تفاقمت الأزمات داخل أروقة شبكة راديو وتلفزيون العرب art بعد تسرب أنباء عن خروج العديد من الموظفين والاستغناء عن خدماتهم وهذا ما أكده محيي الدين كامل في المؤتمر الذي عُقد بعد أن باعت الشبكة حصتها من قنواتها الرياضية إلى قناة الجزيرة الرياضية. وكانت شبكة art قد بدأت منذ وقت قصير بطرح فكرة بيع حصص القنوات، وتوسعت الفجوة بين أصحاب الشركة بسبب اختلاف وجهات النظر بينهم، فمصدر (يعمل في إحدى المحطات التلفزيونية والتي دخلت في منافسة قوية لشراء حقوق قنوات ال art) أوضح أن الدعم الذي كانت تحظى به الشبكة من قبل البعض قد توقف وبذلك وضعت الشبكة نفسها في موقف صعب جداً. بوادر المشاكل! وثمرة كل ذلك كان بداية من شراء قنوات الجزيرة القطرية ل 6 قنوات رياضية من قنوات art وهي من سبورت 1 إلى سبورت 6 مقابل 2 مليار و750 مليون دولار، مروراً ببعض الأمور الخاصة المتعلقة بالمالك وعزم الكثير من المشتركين برفع شكوى ضد الشبكة مطالبين برد مستحقاتهم المالية للأشهر اللاحقة بعد انتقال البث إلى "الجزيرة" الرياضية وهو الأمر الذي أثار استغراب المشتركين حول تحجيم "الدوري السعودي" وتكليف معلقين رياضيين وفق أهواء إدارة الجزيرة الرياضية ووصفوا بعض المعلقين ب "الدخلاء" وطالبوا بضم معلقين سعوديين للتعليق على مباريات الدوري السعودي. تلك الآراء المتفاوتة تأتي بعد عزم غالبية مشتركي قنوات art رفع دعوى قضائية ضد الشركة ويطالبون فيها برد مستحقاتهم. وهذا ما أكده علي مشرف (طالب جامعي) الذي عّبر عن عدم رغبته لمتابعة الدوري السعودي في قناة الجزيرة وقال: على الرغم من أن قناة الجزيرة محبوبة لدى الكثير من السعوديين إلا أننا أولاً امتعضنا من الأسلوب الذي تم فيه بيع القنوات بالإضافة إلى أن قناة الجزيرة لن تنقل لنا المباريات كما كانت تنقلها لنا ART بالمتابعة الدقيقة وإعادة عرض المباريات مرة أخرى وهذا قد لا يحدث مع الجزيرة لذا أتمنى أن يتحسن الحال أو أن يعيدوا لنا أموالنا. يشاركه الرأي ماجد السعيد بقوله أتمنى أن تعاد لنا مبالغ الاشتراك والتي تجاوزت مدة سنة وتصل بعضها إلى ثلاث سنوات، وأضاف: لا يرضينا أبداً تقديم ريسيفر مجاني للمشتركين في كأس العالم ليتسنى لنا متابعة كأس العالم عبر قناة الجزيرة، كما أن مشتركي ART للدوري السعودي بإمكانهم مشاهدتها على نفس بطاقاتهم القديمة ولكن عبر قنوات الجزيرة الرياضية. أسباب بيع القنوات لم تعد الأمور داخل الشبكة تحتاج للمزيد من المشاكل، فهناك مصادر تشير إلى أن السبب في بيع تلك الصفقة هي بسبب سوء الحالة الصحية للشيخ صالح كامل، ومصادر أخرى داخل الشبكة تؤكد أن المسئولين في قنوات art رأوا أن تركيزها في المرحلة المقبلة على نقل مسابقات كرة القدم السعودية سيكون أكثر جدوى بالنسبة لها من الناحية الاقتصادية، خصوصاً وأن الإيراد الذي يحققه قطاع إنتاج الكرة السعودية يشكل نسبة تقترب من نحو 90% من مجموع إيرادات بقية القنوات. لم نستغني عن أحد! وقد كشف محيي الدين كامل إن إدارته سّوت كل ما طرأ على أوضاع الموظفين بعد إغلاق قنوات art الرياضية، مشيرا إلى أن العاملين في إنتاج ونقل الدوري السعودي والبرامج الخاصة به لم يتأثروا بالتغييرات الأخيرة، ولم نستغن عن أي موظف منهم، لأن مركز الإنتاج الخاص بالدوري السعودي لا يزال يعمل لإنتاج المباريات التي تبثها سبورت 7 والجزيرة الرياضية، وسيستمر هذا الوضع حتى صيف 2011. وأضاف: في مراكز ومواقع الإنتاج الأخرى خارج السعودية تم إنهاء عقود العاملين في إنتاج ونقل أحداث رياضية عربية وعالمية، وقد بذلنا كل الجهود مع الجزيرة لاستيعاب عدد منهم وخاصة أولئك الذين نعلم بقدراتهم وخبراتهم، وقد حصلوا جميعا على جميع حقوقهم بموجب قوانين العمل في البلدان التي يعملون بها، وأما بالنسبة للموظفين الذين اختاروا الاستقالة في مراحل مبكرة عندما بدأت تتسرب الأخبار عن المفاوضات مع الجزيرة فقد تركنا لهم حرية الحركة وبعضهم تعاقد مع قنوات أخرى قبل أن يستقيل رسميا ومع ذلك تساهلنا في الأمر وصرفنا لهم تعويضات نهاية الخدمة. وحول تأثر المشتركين بهذه التغييرات قال نائب الرئيس التنفيذي لشبكة :art ما تم الإعلان عنه ونُشر في وسائل الإعلام بعد التوقيع مع الجزيرة الرياضية كان واضحا ومفاده أن قنوات art الرياضية سوف تتوقف اعتبارا من بداية يناير وأن مشتركي باقات art الرياضية سيواصلون مشاهدة مباريات الدوري السعودي عبرart سبورت 7 وقنوات الجزيرة الرياضية 1+ إلى 8 دون أي تكلفة إضافية حتى نهاية فترة اشتراكاتهم. وعن مصير قنوات الأندية السعودية، قال محي الدين كامل: هذه القنوات توقفت منذ مطلع العام الحالي، ونحن الآن بصدد الوصول إلى تسويات مع الأندية المعنية وأصحاب الحقوق. روتانا "إنتظار"! في المقابل أكد مصدر مسئول في شركة روتانا دخول الشركة في مفاوضات جادة مع الشيخ صالح كامل، حيث جرى اتصال هاتفي بينه وبين الأمير الوليد بن طلال رئيس شركة روتانا حول نية روتانا في الدخول في مفاوضات لشراء المكتبة الخاصة بالأفلام والمسلسلات، ولكن الأنباء تضاربت حول نوعية المفاوضات التي تدور بين الطرفين، هل هي لشراء قنوات الأفلام والمسلسلات التي تتبع ل art، أم في شراء المكتبة كاملة بمقابل يتراوح بين 35 إلى 40 مليون دولار، وإن كانت البوادر تشير إلى أن روتانا تسعى جاهدة لكسب شراء قنوات الأفلام، ولكن صالح كامل أعتذر عن بيعها في الوقت الراهن ووعد الأمير الوليد بن طلال إلى إخباره في حال عزم على بيعها.. وكان من ضمن الشروط التي تتيح لملاّك art هو أن يتم بيع الحقوق فقط وليس الإسم.. ورجحت المصادر أنه ربما سيتم مستقبلاً الإعلان عن تفاصيل أكثر بشكل عام من خلال مؤتمر صحفي عالمي.. لا مفاوضات رسمية وبالاتصال بمدير الإعلام والعلاقات العامة بشركة روتانا إبراهيم بادي أوضح أنه حتى هذه اللحظة لا توجد أي مفاوضات رسمية بهذا الشأن وكل شيء متعلق بهذا الأمر سيعلن عنه في حينه!. من جهة أخرى قدمت السيدة هديل صالح كامل استقالتها من رئاسة المجموعة، لتسند المسئولية كاملة إلى أخيها عبدالله، والذي كان له دور كبير في إدارة القناة قبل أن تتولى هديل رئاستها، ويأتي الاستبعاد بسبب بعض الأمور العائلية كما أشارت الشبكة الإخبارية الشاملة.