الجودة هي «الدرجة العالية من النوعية أو القيمة» كما وردت في قاموس اكسفورد. يمكن تطبيق مبادئ الجودة على المستوى الشخصي مثلما تطبق على الشركات والمؤسسات. المهم أنها دائما محكومة بمواصفات ومعايير ومقاييس . بالنسبة للشركات فالجودة هي مسألة البقاء والاستمرار في السوق وهذا شيء يدركه الاقتصاديون جيدا. أما على مستوى الأفراد فبإمكان الفرد -إن تهيأت له الظروف- أن يعيش حياة ذات جودة نوعية عالية، ويعتمد ذلك على اختياراته وثقافته العامة. من طبيعة البشر الانبهار بالكمية ، والبحث عن التكلفة الأقل . المشكلة عندما يكون ذلك على حساب الجودة . في أمريكا واليابان قد يعلن مصنع للسيارات عن سحب سيارات محددة من الأسواق عند اكتشاف خلل فني بسيط فيها ؛ حفاظا على سمعة الشركة والتزاما بمواصفات الأمن والسلامة . في تلك البلدان يتم استيراد السلع من الخارج طبقا لمواصفات عالية الجودة . مختبرات مراقبة الجودة هناك تتميز بالدقة والصرامة في التطبيق ؛ خصوصا فيما يتعلق بالمواد الغذائية والأدوية. انتشار ثقافة الجودة لدينا محدود جدا للاعتقاد السائد أن المنتج الرديء قد يؤدي الدور المطلوب . هناك قطع غيار للمركبات تسمى (تجارية) وهي منتجات مقلدة ذات جودة متدنية عمرها قصير جدا ومخاطرها كبيرة وتباع بأسعار عالية مقارنة بتكلفة إنتاجها .. نستورد سلعا عمرها الافتراضي لا يتعدى أياما ؛ كما انتشرت لدينا محلات متخصصة تجمع المنتجات الرديئة تحت سقف واحد وتلاقي رواجا كبيرا بين المستهلكين. نحن في حاجة ماسة إلى نشر «ثقافة الجودة» في المجتمع ؛ في العمل والإنتاج والاستهلاك ، في الغذاء والدواء والتعليم والتدريب وفي جميع مناحي الحياة. بعد ذلك نستطيع أن نستحدث مؤشرا جديدا للجودة على غرار «مؤشر الأسعار» !