تحوّلت مشادة كلامية وتلاسن بالألفاظ أول أمس بين الأب سلمان الجهني و الطبيب الجراح المتهم في الخطأ الطبي بعد انتهاء الجلسة بمقر الشؤون الصحية بجدة إلى مضاربة بالأيدي بعد أن انتقد الأب سلمان الجهني الطبيب ونعته بالإهمال وحمله المسؤولية كاملة في وفاة ابنه -على حد قول مصدر مطلع - وقد تطورت المشادة ليتماسك أحد أقارب الوالد سلمان بالطبيب حتى تدخل أهل الخير ونجحوا في فض الاشتباك واصطحبوهم إلى سياراتهم. وقال المحامي والمستشار القانوني أحمد سليم المحامي والوكيل عن ورثة الدكتور طارق الجهني استشاري طب الأسنان الذي توفى «دماغيا» بأحد مستشفيات القطاع الخاص بعد خضوعه لعملية ربط «تدبيس» معدة خلال عيد الأضحى المبارك إن وزارة الصحة وجهة أكاديمية أدانت المستشفى الخاص إدانة كاملة مع تحميلهم المسؤولية كاملة - وفق تقاريرهم - وقال المحامي أحمد سليم إن القتل في هذه القضية «مستقل» تماما عن الخطأ الطبي ولا يندرج تحت الأخطاء الطبية ، كل واقعة على حدة، بينما الخطأ الإداري الطبي هو أن إدارة المستشفى قد عينت طبيبة التخدير غير المرخصة . وأوضح المحامي سليم أن تبرير المدعى عليهم لا يصح وليس لهم الحق بالتمسك بالحقوق، لأنهم لم يؤدوا الأمانة، وقد تعمدوا مخالفة ما قرره ولي الأمر، وتمكين من لم يرخص بالتلاعب بأرواح الناس، وأنهم أقروا أن هذا من باب التجربة نتيجة ضغط العمل، معتبرا أن ذلك عذر أقبح من ذنب. وعبر المحامي أحمد سليم عن أسفه من رد إحدى الطبيبات من قبل المدعى عليهم على كلامه ، بقولها : «المفترض أن تنقض الحقائق وأن الذي يفتي في هذا الموضوع هي جهة أكاديمية» ، مقابل ذلك ردت عليهم الهيئة أنهم قد رفعوا ذلك التقرير الذي وصلهم من جهة أكاديمية وذكر المحامي أحمد سليم أن المستشفى ضبط بعدد من المخالفات الإدارية والطبية ووجود التقصير في أداء العمل، مؤكدا أنه سيلاحق كل من ثبت تورطه في هذه القضية جنائيا بعد صدور قرار الهيئة في الجلسة المقبلة وإحالتها إلى هيئة التحقيق والادعاء العام للنظر في الشق الجنائي. إدانة كاملة من جانبها كشفت الدكتورة نادية بندقجي استشارية جراحة التجميل وشقيقة الطبيبة نجوى زوجة الدكتور طارق الجهني أن تقرير جامعة الملك عبدالعزيز بجدة وهي الجهة المحايدة التي طلب منها الرأي حمّل المستشفى الخطأ بالكامل، وبينت بندقجي سلسلة من الأخطاء تبدأ من قبل التخدير وأثناء التخدير والرعاية الطبية وأن الطبيب الجراح لم يتابعه وتركه لطبيبة التخدير وأنهم لم يجروا الفحوصات اللازمة للدكتور طارق الجهني لأن عملية «تدبيس المعدة» من العمليات المتعارف عليها طبيا ، ويجب أن تجرى فيها تلك الفحوصات . وأكدت د. نادية بندقجي التي اطلعت على ملف القضية أن الاستهتار واضح من الجراح الذي لم يتابع طبيبة التخدير، ولم يجر فحصا للمريض للتأكد من سلامته قبل البدء بعمل العملية ، كما أنه لم يتم تحضيره للعملية جيدا ، وقد دخل التخدير مع طبيبة ليست كفأ عجزت عن إيصال الأوكسجين إليه وعندما لم تتمكن من إدخال الأنبوب لم تتصرف بشكل سليم فبدلا من أن تقوم بإجراء فتحة ليتنفس بها من القصبة الهوائية من خلال «الغشاء الرغامي» ، أدخلت المريض بتشنجات، ولم يدخلوه ببنج كامل وتهدئته لتبريد جسمه، وهم لم يضعوه في تنويم عميق كاف ، ولم يستطيعوا التعامل مع التشنجات بشكل كاف ، علاوة على ذلك تم وضع «طبيب مقيم» في العناية المركزة لمباشرة الحالة. يذكر أن الهيئة الصحية الشرعية الأساسية بجدة قد حددت في جلستها المنعقدة أول أمس يوم الثلاثاء السادس عشر من شهر ربيع الأول المقبل موعدا لثالث جلسة بمقر مديرية الشؤون الصحية بجدة لإتاحة الفرصة أمام المدعى عليهم للرد المكتوب على صحيفة ادعاءات المدعين في الخطأ الطبي الذي وقع على الدكتور طارق الجهني.