في ماضي السنوات كتبت هنا مقترحاً، وجهتُه للجمعيات الخيرية ، التي يصادف أن تتم إقامتها لبعض الاحتفالات وغيرها من الأنشطة في مواعيد واحدة ، فتتضارب مواعيدها مع بعضها البعض ، فلا تترك مجالاً للفرد ليحضر نشاطاتها ، فيتردد ويحتار في حضور أي المناشط؟! وتفتقد الأنشطة لأعداد الحضور. وبدون– نسب الفضل لي، فقد يكون توارد الخواطر - ما أظهر في ذلك الوقت - لجنة التنسيق بين الجمعيات–، التي تمثل دورها عند ظهورها، في تنسيق المواعيد بين الجمعيات عند رغبتها إقامة أي نشاطات كبرى، بحيث لا تتضارب مع بعضها البعض، وفي نفس الوقت تركت فسحة من الوقت للفرد لحضور جلّ النشاطات، دون الحيرة والتشتت، (وأجدها الآن فرصة لأتساءل عن اختفاء لجنة تنسيق الجمعيات؟!). وأعود مرة أخرى لأكتب نفس المقترح، والذي أسوقه، ليتضمن الجامعات والكليات – وبمعنى شامل - لكافة المحافل التي من الممكن أن تقام فعالياتها في مواعيد واحدة. فتبعث بالحيرة في نفس الفرد ، الذي قد تجذبه كل الفعاليات المقامة في نفس الوقت ، لكن يبقى حائراً أيها يحضر؟ أو يبدأ بأيها ؟! فنجد أن جهة استأثرت بحشد كبير من الحضور ، وجهة أخرى بادرت بإسدال ستائرها، لافتقادها لأعداد الحاضرين المناسبة. كما لا ننسى من ذلك كله الاستعدادات المستنزفة للطاقات البشرية والإمكانيات المادية، ثم بعد كل ذلك الجهد، لا يوجد للحضور أعداد تذكر. وهنا يكون الجهد، جهد الذي - ذهب مع الريح -، جهد استغرقته الأيام وربما الأشهر للإعداد والترتيب وتوزيع بطاقات للدعوات واستقبال للضيوف من خارج المنطقة التي يقام فيها المنشط أو المحفل –أياً كان المسمى- ثقافي، علمي، خيري، ترفيهي، في النهاية هو جهد مستنزف ويستحق تركيز الحضور له -، ثم لا يجد له الحضور المناسب. وأخيراً، ما أتمناه أن تكون هذه الأسطر قد استطاعت إيصال الفكرة التي أرمي إليها، فلاشك أن تسليطنا أضواء أقلامنا لترسل إشعاعاتها على جهات بعينها أو جهات غير محددة، إنما ابتغاء المصلحة العامة ليس إلا .