في عنوان المقال – لا أرمي لمؤتمرات بعينها – إنما استدل بها على مغزى المقال. بنظرة سريعة لأي فاصل زمني بين مؤتمر وآخر - يتراوح ما بين الأربع والست سنوات - ، وكفيلة تلك السنوات لإنجاز جزء من كل ، لأي توصيات ذُيلت لمؤتمر أو ندوة . وسؤال- لكل مؤتمر خرج بتوصيات -، ماذا أُنجز من التوصيات ؟؟انجازات تستحق الذكر ؟؟ كونها توصيات نُفذت كمرحلة انتقالية من أفكار على الورق ، لواقع معاش ؟؟ أم ....؟؟ هذا كشق أول للسؤال، أما الشق الثاني ، في حال– افتراضا – تم تنفيذ ست توصيات من واقع عشر، ذلك يعني أننا- بفضل الله - مضينا خطوة واسعة . أما في حال لم يتم تنفيذ سوى توصية أو اثنتين من عشر، ونحن نوقن أنه خلال الخمس أو الست سنوات تحل معضلات كثيرة لأمور شتى . فهناك دلالتان بلا ثالثة ، إما أننا نواجه قصوراً في التنفيذ ، أو أننا لسنا بحاجة لعقدالمؤتمرات والندوات -التي تأخذ وقتاً وجهداً ومالاً أكثر مما تأخذه التوصيات - لكي لانخرج منها بتوصيات لا نستطيع أو نتجاهل تنفيذها. فتظل سطوراً على الورق، أو أننا نستمر في عقد الندوات والمؤتمرات شريطة ألا نذيلها بالتوصيات . وأكثر ما يحزنني في أحوال المؤتمرات والندوات ، روح الحماسة التي تدب في نفوس منظميها وتفاعلهم الصادق الجاد ، للخروج بالأفضل. ثم تنطفئ جذوة الحماس حين لا تبعد نتائجها وتوصياتها عن مقر إقامتها ، وربما لا تتجاوز رؤوس مفكريها سوى لتحويلها لتوصيات على الورق. ولأن الحقيقة ليست هي ما نبحث عنها دائماً ، نجد البعض يبحث عن ذاته للتلميع و البريق الإعلامي– ظاهرة العصر لأغلب الشخصيات - ، ولأن التقصير من سماتنا كشعوب عربية درجت على القول أكثر من الفعل . فنجد أن أهم أسباب تأخر تنفيذ– ولا أقول إلغاء- التوصيات الناتجة عن جهود المؤتمرات والندوات كالتالي: -إما رحلة مضنية للبحث عن الذات . -أو قصور واسع متسع الحدقات . -أو حلقات تقصير منغلقة على نفسها بفعل فاعل . ولمن يهمه الأمر التقصي في أي الأسباب أقرب لاغتيال التوصيات . وقبل الخروج بقلمي من المقال، أتمنى- ثلاثاً - ، أن ترتقي نظرتنا المستقبلية من الحلم للحقيقة ، ومن واقع محبط لحقائق ترفع المعنويات ، فلدينا طاقات بشرية مهدرة في التجاهل ، ولدينا ثروات فكرية – لا يستخف بها -.