ابتلع “بحر الشعيبة” بمكة ظهر أمس الأول الثلاثاء غواصا بعد أن تأخر عن رفقائه للحظات فعادوا لقاع البحر ولم يجدوا له أي أثر.. وأبلغ رفقاؤه حرس الحدود الذى قام فوراً بإرسال ثلاثة زوارق وعدد 25 غواصاً للبحث عن المفقود وكذلك تم الاستعانة بالحوامات وزوارق بعيدة المدى وطائرة من الدفاع المدني لمسح المنطقة من الجو بحثاً عن المفقود وحتى غروب شمس أمس فلم يجدوا له أثرا .. وشارك عشرات الغواصين المتطوعين والهواة فى عمليات البحث طوال يوم أمس.. وقد خيم الحزن على الغواصين الهواة ببحر الشعيبة جنوبمكةالمكرمة منذ ظهر أمس الأول الثلاثاء بعد فقدهم فجأة أحد زملائهم اثناء رحلة غوص تحت البحر وهم يلهون بالشعب المرجانية ويداعبون الأسماك. وفوجئ الغواصون بأن زميلهم تأخر عنهم بعد إعطائه إشارة انتهاء الرحلة وصعودهم للأعلى وبعد انتظاره إلى أن أكمل المدة المحددة للغوص نزل اثنان من رفقائه لكنهم لم يجدوا له أى أثر .. ولازالت فرق البحث والإنقاذ بحرس سلاح الحدود بالشعيبة تواصل جهودها فى البحث عنه.. ”المدينة” تواجدت فى موقع الحدث ببحر الشعيبة المفتوح (150كم جنوبمكةالمكرمة) وكانت مع أسرة المفقود وعاشت لحظات البحث حتى غروب شمس أمس ولم يتم العثور عليه. وروى ل“المدينة” حسين فقيه الغواص المرافق للمفقود لحظات فقدانه بالتفصيل قائلاً :أولاً نحن نغوص باستمرار بموجب تصريح رسمى ولدي قطعة محددة معروفة لدى سلاح الحدود ، ونزل معى أخي المفقود مازن رواس وأحد أبناء عمومته فى الغوصة الأولى ومجموعهم خمسة أشخاص وأنا أنتظر فوق “البوت” لمتابعة سلامتهم وبعد خروجهم سألتهم عن الأوضاع قالوا تمام من أحسن مايكون ثم تحولنا لقطعة أخرى فيها شعب مرجانية جميلة وأنواع مختلفة من الأسماك وأعرب عن إعجابه بها وقال لاأريد التحرك من هذا المكان قلت له لا إشكال ونزل الغوصة الثالثة بعد قضاء الفترة المعنية للراحة وهو غواص ماهر يمارس الغوص منذ (15) عاما ..ثم نزل الغوصة الثالثة مازن وابن عمه وتركى ، وصعد الاثنان على “البوت” وسألتهم أين مازن فقالوا :تحت، ونحن أكملنا الفترة وأشرنا له أننا بخير وسنصعد ولم يطرأ على بالي شيء وقلت أنه سيطلع فانتظرت فترة الأسطوانة لأن الغواص القديم صاحب الخبرة تبقى معه الأسطوانة قرابة ساعة ونصف لأن العمق الذى نزلنا فيه ليس خطيرا (60) قدماً فقط مابين (15-20م) يعنى الغواص فى سلامة ليس عليه خطر ، وبعد مرور ساعة وربع أرسلت اثنين من الزملاء الغواصين المصرح لهم وبعد خمس دقائق نزلوا للبحث عن مازن فلم يجدوه حتى الساعة الثالثة من ظهر أول أمس (الثلاثاء) ، فاتصلت بزملاء لي فى سلاح الحدود وأخبرتهم أن معى غواص لم يطلع من البحر، وزودت زملائي بالقطعة ، ولم نبلغ أهله فى نفس الوقت وكنا نتوقع الحصول عليه أثناء البحث فى نفس المنطقة حتى لو كان مغمى عليه ، وواصلنا البحث حتى غربت شمس ( الثلاثاء ) وانعدمت الرؤية ولم نجده ، فعدت لمركز سلاح الحدود وأبلغتهم بعدم العثور عليه. وقال مصطفى رواس شقيق المفقود : إن حرس الحدود بذلوا جهودهم حسب الإمكانيات الموجودة لديهم ونتمنى من الجهات المسؤولة أن توفر غواصين فى جميع مراكز حرس الحدود الواقعة على شواطئ البحار. وقال الغواص ريان خالد خليل رفيع (الذى كان مرافقاً للمفقود) لحظة بلحظة قبل فقدانه: فقدنا زميلنا مازن رواس فى الغطسة الثالثة التى بدأت الساعة الثانية إلا ربع تقريباً وقضينا معه وقتا تحت البحر وبين الشعب المرجانية وكان يظهر عليه السعادة وهو يتقلب بين الشعب المرجانية والأسماك ذات اللون والشكل المميز ويداعبها وأشرنا له بأننا سننهي الغطس وأعطيناه إشارة المغادرة فأشار بالموافقة وكان المفقود تحتنا وبعد صعودنا انتظرناه ولم يصعد فعاد بعض الزملاء للبحث عنه ولم يجدوه وأبلغنا الجهات المسؤولة فى حرس الحدود ولكن كان التجاوب بطيئاً لأن المركز ليس فيه غواصين. وقال: إن آخر غطسة مع المفقود كانت الأسبوع الماضى وهو متمرس فى الغوص. وقال سراج رواس (ابن عم المفقود): تلقينا خبر فقدان مازن رواس فى البحر مساء الثلاثاء وحينها قالوا لايوجد بحث فى الليل لأن الجو مظلم وبعد برقية لسمو أمير منطقة مكةالمكرمة وإتصالات أجريناها صباحاً تم الحصول على موافقة وزارة الداخلية لإرسال طائرة بحث . وأوضح أن يخت سلاح الحدود والغواصين لم يصلوا للموقع إلا أمس الأربعاء وكل البحث يتم عن طريق الغواصين المتبرعين من زملائنا وبالنسبة لغواصي سلاح الحدود لم يصلوا للموقع إلا أمس الأربعاء الساعة التاسعة والنصف صباحاً ، أما الحوامات لم تصل إلا الحادية عشرة والنصف صباحاً ، وكان المفروض منذ اللحظة الأولى ان تتحرك الجهات المسؤولة فى سلاح الحدود للبحث؛ لأن البلاغ موجود منذ الساعة الثالثة ظهر الثلاثاء ولم تتحرك الجهات المعنية إلا بعد مرور قرابة أربع وعشرين ساعة ، والآن الساعة السادسة مساءً لم نصل لنتيجة والبحث مستمرا ، ولاندرى قد يكون الغريق على ساحل أو متعلق بشيء ، وطالب رواس بإعادة النظر فى إمكانيات مراكز سلاح الحدود وتوفير غواصين فى الموقع لأن رجال الأمن الموجودون ليس فيهم غواصون .. وقال هتان خالد عجيمى (نسيب المفقود) منذ تلقينا الخبر بدأنا فى إجراء إتصالات بالجهات المعنية لتوفير وسائل البحث وفوجئنا أن الإمكانيات لدى حرس الحدود ضعيفة ولايوجد وسائل للبحث فى الليل ومعروف فى كل دول العالم المتقدم أن وسائل البحث عن المفقودين لاترتبط بوقت معين هناك غواصات متطورة تملك إمكانيات البحث مساءً مشيرا إلى أن المفقود هو مازن محمود محمد رواس ويبلغ من العمر (43) عاما، ومتزوج وأب لأربع بنات. من جانبه قال مساعد الناطق الإعلامي لحرس الحدود بمنطقة مكةالمكرمة المقدم بحري صالح بن محمد الشهري :إن عمليات حرس الحدود تلقت بلاغاً يوم الثلاثاء عن فقدان أحد الغواصين. وأنهم خرجوا بالقارب المسمى ( كنز ) الذي منح تصريح إبحار لممارسة الغوص من مركز الشعيبة المفتوحة صباح الثلاثاء الساعة ( 7 ) وكان على متنه خمسة أشخاص سعوديين نزل ثلاثة منهم للغوص عاد اثنان للقارب ماعدا مازن محمود محمد رواس، حيث أبلغ زملاؤه بأنه سيلحق بهم وعند تأخره نزلوا للغوص للبحث عنه ولم يجدوه ثم أبلغوا عمليات حرس الحدود التي قامت على الفور بإرسال ثلاثة زوارق وعدد 25 غواصاً للبحث عن المفقود وكذلك تم الاستعانة بالحوامات وزوارق بعيدة المدى وطائرة الدفاع المدني لمسح المنطقة من الجو علما بأن المنطقة التي نزل بها الغواصون تبعد عشرة أميال بحرية عن الشاطئ والمسماة “طويل رغوان” .