سعادة الأخ الكريم الدكتور فهد بن حسن آل عقران رئيس تحرير جريدة المدينة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد: يطيب لي في البداية أن أشيد بالتعاون المستمر والبناء بين الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة و(جريدة المدينة) لكل ما من شأنه خدمة بلادنا العزيزة. وإشارة إلى ما نشر بجريدتكم الغراء في عددها الصادر بتاريخ 18/1/1431ه تحت عنوان: «ارحمونا.. يرحمكم الله» بقلم معالي الدكتور محمد عبده يماني والذي أشار فيه إلى وجود مبيدات حشرية ضارة ومواد مطهرة في الأسواق ذهب ضحيتها العديد من الأبرياء، وتساؤله في نهاية المقال عن (مساهمة الهيئة في الحد من دخول السلع الاستهلاكية الضارة التي أصبحت تسبب إزعاجاً وتخوفاً لدى المواطنين). نود في البداية أن نتوجه بخالص الشكر والتقدير لسعادتكم، ولمعالي الدكتور محمد عبده يماني على اهتمامه بأنشطة الهيئة، وإبراز دورها ورسالتها في حماية المستهلك، والحفاظ على صحته وسلامته. ويسرني أن أوضح لسعادتكم، ولقراء (صحيفتكم الغراء) أن الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة تولي أهمية كبرى لحماية المستهلك، حيث أن رسالة الهيئة من خلال الخطة الإستراتيجية لها والموافق عليها من المقام السامي الكريم في محرم 1429ه هي «حماية المستهلك وضمان المصلحة العامة من خلال إصدار المواصفات القياسية ونظم الجودة وتطبيقها» لذلك فإن الهيئة تصدر المواصفات القياسية السعودية، واللوائح الفنية للسلع والمنتجات التي تضمن السلامة والأمان وحسن الأداء، وعوامل الجودة في هذه المنتجات، كما أنه من خلال تطبيق تلك المواصفات القياسية تقوم الهيئة بالتأكد من توفر جميع المتطلبات الخاصة بالسلعة عن طريق فحصها في مختبراتها للتأكد من اشتمالها على متطلبات السلامة والصحة وعدم ضررها بالبيئة، بالإضافة إلى وضع نظم ولوائح تهدف إلى رفع جودة المنتجات السعودية من خلال (لائحة علامة الجودة وشهادات المطابقة، وشهادات التصدير)، الأمر الذي يتيح التأكد من استمرار المطابقة للمواصفات القياسية السعودية، فضلاً عن أن السلع المطروحة في الأسواق منها، يمكن تتبعها بسهولة، واكتشاف أي نوع من أنواع الغش الذي قد تتعرض له. كما صدر قرار مجلس الوزراء الموقر رقم (202) وتاريخ 17/6/1428ه الذي ينص على (قيام كل من وزارة الشؤون البلدية والقروية ووزارة الزراعة، ووزارة التجارة والصناعة، ووزارة الصحة، والهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة والهيئة العامة للغذاء والدواء، ومصلحة الجمارك) كل جهة بحسب اختصاصها – بتعزيز دورها في مجال حماية المستهلك وتفعيله من خلال وضع المعايير والمواصفات القياسية الخاصة بالسلع والمنتجات التي تقدم للمستهلك، وعلى هذه الجهات القيام بالرقابة والتحقق من تطبيق تلك المعايير والمواصفات القياسية، وبناء عليه قامت الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة بإنشاء إدارة عامة للتحقق من المطابقة تكون من مهامها الإشراف وإعداد الدراسات المتعلقة بالتحقق من مطابقة السلع للمواصفات القياسية ومدى ملاءمتها للبيئة، وتحديث هذه المواصفات القياسية، وكذلك القيام بسحب عينات من السلع من الأسواق واختبارها في مختبرات الهيئة، للتأكد من مطابقتها للمواصفات القياسية، ورفع النتائج للجهات الرقابية لاتخاذ اللازم بشأن السلع المخالفة. ومن الجدير بالذكر أن الهيئة قامت بتوقيع العديد من برامج الاعتراف المتبادل بعلامات الجودة وشهادات المطابقة مع بعض الدول الصديقة والشقيقة حيث بلغ عددها 14 دولة، وتهدف هذه البرامج إلى حماية المستهلك، والتأكد من مطابقة السلع المستوردة، للمواصفات القياسية السعودية، وتسهيل عملية التبادل التجاري بين دول العالم، وإزالة أي عوائق فنية للتجارة البينية بين الدول، واختصار الوقت اللازم للفسح الجمركي. ونود إحاطة سعادتكم أن مجلس إدارة الهيئة في اجتماعه رقم (130) بتاريخ (24/3/1430ه) قد وافق على تشكيل لجنة برئاسة وزارة التجارة والصناعة وعضوية كل من وزارة الشؤون البلدية والقروية، ووزارة الزراعة، ووزارة المياه والكهرباء، والهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة، والهيئة العامة للغذاء والدواء، ومصلحة الجمارك، بالتنسيق مع الغرف التجارية الصناعية لبحث سبل تطبيق المواصفات القياسية السعودية على جميع المنتجات والسلع المصنعة محلياً، وتوضيح دور الجهات المختلفة في حماية المستهلك. أما بالنسبة لما أشار إليه معالي الدكتور محمد عبده يماني من وجود بعض الضحايا للمبيدات الحشرية، فنود الإحاطة أن الهيئة أولت مجال المبيدات الحشرية عناية كبيرة من خلال تسجيل مبيدات الصحة العامة واختبارها لدى الهيئة، بالإضافة إلى إصدار المواصفات القياسية السعودية المتعلقة باشتراطات مبيدات الآفات، والحدود القصوى المسموح بها من بقايا المبيدات في المنتجات الغذائية (الجزء الأول) و(الجزء الثاني)، وتهدف هذه المواصفات القياسية السعودية إلى ضمان عدم وجود متبقيات للمبيدات في المنتجات الغذائية وتحديد الحدود القصوى المسموح بها من بقايا المبيدات عن طريق إجراء الاختبارات وكذلك عدم استهلاك هذه المنتجات الغذائية إلا بعد انتهاء الفترة المسموح بها والتي يجب أن تنقضي بعد استخدام المبيدات الحشرية، هذا بالإضافة إلى وضع اشتراطات السلامة والأمان عند استخدام المبيدات الحشرية للحفاظ على صحة وسلامة المستهلك. ومن الجدير بالذكر أن الهيئة تقوم بجهود حثيثة في سبيل توعية المستهلك من خلال نشر المقالات والتحقيقات الصحفية وإعداد الكتيبات، والبروشورات، وتوزيعها من خلال المعارض التي تشارك فيها الهيئة، بالإضافة إلى عقد من الندوات وورش العمل لبث مزيد من الوعي. وفي الختام نكرر الشكر مرة أخرى لسعادتكم، ولمعالي الدكتور محمد عبده يماني على اهتمامه وحرصه بشؤون وقضايا المستهلك. آملين نشر هذا التعقيب على صفحات صحيفتكم الغراء، علماً بأن الهيئة على أتم الاستعداد للإجابة على جميع الأسئلة والاستفسارات، وتهدف إلى تحقيق خدمة بلادنا العزيزة، ودعم الاقتصاد الوطني. وتفضلوا سعادتكم بقبول أسمى تحياتي..