أن يتصدر قائد عربي قائمة يجمع عليها قادة العالم الإسلامي فهذه هي معجزة، فالمألوف لدينا هو الاختلاف وليس الإجماع، فقد تصدر ملك الشعب والوطن قادة العالم الإسلامي بالتأييد المطلق والشعبية بين مختلف أجناس الأمة العربية وعلى القدرة على اتخاذ القرارات الصعبة في زمن المهمات المستحلية فهذه معجزة بحد ذاتها والخروج عن المألوف من التنافر والتزاحم على مَنْ يتخذ قرارات فورية وعدم تفعيلها في صميم كيان الأمة العربية. فجاءنا شبل صقر الجزيرة العربية ليرتقي بقراراته التاريخية ويجتمع حوله مختلف الأطياف من القيادات ومن قبلها لم تجتمع النيات، فوحد وقارب، وسامح، بكل شموخ أخلاقه الإسلامية على من تجرأ عليه من قبل بكلام لا يرضي الله ، ولا يليق بأخوة العروبة ، فوقف أمامنا ملك الإنسانية بشموخ واعتزاز وقدرة على التسامح لم ولن نعهدها من غيره ، وحكمة لا يلقاها إلا ذو حظ عظيم. أما اتخاذه لقرارات تاريخية غيرت مجرى العالم الإسلامي والغربي، فتسامحه مع سائر الأديان ما هي إلا عبرة لمن يحارب الاختلاف، ألم يكن خير البرية قد أوصى بالأقباط في مصر وجاور اليهود في يثرب ، وحارب قريش في مهد ومعقل رأسه لنصرة كلمة الله وإعلاء دين الله ، دين التسامح والسلام ونشر الأخلاق الإسلامية . وها هو ملك أتاه الله من لدنه رحمة وحنانا ولم يكن جبارا شقيا ، شفت روحه بخلق الإسلام فعايش الإسلام معنى وجوهرا حقيقيا لا مظهرا وتظاهرا ، قائد حقيقي أبي، إنسان لم يمنع دمعة أن تسقط من عينيه على طفل جريح أو وضع مسيء في أي بقعة من بقاع العالم ، قائد لم يأبه بالظهور ولم يأمر بحشد المصورين والمراسلين الصحفيين لتتبعه، مسح دمعة هطلت من عيون قد خط عليها الزمان تجارب إنسان وأب وخادم للحرمين الشريفين الذي ازدان به اسمه تشريفا ، ليضع حجر زاوية ولبنة أساس لانطلاقة مسيرة النهضة والتقدم والرقي في وطنه ويصنع من كلمة المحاسبة هاجسا لذئاب الغابة الذين تجرءوا على خيانة الأمانة وليس للخائن أمانة. طار من بلد إلى قارة إلى حدود ملتهبة هاجسه العدل والعدالة والنصرة على الأعداء، لم يأبه بالأصوات العالية التي تنادي بالتخلف، والعودة إلى الوراء والاختباء تحت عباءة الدين – والدين منها براء- والشعارات الجوفاء، ومضى قدما في خطة مدروسة ، كما عهدناه ملكا وإنسانا له من صقر الجزيرة شبها كبيرا، فالأول وحد ، والشبل آخى بين الأعداء من أمتنا، ومد يد التسامح لكافة الأديان، أنعجب ونحن أولاده وشعبه أن يتم اختياره ملكا وأكثر الزعماء شعبية في العالم الإسلامي، بل ملكه شعبية الإنسانية من الغرب إلى الشرق، يحبونه ويحترمونه ، وتسعى الدول العظمى للحوار معه ليرجع بنا في الجنادرية إلى قصص الرجولة والبطولات الإسلامية مع ضيوفه من شتى الأطياف والأديان والمقامات، ليروا بأم أعينهم إنسانية شبل صقر الجزيرة . فتحية وفاء من شعبك الذي كان أولى من يتوجك ملكا للقلوب والإنسانية ، ولا أنسى هنا دورك بين نساء وبنات وطنك اللاتي يتنفسن نسائم الحرية والمساواة الإسلامية. همسة الأسبوع عن جعفر الصادق: إذا طلبت الجود فعليك بمعادنه فإن للجود معادن وللمعادن أصولا ، وللأصول فروعا، وللفروع ثمرا ولا يطيب ثمرا إلا بأصول، ولا أصل ثابت إلا بمعدن طيب. *كاتبة سعودية للتواصل مع الكاتبة [email protected][email protected] basmasaoud.blogspot.com