يرسم الأستاذ مناع بن محمد القرني"المدرب والمستشار في التنمية البشرية" الإيجابية لتُحقق النجاح المطلوب فيقول:" أنا إيجابي " كلمة يتمنى الجميع أن تمتلئ بها نفسه , فيعيش بها سعيدا متفائلا , فالصورة التي يحملها الإنسان عن ذاته وعلى ضوئها يبني تصرفاته وتعامله مع الأحداث المختلفة سلبية كانت أو إيجابية، فالإيجابيون يرون في أنفسهم مواطن القوة والتأثير كما يرون مواطن الضعف والقصور لكن تركيزهم وطاقاتهم تتجه بهم نحو التفاعل الإيجابي باستغلال مواطن القوة وتقليص وتخطي مواطن القصور، ومع تكرار هذه الصورة المتفائلة تكثر النجاحات وتتكرر, فتزداد الصورة الإيجابية رسوخا وعمقا في أنفسهم لتكون لهم وقود المثابرة وفاعلية الأداء، فلا يستسلمون بسهولة ولا يقفون عند أي عقبة عاجزين. وأضاف القرني فقال:"هم يتعاملون مع تجارب الماضي على أنها رصيد من الخبرات التي تسهم في بناء أهداف المستقبل مستمتعون بنجاحاتهم فهي مشاعل نورٍ حين يتذكرونها ومستفيدون من إخفاقاتهم غير مستسلمين لمشاعرها ولا أسيرين لآلامها في الوقت الذي ربما كان فيه غيرهم يتباكون على لحظات من الماضي جميلة, فيعيشون أسرى لتلك الأيام لا ينفكون عنها فهم مستسلمون لآلام الماضي وإخفاقاته محبطون عاجزون أسيرون له" ويسترسل القرني موضحا حاضر الايجابيين قائلاً:"حاضر الإيجابيين ففيه التأمل والنظر والعمل بتفاؤل ومبادرة وخيال واسع يتكئ على إمكانات الحاضر لكنه يصنع ويوسع آفاق المستقبل، وغيرهم يبكي ظروف الحياة ويندب حظه المرير الذي لا يعرف الابتسامة, ولا يجيد غير العزف على الوتر الحزين،الإيجابيون يرون الناس حولهم شركاء النجاح ودعائم التحسين والتقويم وإن اختلفوا معهم حينا غير آبهين بكلمات الحاقدين الذين لا يرون في كل إنسان إلا نقصه وقصوره وتعمى أعينهم عن فضائله وحسن ذاته وبحر حسناته ،إنها الإيجابية التي تصنع النجاح مُنطلقة من الذات مستفيدة من الماضي لتجعل من نفس صاحبها نفساً عاملة مثابرة مبادرة في الحاضر متفائلة متوثبة متحمسة لنجاحات المستقبل ،الإيجابية التي اتخذت أسسها من قول الحبيب صلى الله عليه وسلم ( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف) وقوله :( تفاءلوا بالخير تجدوه ) وقبل ذلك قول الباري : ( أنا عند ظن عبدي بي إن ظن بي خيرا فله وإن ظن بي شرا فله) أدام الله لكم الإيجابية عنوانا والنجاح والفلاح نهاية ومآلا".