مكاني.. آخر الطابور والجلاد يرضع من لسان السوط شهوته ويرمقني كما لو كنت قهوته.. فلي قدري.. ولي كأسي.. عرفت الآن كيف غدي فساعة حائط الأضلاع سابقة.. وحاضر يومهم أمسي.. *** مضى الماضي وقدمني فلا وجهي على المرآة أشبهني.. ولا ظلي يلازمني.. ولا زمني.. مضى المسلول والمذهول والمجذوب يا مجذوب.. أتتركني هنا وتذوب..؟ حرام.. كيف تتركني..؟ دنا الجلاد.. تلك ظلالهم لاحت.. ترى هل أحضروا ثمني؟ أظن.. أظن.. لست أظن.. من قبلي من الشعراء قد أنصفت يا وطني..؟ أظنك لم.. *** دنا الجلاد هذا دور قافيتي.. سأثبت.. ربما أسلم.. عرفت الآن كيف غدي.. هل الغرباء إلاّ نحن والشمس؟ نغيب فتضرب الدنيا سرادقها لتذكرنا.. كأن رحيلنا العرس..! عرفت الآن كيف غدي.. هل الفقراء إلاّ نحن والطير؟ نصوغ لقمحة لحنًا.. ويأكل لحمنا الغير.. عرفت الآن كيف غدي.. وأني نخلة رجلاً.. أضيء النجم من سعفي أمدد قامتي ترفًا.. وألقم ظالمي صلفي عرفت الآن كيف غدي.. وكيف الآن.. كيف أذوب في الألوان.. أرسم لوحة الشرف أصفق واحدًا وحدي.. وأقطع فوهة الأحزان أبتر موضع الأسف..