في زاويته ( ملح وسكر ) كتب الأستاذ الدكتور سالم احمد سحاب تحت عنوان العقيد عنترة في هذه الجريدة الغراء معلقا على المأساة الأسرية التي تحدثت عنها الأستاذة سعاد الشمري عبر إحدى الفضائيات فحواها أنها شاهدت وبام عينها في أحد مراكز الشرطة في مملكتنا الحبيبة سيدة انفصلت عن زوجها ولها منه ثلاثة ابناء ظفر الأب بحضانتهم استصدرت الام حكما قضائيا يتيح لها رؤيتهم على فترات زمنية كحق من حقوقها فطريا ومنطقيا وشرعيا . لقد تأثرالدكتور سالم كعادته في مثل هذه القضايا ترجم ذلك في مقاله سالف الذكر لا سيما وأن الأب المذكور تقدم للشرطة بورقة موقعة من الأبناء الثلاثة بانهم لا يرغبون في رؤية أمهم ولا زيارتها . ياللهول ألهذه الدرجة وصلت بنا الأمور وأعمت قلوبنا القسوة وسيطر على عقولنا الإغلاق إلا من الانتقام والتشفي ناسين أو متناسين قول الله تعالى ( ولا تنسوا الفضل بينكم ) وقوله تعالى : ( وجعلنا بينكم مودة ورحمة ) وقد مرت بين الزوجين إبان عشرتهما واقترانهما ظروف تقاسما حلوها ومرها إنها لحظة غضب وثورة دم سرعان ما تنقشع فيما لو عرف احدهما أو كلاهما قدر نفسه وأن الخيرة فيما اختاره الله وفيما وجه إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم للرجل الذي طلب منه الوصية لا تغضب وقال في حديث آخر : ( ليس الشديد بالصرعة ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ) إن الطلاق دواء وليس داء هو حلال وحل وليس تعقيدا وانتقاما . ما أجمل أن يكون الرجل وقد فارق زوجته من الكياسة والعقلانية ما يحفظ له كرامته ودينه وخلقه بعيدا عن مضارة الزوجة لا سيما اذا كانت أما إن العنف الأسري وقد أصبح ظاهرة تهب رياحه بين الفينة والفينة تنذر بخطر يهدد هذا المجتمع المتماسك بدينه وخلقه وتآخيه ويخلق منا جيلا عدوانيا ينقل هذا الوباء حتى يستفحل علاجه والعياذ بالله . يا أزواج تذكروا عناء الأم وسهرها وتعبها لأبنائها داخل الرحم وخارجه لا تأخذكم العزة بإلاثم تذكروا الوقوف بين يدي الله يوم القصاص ودعوة المظلوم تغلبوا على أنفسكم الأمارة بالسوء تناسوا ما قد أثار شجونكم من مخالفات هي في الواقع شيطانية ولتعلموا أن التفريق بين الرجل وزوجته من أهم مطالب الشيطان وغاياته ناهيك عن التفريق بين الأبناء ووالديهم . تعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان نعوذ بالله من صدأ القلوب وجلافة الأخلاق والله من وراء القصد .