يتطلع المعاقون في الكثير من المناطق بشكل عام، وفي مكةالمكرمة بوجه خاص إلى وجود مراكز تأهيل مزودة بأحدث الأجهزة والمعدات تساعدهم على تلقي علاجهم وتأهيلهم بشكل مناسب، وتكون طريقا للهروب من طمع وجشع بعض المراكز التأهلية الخاصة، التي استغلت حاجة المعاقين الماسة لها ووضعت أسعارا خرافية وخيالية في سبيل منح العلاج اللازم لهم، وهو ما دفع بعض أولياء تلك الطبقة الغالية على قلوبنا من بيع منازلهم وأراضيهم وعقاراتهم في سبيل توفير تلك الأموال الطائلة للحصول على علاج مناسب لفلذات أكبادهم. كما تطمح تلك الفئة أيضا إلى توفير وحدات سكنية ذات تصميم يتلائم مع قدراتهم وإمكاناتهم، فالبعض منهم يسكن في وحدات سكنية عالية الإيجار لا يقوى على دفعه. تقول المواطنة (ه. ح. م) التي أصيبت بشلل أطفال منذ صغرها: إعاقتي كبدتني الكثير من الأموال، فقد قمت ببيع كل ما أملك من أجل أن أعاود المشي على قدمي حيث قال لي بعض الأطباء إنه يمكن علاج حالتي ولكن بشرط المداومة على العلاج وليس هناك مراكز تأهيل حكومية للمعاقين في مكةالمكرمة. وهذا ما جعلني أتجه الى مراكز تأهيل خاصة وقمت بدفع الكثير من الأموال لهم من أجل الحصول على العلاج، وبعد أن تدهورت حالتي المادية تركت الجلسات العلاجية التي كنت أخذها في المركز. وأضافت بإنها وزوجها يسكنان في شقة صغيرة جدا ولكن ذات إيجار سنوي مرتفع حيث بلغت قيمته ستة وعشرين ألف ريال، مشيرة إلى أن زوجها لا يتجاوز راتبه الشهري الفين وستمائة ريال، وهذا لا يكفي لدفع الإيجار والمصاريف اليومية، ولكنها مضطرة لذلك لموائمة السكن مع حالتها، حيث لا تستطيع الصعود والهبوط. وذكر سالم علي الغامدي الذي يعاني اثنان من فلذات كبده بضمور عام في عضلات الجسم وسوء في تغذية عضلات الحزام، ويقول: قمت ببيع منزلي من أجل توفير مبلغ مالي لعلاج ولدي غسان وشقيقته غفران التي تكبر عنه بثلاث سنوات، وسافرت بهما إلى خارج المملكة بحثا عن علاج لهم. وقمت بزيارة العديد من الأطباء الذين أكدوا لى بأن حالتهم يمكن علاجها بممارسة السباحة والاستمرار في الجلسات التأهيلية التي تساعد في تقوية العضلات. وعندما رجعت الى المملكة بحثت عن المراكز التي تقوم بهذا فلم أجد سوى مدينة الأمير سلطان للخدمات الإنسانية التي تقع في مدينة الرياض، أي تبعد كثيرا عن مكةالمكرمة التي لا يتوفر فيها مثل هذه المراكز. وأضاف أن هناك أحد المراكز المتخصصة في هذا المجال طلب مني ما يقارب 250 ألف ريال من أجل علاج غسان وغفران وهذا ما لم أقدر عليه. ومن جانبه يوضح غسان سالم البالغ من العمر ثلاثة عشر عاما أنه كان يمشي في بداية حياته بشكل طبيعي ودرس السنة الأولى من المرحلة الإبتدائية في حالة جيدة وبعدها بدأ يشعر بضعف في أطرافه السفلى، ويقول: كنت أحيانا أسقط بشكل غريب نتيجة عدم القدرة على الوقوف لفترة طويلة ثم تدهورت حالتي حتى أصبحت لا أستطيع الوقوف على قدمي. وأضاف غسان أنه يحلم أن يقف على قدميه مرة أخرى ويستطيع ممارسة كرة القدم الرياضة المفضلة لديه، وناشد المسؤولين بتوفير مركز تأهيل شامل لمعاقي مكةالمكرمة، حتى يحيا الأمل في نفوسهم من جديد عن طريق العلاج الذي يناسب حالتهم الصحية والمادية معا. وقالت غفران شقيقة غسان والتي بلغت السنة السادسة عشر من عمرها: أن المشي على قدمي حلم يراودني بشكل مستمر وأملي بالله كبير وأيضا أملي في المسؤولين وفي كل من يحب فعل الخير بمساعدتي لتحقيق هذه الأمنية التي طال انتظارها.