تحرص المرأة العسيرية على خوض العديد من البرامج ودورات التدريب في الكثير من المجالات المختلفة، بدءا من الحاسب الآلي وتعلم اللغة الإنجليزية إلى دورات أخرى من نوع خاص تنبع من نفس متأصلة بتاريخ المنطقة العريق وتراثها المتميز. وتهدف من تلك الدورات إلى إحياء التراث الشعبي بمختلف تنوعاته مثل دورة حياكة الثوب العسيري، وصناعة السدو، ودورة أعمال الفخار.. حيث تنطلق تلك الدورات من مركز التدريب التابع لجمعية الجنوب النسائية الخيرية بأبها بالتعاون مع عدة جهات منها الهيئة العليا للسياحة وبرامج البنك الأهلي للمشاريع الصغيرة ومركز النخلة للصناعات الحرفية. وتستهدف تلك الدورات توفير سوق العمل للنساء والفتيات اللتي يقبلن على الدورات، وإمكانية الاستفادة منهن، حيث تصبو الجمعية إلى تحويل الأسر من مستهلكة إلى منتجة، كما تكون قد أسهمت في حفظ التراث من الاندثار، وكذلك تهيئة المتدربة لفتح مشروع خاص بها.. ولا ينتهي دور الجمعية عند التدريب والتأهيل فقط بل تقوم بمنح المتدربات الراغبات في إقامة مشاريع قروضا لينهضن بدورهن في المجتمع. "المدينة" التقت منى البريك أمين عام جمعية الجنوب النسائية الخيرية التي أوضحت أن للجنة الثقافية دور هام وفعال في أنشطة الجمعية فهي تتضمن الوعي الثقافي والاجتماعي والتدريب العملي عن طريق الدورات التأهيلية المقامة بمركز التدريب التابع لجمعية الجنوب النسائية الخيرية الذي تم إنشاؤه عام 1426ه، ويهدف إلى إعداد كوادر سعودية متخصصة وتدريب القوى الوطنية لبعض الوظائف بإقامة دورات في مجالات متعددة. وعن مدى إقبال الفتيات تجاه تلك الدورات التدريبية تقول البريك: أن إقبال الفتيات كبير نحو الدورات التدريبية بشكل عام لشغل وقت الفراغ وإمكانية الاستفادة من المهارات الموجودة لدى فتيات منطقة عسير. وبينت أن هناك إقبالا على الدورات التراثية التي قد تساهم في حفظ التراث الشعبي الخاص بالمنطقة من الاندثار، وأشارت إلى مدى استفادة الفتيات المتدربات من الأسر المحتاجه وذلك لاكتساب صنعة من أيديهن. وقد قامت المتدربات فيها بعمل مشاريع صغيرة لهن في الأسواق الشعبية للمساهمة في توفير مصدر رزق شريف يكفيهن ذاتيا. وأكدت البريك أن الفتيات يتدربن تحت أيادي سعودية متمرسة على مثل تلك الأشغال التراثية، وأوضحت أنه يتم عرض تلك الأشغال داخل المتحف الخاص بالجمعية، وكذلك يتم عرضها في العديد من المؤتمرات واللقاءات، حيث أن هناك من يريد التعرف على تراث المنطقة، ومن يرغب في اقتناء قطع تراثية خصوصا لمن هم قادمين من خارج منطقة عسير.