة جيدة ويحسب لمجلس الشورى نظره لهذه الفئة بغض النظر أوافق مجلس الوزراء عليها أم لم يوافق، فمبلغ ألف ريال أحسن من لا شيء. ويشاركه سلطان سالم القوفي: قائلاً نشكر مجلسنا الذي يتلمس احتياجاتنا ويقف عليها وهذه فكرة ممتازة فالشاب العاطل بحاجة ماسة لمثل هذه الإعانة لكي يستطيع قضاء بعض احتياجاته البسيطة والضرورية على الأقل وحتماً الشاب الطموح لن يكتفي بهذا المبلغ البسيط لذلك سيحاول جاهداً البحث عن العمل والحصول على اجر اكبر من ألف ريال. شن عدد من العاطلين عن العمل هجوماً على بعض من أعضاء مجلس الشورى الذين لم يصوتوا على مقترح الاعانات الشهرية للعاطلين والذي تقدم به عضو مجلس الشورى المهندس سالم المري والذي احاله المجلس الى لجنة الادارة والموارد البشرية والعرائض في المجلس ، وقال محمد العتيبي وخالد المالكي انهم لجأوا الى الاستدانة كثيرا نتيجة لعدم وجود عمل لديهم. من جهة اخرى يقول نائب رئيس الغرفة التجارية في الرياض عبد العزيز العجلان: إعانة البطالة فكرة جيدة إذا تم دراستها بشكل جيد لانها سلاح ذو حدين، ويجب اعطاء هذه الدراسة الوقت الكافي من خلال الوقوف على الوضع الحالي للشباب وكيفية تمويل هذه الفكرة،وتهيئة أنظمة منح الأراضي، و البناء، و التوظيف، و الإسكان، لان توفر الوظيفة بشكل مستمر افضل من الاعانة . من جهته يشير التربوي احمد سالم الشريف الى وجود أكثر من 7 ملايين عامل أجنبي في المملكة يعملون بمختلف الوظائف مابين قيادية وإشرافية ومهنية، لذلك يجب أن تتاح فرصة كبيرة للمواطن في منافسة الأجانب للحصول على عمل شريف، واضاف الشباب ليس بحاجة لمبلغ زهيد لا يكفي لفاتورة جوال بل يحلم بعمل وزوجة وبيت، وكل هذه لا تتحقق بمجرد ألف ريال . واعرب عن اعتقاده بأن الشاب العاطل عن العمل ليس له ذنب في هذا العدد الكبير من العمالة الأجنبية لان ذلك مسؤولية الجهات الرسمية ورجال الأعمال، ولا يستطيع المواطن أن ينافس الأجانب إن لم تكن هناك أنظمة صارمة في صالحه . لذلك كان الأحرى بمجلس الشورى الذي طرح هذه الفكرة ألا يكتفي بالتوصية فقط، بل يرفق معها توصية أخرى في كيفية تمويلها حتى يمكن مناقشتها وتبنيها في مجلس الوزراء. ورأى زيادة رسم الاستقدام لتمويل هذه الإعانة. لأنه ليس من العدل مع التوصية الجديدة أن تدفع الحكومة إعانة للبطالة، فيما تتمتع شركات القطاع الخاص والأفراد بالعامل المستورد الرخيص.