تباينت ردود الأفعال تجاه عزم مجلس الشورى على إصدار قرار توصية بصرف رواتب للعاطلين عن العمل ليصل راتب العاطل إلى ألف ريال شهرياً في حين تشير التقديرات الإحصائية وفقاً لمصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات إلى أن عدد العاطلين عن العمل يصل إلى حوالى 416350 منهم 239176 عاطلاً من الرجال بمعدل بطالة 6.9% ومنهم عدد 177174 عاطلة عن العمل من النساء بمعدل بطالة بنسبة 24.9% كما تشير الإحصاءات إلى انخفاض معدل البطالة إلى 9.8% بعد أن كان يتجاوز 11% ، ولست مع الذين نصّبوا أنفسهم مدافعين عن الحكومة متشدقين بحجم ما سوف تتكبده ميزانية الدولة من نفقات (500 مليون ريالاً شهرياً- 6 مليارات سنوياً) في حال الموافقة على صرف رواتب للعاطلين غير أنني أرى أن القضية ليست بحجم المبلغ الذي سوف تنفقه الدولة في هذا الدعم وإنما في ماهية وجدوى هذا الإنفاق الذي يعد تسكيناً للمشكلة لا حلاً جذرياً لها... فإنفاق الدولة للقضاء على هذه الظاهرة أمر مطلوب لكن هذا الإجراء كما يتوقع الاقتصاديون سوف يضاعف من أعداد العاطلين وثمة تجارب حولنا تؤكد هذه المخاطر وتعكس سلبية هذا التوجّه خاصة أن 45% من أعداد العاطلين هم من الشباب القادرين على العمل ولذلك فإن المقترح إعداد خطة عمل إستراتيجية للقضاء على هذه الظاهرة يمكن تحديد معالمها فيما يلي: * المزيد من الدعم لصندوق الموارد البشرية وتكثيف الرقابة على ما يقدمه للشركات الخاصة التي تبادر بتدريب العاملين وتؤهلهم للعمل ثم توظفهم مقابل تحمل نسبة كبيرة من مصاريف التأهيل وتشجيع قطاع التدريب الخاص ودعمه لتطوير قدرات الشباب وإعدادهم وفقاً لمتطلبات سوق العمل وكذلك تشجيع مراكز العمل التي تعد إحصاءات عن العاطلين وتتابعهم وتبحث لهم عن فرص العمل المتاحة وتنسق مع شركات التدريب وصندوق الموارد البشرية لتأهيلهم وهي خطوة مهمة جداً إذا ما عرفنا أن 34% من العاطلين هم من حملة الثانوية العامة، 29.3% من حملة المتوسطة، 16% هم من حملة الشهادة الابتدائية، مما يؤكد أن المشكلة في المخرجات التي لا تتواكب مع متطلبات سوق العمل الحقيقية. * تشجيع المشاركات الاجتماعية من القطاع الخاص في صناديق الدعم الوطنية للمشاريع الصغيرة ودعم الأعمال الحرفية. * تطوير ثقافة العاطل ليلعب دوراً فاعلاً في المجتمع ويكون قيمة مضافة لنفسه وأهله ووطنه مشاركاً في التنمية لا عبئاً عليها فيبحث ويغتنم الفرص لا ينتظرها والسيرة النبوية مليئة بهذه المعاني الكريمة فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لأن يحتطب أحدكم حزمة على ظهره خير له من أن يسأل أحداً فيعطيه أو يمنعه). * والقصص كثيرة في هذا المجال إذ يمكن أن تطعم فقيراً سمكة ليسد رمقه في يومه ذاك وحسب ويمكن أن تعلمه كيف يصطاد وتحضر له سنارة / ليصطاد السمك فيأكل ويبيع الفائض وتكون قد عالجت أمر فقره وجعلته مشاركاً فاعلاً في المجتمع. * أن الدولة يمكن أن تنفق بسخاء لتحل مشكلة العلاج ورفع القدرة الاستيعابية للمستشفيات والعيادات لاستقبال المضطرين وتدعم بعض السلع والخدمات الضرورية للتخفيف من الأعباء التي تقع على المواطن كبديل للصرف المباشر. * تشجيع الشباب على تطوير ذواتهم والعمل على رفع مستوى تعليمهم حتى بالانتساب للجامعات ومنح مكافآت تشجيعية لمن يحصلون على الشهادات الجامعية في بعض التخصصات التي يتطلبها سوق العمل مما يحقق أكثر من هدف في وقت واحد.