* قرأتُ التوصيةَ التي اقترحها مجلس الشورى في إحدى جلساته المتضمنة تخصيص إعانة مالية للعاطلين عن العمل، تصل إلى (1000) ريال في الشهر، وقد تفاعل معها إيجابًا العديد من المواطنين، وذوي الرأي والفكر والتخصص، وخاصة مَن تشملهم هذه الإعانة بهدف حل مشكلة البطالة بين صفوف بعض الشباب، ومَن يحتاج إلى ذلك من المواطنين. * وعارضت الفكرة فئة قليلة حجّتها أن هذه الإعانة قد تدفع بعض المعانين إلى الاتّكالية، وعدم التفكير في البحث عن مورد رزق مستقبلاً، وتتمكّن منهم، وتستولي على حياتهم سلبًا. * وفي هذا المجال، وبعنوان (إعانة العاطلين.. سلاح ذو حدين) أفردت مجلة اليمامة الأسبوعية لهذه القضية لقاءً موسّعًا مع مجموعة من المفكرين، وذوي الرأي والاختصاص، نُشرت بعددها يوم السبت 29/2/1431ه في محاولة استطلاع الرأي في التوصية المُشار إليها. * وبمتابعة إجابات المشاركين والمشاركات في هذه القضية، اتّضح أن غالبيتها تؤيد هذه الإعانة وفق ضوابط معيّنة.. وتعارضها فئة أخرى ترى أنها قد تزيد من نسبة البطالة بين العاطلين. * ولأهمية هذه القضية، والمدلول الذي تهدف إليه، والحاجة إلى تحقيق الفكرة لما لها من إيجابيات تقي بعض شبابنا التحوّل إلى أعمال تضر بهم، وبمستقبلهم، وحياتهم، وأمنهم، فإنني أُسهم بما يلي: * العمل على تحقيق هذه الإعانة لمدلولها الإيجابي (اجتماعيًّا)، فقد كان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يعطي مَن لا عمل له راتبًا من بيت مال المسلمين، إيمانًا منه بمسؤولية ذلك وأحقيته. * تشكيل لجنة تختص بهذه الإعانة ترتبط مرجعيتها بالشؤون الاجتماعية، مهمّتها تحديد الفئات التي تحتاج المساعدة من الفئات المطلوب إعانتها. ولا يقتصر دور هذه اللجنة على معرفة المستحقين فحسب، بل تفعيل دور توظيفهم في قطاعينا العام والخاص، وحثهم على السعي الحثيث في البحث عن ذلك تحاشيًا للاتكالية على الإعانة.. والتراخي في البحث عن طلب الرزق في مجالاته المتعددة. * تتابع مع الجهات المعنية إيجاد فرص عمل لهذه الفئات.. وكلّما تأهّلت فئة تقطع عنها الإعانة وهكذا! * يعلم الجميع أن دولاً كثيرة تسير على نفس الطريقة بالنسبة لعاطليها، وقد استطاعت أن تعالج ذلك، وخاصة بين فئات الشباب الذين هم أكثر حاجة من غيرهم بالنسبة للإعانات المادية. * إننا نؤيد مجلس الشورى في توصيته، ونأمل تحقيقها عمّا قريب -إن شاء الله- فهي الوسيلة الأنجح في علاج مشكلة العاطلين، والحد من نسبة البطالة. * بوح! * (بوح) مجلة ثقافية تصدر عن لجنة التنمية الاجتماعية بالعرضية الشمالية (نمرة)، سعدتُ بقراءة عددها الأول لعام 1430 فألفيتها -بحق- قد احتوت على إبداعات جميلة في الشعر، والقصة، والمقالة لمبدعين ومبدعات من صفوة مثقفي تلك المنطقة ممّن عرفوا بالطاقات الإبداعية والأحاسيس المرهفة. إنني أُحيي تجربتها الأولى، وأُحيي مَن قاد ويقود سفينتها (بوحًا وإبداعًا)، وأنشد مع شاعرها منصور الحذيفي قوله: وفي العرضتين رأيتُ حسنًا يقلُّ له بدنيانا النظيرُ فهيّا نشعلُ القنديل هيّا وبالأشواق للباري نسيرُ