كلما أشرقت شمس على الساحة الثقافية المصرية تحمل خيوط الفجر معها مشكلة جديدة وأزمة مضافة، فالمشهد الشعري المصري لم يكن ينقصه سوى إقامة ملتقى موازٍ لقصيدة النثر في نفس توقيت الملتقى الثاني للقصيدة وإن تم الفصل بينهما زمنيًا فيما بعد ليكتمل المشهد في تشظيه الذي بدأ بمحاولات القصيدة إثبات وجودها أمام تنكّر شعراء جيل الستينيات وجودها، بالرغم من إقامة ملتقي مواجه لملتقي الشعر العربي الذي أقامته وزارة الثقافة المصرية العام الماضي، ولم تسلم قصيدة النثر من الانشقاق بعد استبعاد الشاعر صبحي موسى من اللجنة التحضيرية للمتلقى الثاني، غير أن موسى أعلن عن نفسه منسقًا عامًا للملتقى، ليجد التضامن من قبل نقاد أشركوا اتحاد كتاب مصر كجهة راعية للملتقى الذي سيقام في نفس توقيت الملتقى الثاني المقام في نقابة الصحفيين المصريين مما يخلط أوراق المثقفين وأصبح مسمى الملتقى تابعًا لمكان استضافته لتطابق الموضوع والضيوف أيضًا. قذف واتهامات ورغم محاولات عاقلة لرأب الصدع وإقامة ملتقًى واحدًا يشارك فيه كلا الجانبين إلا الجلسة التى جمعت أعضاء اللجان التحضيرية في الملتقىين خرجت بدون حل وسط، وتصريحات من كلا الجانبين بأن الطرف الآخر لا يملك حق تنظيم الملتقى.. جملة مفيدة عن قصيدة النثر وأنه مستمر في ما بدأه، مما يضع الشعراء في موقف حرج من يساند ومن يقاطع , وزاد الأمر توتراً بسبب البيانات المتبادلة عبر الانترنت فيما يشبه رسائل الحمام الزاجل قديماً واتهامات بين الطرفين بالسطو على الفكرة، وتطور الأمر إلى اتهام إحدى عضوات ملتقى نقابة الصحفيين بأنها دعمت الملتقى بمبلغ مالي مستغله علاقاتها بالمثقفين العرب ودعوتهم للملتقى. صبحي: لا توجد حلول فصبحي موسى يقول عن استبعاده من منصب المتحدث باسم اللجنة: لا يوجد منصب اسمه متحدث رسمي ليتم استبعادي منه، وسأستمر في موقعي منسقًا للملتقى، وما حدث أنه تم الاتفاق بين الأعضاء على تحديد الشاعر أحمدالشهاوي ليكون هو المتحدث باسم الملتقى حتى لا يكون هناك اتصالات بالصحافة من خلال الأعضاء دون أن يعلم الباقي بها.. وعن إمكانية دمج الملتقىين فى ملتقي واحد يجمعهما يقول موسى: لا توجد حلول؛ وسنستمر في التحضير للملتقى لأننا مجموعة من المثقفين لدينا فكرة واضحة وغير مشغولين بالصراعات والأهم لدينا هو سلطة الشعر. خضر: اتحاد الكتاب أعرج ومن جانبه رفض الشاعر فارس خضر عضو اللجنة التحضيرية للملتقى الثاني لقصيدة النثر الإفصاح عن أسباب استبعاد الشاعر صبحي موسى عن اللجنة قائلاً: لا أريد أن أخوض في تفاصيل قد تكون جارحة لعدد من الأشخاص، ومن بينهم صبحي موسى، ولكن اللجنة التحضيرية رأت بأغلبية الأعضاء استبعاد عنصر ما من الملتقى الثاني، وهذا لا يعنى إذا كنا نتحدث عن الديموقراطية وممارسة عمل ثقافي غير مدعوم من أيه جهة ولا يستند إلى على شرعية وجود قصيدة النثر في الوسط الشعري، لا يحق لأحد أن يستغل النجاح الذى حققناه في الملتقى الأول وينسبه لنفسه، فما حدث كان مهزلة حقيقية، ما حدث أن هذا العنصر المستبعد نفى العناصر الأخرى واعتبر نفسه هو الملتقى الثاني، وبدأ يعلن عن الموعد قبل عام وينسق مع آخرين على أنهم أعضاء اللجنة التحضيرية، هل هذا يحدث في أي مكان آخر غير مصر، والأنكأ أنه وجد من يدعمه، فهناك لجنة من الأصدقاء الكارهين لنجاح الملتقى الأول لمصالح شخصية لا أدريها فتبني الدكتور صلاح السروي فكرة الملتقى وقدم العنصر المستبعد لاتحاد الكتاب لإقامة الملتقى في الاتحاد نكاية فينا لأننا لم ندعه في الملتقى الأول، هل هذا ابتزاز، وهل يمكن أن نقيم مؤتمرًا وندعو فيه كل من في الساحة الثقافية. وأبدى خضر استيائه من تبني اتحاد الكتاب للملتقى واصفًا إياه ب «الأعرج» الذي يسير بالثقافة المصرية على قدم واحدة إذا لم يكن كسيحًا تمامًا، نافيًا أن تكون هناك محاولة للم الشمل وإقامة ملتقى قائلاً: الكارثة أنه لا يوجد جانبان، فالموجود تقريبًا هي اللجنة الشرعية للملتقى الثاني لقصيدة النثر مع إضافة عناصر جديدة، سبق وأن اجتمعت عناصر من أعضاء اللجنة مع الأستاذ صبحي موسى والدكتور صلاح السروي ووجدنا أنه ليست لديهم جملة مفيدة تقال في قصيدة النثر من الأساس، وأن ما يحدث عبث حقيقي وعليهم أن يواصلوا هذا العبث وعلينا أن نكمل ما بدأناه، فلسنا مضطرين لقبول الابتزاز من أيه جهة لمجرد انهم أشعلوا الإنترنت بعدد وافر من التقارير والأخبار، فنحن نراهن على وعى المثقف المصري في التفريق بين الحقيقي والزائف. وأعتقد أننا سنتجه إلي التقاضي، لأن الأمر تطور إلى السب والقذف في حق عضوة بلجنة تمويل الملتقى بأنها جمعت مبالغ مالية للتمويل وهذه نقطةقضائية، وحتى الآن لم نحصل على أي تمويل وما زلنا نبحث عن مصادر للتمويل وسيأتي الضيوف على نفقتهم الخاصة. فعل ورد فعل وفي خضم هذه الأزمة دعا ملتقى نقابة الصحفيين لإصدار بيان لتوضيح الخطوط العريضة للملتقى والمحاور النقدية التى تتناولها الأبحاث والأسماء الضيوف، وطالب المثقفين بمقاطعة ملتقى اتحاد الكتاب، قابله رد فعل سريع من الاتحاد باستحداث منصب جديد في المؤتمرات العربية وتحديد الشاعر أحمد الشهاوي كمتحدث رسمي للملتقى مما يبعد صبحي موسى عن التصريحات التى أثارت ضجة في الوسط الثقافي.. احتفاء بالتجربة السعودية ووفقًا للمشاهد فإن القاسم المشترك بين الملتقىين هو الضيوف فقط، حيث وجها دعوات للشعراء العرب ولم يتلقيا موافقة من الشعراء المدعويين. حيث يحتفي ملتقى اتحاد الكتاب بتجربة قصيدة النثر السعودية واختيار المملكة لتكون ضيف شرف الدورة الأولى للملتقى العربي الأول لقصيدة النثر بتخصيص أمسية شعرية خاصة بها ومحور نقدي عن التجربة الشعرية في المملكة وتكريم الشاعرة والناقد السعودية فوزية أبوخالد بالإضافة إلى وجود الشاعر محمد خضر الغامدي ضمن اللجنة التحضيرية للملتقى الذي يكرم أيضًا الشاعر اللبناني وديع سعادة والشاعر المصري محمد فريد أبو سعدة.