البشاشة يفقدها اليوم كثيرون.. من موظفين وأطباء ورجال أعمال ومدرسين ورجال أمن وغيرهم ممن ينبغي أن يكونوا أول من يتحلى بها لنشر روح الحب والإخاء والمودة والتقارب والتعاون والوئام، فمتى كان أفراد المجتمع على مختلف فئاتهم على جانب من حسن الخلق والبشاشة والتراحم والتعاون صار الجميع سعيداً هانئاً ينعم بالمحبة والمودة والصفاء في ظل ما دعت إليه تعاليم الإسلام إلى ذلك، فالقرآن الكريم والأحاديث النبوية تفيض بالحث على مكارم الأخلاق والدعوة إلى ذلك، وتدعو إلى الفضائل والمثل السامية والآداب الكريمة وتنهى عن المساوئ وتجنب الرذائل وسيئ العادات والصفات.وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (تبسمك فى وجه أخيك صدقة ) والكل على علم بأن كثيرا من المعضلات كانت أسمى حلولها ابتسامة مشرقة، فكانت كفيلة لحل مشكلة وهي في مهدها، وما أشقى أناس بخلوا بإشراقة الابتسامة في وجوههم، ولو علموا ما لتلك الابتسامة من إيجابيات ساحرة لما توانوا للحظة أن يجودوا بها، فهي تطفئ فتيل الغضب، وتزرع البشاشة والسعادة، وتبث الراحة في النفس، فهل نبدل تلك العبارات ..حرك – رح – أمشي - بعبارة تفضل وبجانبها تلك الابتسامة...فهل غيرنا من كلمة راجعنا بكرة بكلمة استرح وسوف أنظر في موضوعك مع تلك الابتسامة. هل يا ترى افتقدنا الكثير من هذه الأخلاقيات التي من شأنها أن تفتح طريقا للمودة ، وتجلي وتخفف الكثير من أعباء الحياة وهمومها ..الابتسامة واللطف في الحديث مع الآخرين من شأنه أن يحسن من نفسية الفرد ويضيف إلى صاحبها مكانة سامية ورفيعة بين الناس ، وسبيل للتآلف وتبادل المشاعر الطيبة وياحبذا لو انتهجت الجهات المسؤولة اعطاء دورات لموظفيها عن كيف تتعامل مع الآخرين او كيف تتعامل مع الجمهور لكي تعم الفائدة وتخدم مجتمعنا .ولا ننسى قول المصطفى عليه الصلاة والسلام-: (إنما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق) وقوله: (ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه). عبدالرحمن عبدالحفيظ منشي - رابغ