قال الدكتور عادل بن أحمد الشدي الأمين العام للهيئة العالمية للتعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم ونصرته: إن أعمال نصرة النبي صلى الله عليه وسلم في العالم الإسلامي اليوم يغيب عنها البعد المؤسسي الجماعي الدائم، وتطغى عليها الفردية والمزاجية العاطفية وغياب التخطيط. جاء ذلك في محاضرة له بجامعة طيبة تحت عنوان "نحو نصرة دائمة للرسول صلى الله عليه وسلم"، وقال الشدي: إن عالم اليوم لا يحتمل الأعمال والجهود الفردية، مع أن صاحبها يؤجر ويشكر لكن العصر بات بحاجة ماسة إلى الأعمال المؤسسية الجماعية الدائمة. وأضاف: إن الملاحظ على أعمال النصرة حتى الآن جاءت رد فعل على الرسوم المسيئة للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم في وقت طغى فيه الحماس والعاطفة على القائمين بتلك الأعمال من الغيورين على الإسلام، أما اليوم فقد خفتَ كثير من الحماس لأن تلك الأعمال لم تستند إلى عمل مؤسسي مجتمعي، وأن التخطيط لأعمال النصرة لا زال أقل من المستوى، والبداية كانت غير متوازنة. وشدد الشدي على ضرورة الانتقال من دائرة الهمّ والتفكير إلى دائرة العمل والتأثير، وقال: إن كثيراً من الناس يهتم ويغتمّ عند الإساءة للإسلام ولكن القليل من ينتقل إلى العمل المؤثر. ونبه الشدي إلى أهمية انضباط أي رد فعل لمواجهة الإساءات المتكررة للإسلام وللنبي صلى الله عليه وسلم وقال إن ردة الفعل إذا اتصفت بأربع صفات كانت محمودة، وهي أن تكون في وقتها فلا ينبغي تأخر رد الفعل عن الوقت المناسب له، وأن تكون بقدرها فلا يسوّغ أن تكون مبالغاً فيها كثيراً فتكون إساءة في حد ذاتها ولا أن تكون أقل من الفعل فتكون مجحفة، وأن تكون منضبطة بضوابط الشرع فلا يكون فيها ظلم أو تعدٍ على الأبرياء والممتلكات العامة والخاصة، وأخيراً ألا تشغل عن العمل المنظّم. كما أكد الشدي ضرورة التحلي بالحكمة وعدم التأثر بالاستفزاز لأن القصد من كثير من الإساءات المتكررة جرّ المسلمين الى صدامات ومعارك. واستعرض الشدي في محاضرته حقوق النبي صلى الله عليه وسلم على كل مسلم وعدّ منها الإيمان به وطاعته ومحبته وعدم الغلو فيه ونشر دعوته والانتصار له وتعظيمه وتوقيره ومحبة أصحابه وآل بيته وأزواجه والصلاة عليه وموالاة أوليائه وتعلم سيرته والاقتداء به ورعاية حرمة مسجده ومدينته وغضّ الصوت في مسجده وقرب قبره صلى الله عليه وسلم، كما اعترض نموذجاً عمليًّا لما يمكن لأي شخص القيام به لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم. وقال الشدي: إن جامعاتنا تعاني من نقص تعليم السيرة النبوية لطلابها وتقريب السنة بين أيديهم، وأضاف: نحن بحاجة إلى تطوير طريقة تدريس السيرة النبوية، ولا يلزم الاعتماد على السرد التاريخي المجرد، بل ينبغي تقديم أخلاقه صلى الله عليه وسلم وفضائله وتعامله، وكيف كان يربي ويوجّه ويتعامل مع المسلم والكافر والمرأة والطفل والشيخ الكبير، ولا نحتقر أي عمل في نصرته صلى الله عليه وسلم مهما كان.