إذا كانت الحرب على الإرهاب هي معركة عالمية تخوضها دول العالم جميعاً، فإن الدول العربية والإسلامية هي اليوم في خط المواجهة الأول في هذه المعركة. لذا فإن هناك اتفاقًا بين مختلف الفعاليات العربية والإسلامية على مواصلة جهودها في مكافحة التطرف والإرهاب والعنف والطائفية والتحريض عليها بكل الصور وعلى جميع الجبهات وعلى رأسها أجهزة الصحافة والإعلام العربية التي تُعتبر أحد أجهزة الدفاع الرئيسة بل هي خط الدفاع الأول ضد الإرهاب فكراً وممارسة. *** ومن هذا المُنطلق فإن مشروع قرار مجلس النواب الأمريكي بفرض عقوبات على مشغلي الأقمار الصناعية التي تحمل قنوات تلفزيونية فضائية مصنفة كقنوات إرهابية تغذي الكراهية ضد أمريكا يتناغم مع وثيقة مبادئ تنظيم البث والاستقبال الفضائي الإذاعي والتلفزيوني التي كان وزراء الإعلام العرب قد أصدروها في عام 2008 والتي كانت تقضي بالامتناع عن التحريض على الكراهية أو التمييز، والامتناع عن بث كل شكل من أشكال التحريض على العنف والإرهاب. الاختلاف، كما أراه، هو في تعريف مصطلحي «الإرهاب» و «الكراهية»؟ *** إن هناك خلطًا في المشروع الأمريكي بين الإرهاب والحق في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، وبين كراهية العرب للمحتل الإسرائيلي، نتيجة الممارسات الإسرائيلية التعسفية ضد الشعب الفلسطيني، وحق الشعب الفلسطيني في مقاومة المحتل الإسرائيلي. ومن الواضح أن المشروع الأمريكي لم يكن هدفه محاربة الإرهاب، ولكن إسكات كل صوت يرتفع منددا بالاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية خاصة بعد نجاح قنوات فضائية عربية في إيصال الصوت العربي وتوضيح الوجه الآخر من صورة إسرائيل البشعة إلى عقر الساحة الإعلامية الأمريكية، وفشل المشاريع الأمريكية المماثلة من إيجاد نفس التأثير على الساحة الإعلامية العربية.