وجدت ثمة رابطاً بين فئتين التقيتهما خلال أسبوعين متتاليين ، فئة الأسر المنتجة وفئة الأفكار المتطورة . ولكي لا تتوه – في مقصدي – قارئي العزيز ، فالأسر المنتجة ، أسر تملك بساطة التعليم،العيش،الأفكار ، حتى أحلامها بسيطة ، رغم امتلاكها أهم مقومات الدعم لبساطة أفكارها : الطموحات المستقبلية وآمالها العراض . في قرارة نفسها تطمح لأفكارها بالنمو وأن ترى النور كمشاريع ، فإن كانت تملك صنعة تكفيها غبن السؤال ومذلة انتظار عون الآخرين ، فهي تأمل الارتقاء بصنعتها من العمل داخل جدران المنازل للعمل للمحلات التجارية أو لمحلات مملوكة لها . فأخوات بسيطات جداً مثلهن في تعاملهن مع الآخرين ، وكونهن كتباً مفتوحة لكل قارئ لأفكارهن ومتأمل لأحلامهن البسيطة ، لابد وأنهن- يوماً ما- سيصلن بأفكارهن لبر الأمان ، وسيجدن لها المستقر ، لتخرج من قيد عقولهن . وأنا أحاورهن في طموحاتهن ، لمست بهن عزيمة وإصراراً، حتى أن إحداهن قسمت حلمها بين ثلاثة مشاريع ، لا تزال - حلماً ترعاه وتغذيه بالأمل - إلى أن يرى النور ذات يوم . أما فئة الأفكار المتطورة ، فمتمثلة في طالبات التعليم المتطور ، حيث أن التعليم المتطور ، وإن لم تتكشف للجميع ملامحه ، إلا أن صورته تجلت في كوكبة متقدة الفكر والتعليم ، تشعر أثناء محاورتك لها - أن العلم ما يزال بخير - ، وأن شائعات اندحاره لا تنطبق على الجميع ، لأن من أجيالنا القادمة ما يُعقد على أفكارها أحلام كثيرة ، نراها مستقبلاً – بإذن الله - وقد اعتلت مرتبات العلم والابتكار ، ولنا منها نماذج : رؤى قادري – إيلاف آل عبدالله – هناء أبو عوف – مروج ألفت – فاطمة الشريف – وعد عبدالله. فإضافة لأفكارهن لتنفيذ بعض المشاريع العلمية ، كعلوم الأرض وعلوم الطبيعة وغيرها مما استقين في تعليمهن المطور ، فهن لن يبرحن ساحة العلم بمجرد حشو عقولهن بعدة دروس ، بل استوعبن مضمون الدروس ووعين الذي ترمي إليه . وما لا يمكن إنكاره أن تلك الفئتين ، تدفعهما للأمام مع أفكارهما، أيادٍ خفية ، تتمثل في المسؤولات عنهن، وفي معلماتهن اللاتي من المؤكد ، لو أنهن لم يدعمنهن ما وُجدن ليناقشن بشموخ الثقة .