حث المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني، الناخبين العراقيين على ضرورة المشاركة الواسعة في الانتخابات التشريعية المزمع اجراؤها في (7) مارس المقبل، داعيا اياهم الى اختيار افضل القوائم الانتخابية المشاركة في الانتخابات واحرصها على مصالح العراق في حاضره ومستقبله.وأوضح بيان لمكتب السيستاني ردا على تساؤلات وجهت له من قبل عدد من المواطنين عن الجدوى من المشاركة في الانتخابات وموقف المرجعية الدينية العليا إزاء القوائم المشاركة في الإنتخابات، ان"الانتخابات النيابية تحظى بأهمية كبرى ولاسيما في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها العراق العزيز، وهي المدخل الوحيد لتحقيق ما يطمح إليه الجميع من تحسين أداء السلطتين التشريعية والتنفيذية". واضاف، البيان"من هنا فإنّ السيد السيستاني يرى ضرورة أن يشارك فيها جميع المواطنين من الرجال والنساء الحريصين على مستقبل هذا البلد وبنائه وفق أسس العدالة والمساواة بين جميع أبنائه في الحقوق والواجبات"، مؤكداً أن العزوف عن المشاركة ولأيّ سبب كان سيمنح الفرصة للآخرين في تحقيق مآربهم التي وصفها البيان بغير"المشروعة". واشار البيان الى ان"المرجعية الدينية العليا في الوقت الذي تؤكد على عدم تبنيّها لأية جهة مشاركة في الانتخابات، فإنها تشدّد على ضرورة أن يختار الناخب من القوائم المشاركة ما هي أفضلها واحرصها على مصالح العراق في حاضره ومستقبله واقدرها على تحقيق ما يطمح إليه شعبه الكريم من الاستقرار والتقدم"، وحثهم على اختيار المرشحين ممن يتصفون بالكفاءة والأمانة والالتزام بثوابت الشعب العراقي وقيمه الأصيلة. ومع اقتراب موعد الانتخابات العراقية تشتد في جميع المحافظات الحملة الانتخابية وسط تذمر شعبي واسع النطاق من إخفاق الحكومات العراقية المتعاقبة في توفير الامن لأبناء البلاد وتقديم مستلزمات الحياة الضرورية لهم كمواطني بلد ينعم بثروات قل مثيلها. وتشهد محافظة صلاح الدين ذات التنوع العرقي والطائفي كمعظم محافظات العراق سباقا كبيرا لكسب أصوات المواطنين، ومن خلال استطلاع آراء العديد من المواطنين ، اتضح أن الصورة تتجه نحو التخلص من الاحزاب الدينية التي رأى الكثيرون أنها "وضعت العراق في اتون الحرب الأهلية التي راح ضحيتها مئات الاف من المواطنين الابرياء الذين قتلوا دون ذنب سوى الانتماء الطائفي". ويقول ليث عمران الجبوري (40 عاما) ويعمل في مهنة المحاماة "الأحزاب الدينية أثبتت خلال السنين السبع الماضية من حكمها للعراق انها لا تحمل اجندة سوى حماية مصالح النخبة منها حتى لو سار العراق بأكمله الى المجهول"، ويضرب الجبوري مثلا في هذا الامر ، ويشير الى موافقة الحزب الاسلامي العراقي وهو حزب سني على تمرير الدستور بالرغم من انه يحمل العديد من النقاط التي تستهدف السنة في العراق وكان المقابل هو أن الحزب أصبح الممثل الوحيد للسنة في العراق بعد ان قاطع معظمهم الانتخابات الماضية. أما خلف صبار القيسي (35 عاما) وهو مهندس نفط في مصافي بيجي فيقول "سأنتخب أي شخص أقتنع به ممن لم تتلوث ايديهم مع الاحتلال وعاش معنا في جميع المحن ولم يزايد يوما على الانتماء الطائفي والعرقي للحصول على مكاسب آنية حقيرة". وفي الأقضية ، لا تبدو توجهات المواطنين بعيدة عن توجهات أبناء المحافظة ، وإن كانت تميل في بعض الاحيان إلى التمثيل العرقي أكثر منها إلى الاختيار حسب الكفاءة والخبرة، ويتوجه الناخبون الأكراد نحو انتخاب التحالف الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني ومسعود بارزاني رئيس اقليم كردستان. ويقول أزاد محمود (27 عاما) وهو صاحب متجر "التحالف عمل في المدة الماضية من اجل الاكراد وحقق لهم الكثير فأصبحوا اهلا للثقة في الانتخابات المقبلة". فيما يحرص التركمان وهم القومية الثانية بعد العرب في المحافظة علي انتخاب ممثليهم من بين أنفسهم أيضا ويقول أحمد نور الدين (52 عاما) وهو عامل "لم يحظ التركمان بتمثيل حقيقي في البرلمان السابق بالرغم من وجود عدد منهم فيه لأنهم كانوا ممثلين لأحزاب دينية أكثر منهم ممثلين للتركمان ، ويجب انتخاب عناصر جديدة تكون اكثر حرصا على حقوق التركمان من غيرهم". ويتنافس في محافظة صلاح الدين 320 مرشحا يمثلون 22 كيانا وائتلافا سياسيا لنيل ثقة ما يقرب من 700 ألف ناخب من مجمل سكان المحافظة البالغ مليون وربع المليون نسمة.