دعا العلامة عبد الله بن بيه حكومات الدول الإسلامية أن تسنّ القوانين والأنظمة المواتية والملائمة، حتى توجد أدوات قانونية تواكب النمو المطرد للمصرفية الإسلامية ،جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها في مؤتمر المصرفية الإسلامية بدولة السنغال في غرب أفريقيا المنعقد يوم 10 فبراير الجاري، وقال : إن العالم الغربي بدأ ينكب على دراسة المعاملات الشرعية وتقديم بحوث جيدة حولها . وعزى ذلك إلى أسباب هي: أولا: لأنه لا يوجد اقتصاد أخلاقي ديني له مصداقية اليوم على وجه الأرض إلا الإسلام. ثانياً: العقلانية التي يتمتع بها الاقتصاد الإسلامي الذي هو -وإن كانت أصوله وثوابته وحياً سماويا على النبي الخاتم عليه الصلاة والسلام- حصيلة اجتهاد دؤوب في قراءة النص المقدس وملاحظة التجارب الإنسانية، وقد وظف هذا الاجتهاد أدق أدوات الاستنباط العقلي من استنتاج واستقراء وقياس تمثيلي، وكان فقهاؤه فلاسفة ومناطقة من الطراز الأول. ثالثا: إن المليارات من الدولارات توجد الآن في البنوك الإسلامية – ولعل ذلك من الأهمية بمكان- رابعاً: إن التشريع الإسلامي يتفق مع النظام الرأسمالي -الذي قال عنه ساركوزي: إنه يجب أن تعاد صياغته- في كثير ويختلف معه في بعض القضايا لعلها هي التي تساعد على إعادة الصياغة. خامساً: أنه نظام متوازن وقد بين بن بيه أن مظاهر التوازن في الاقتصاد الإسلامي تبرز في سبعة أمور: 1- في توازن بين النقود وبين السلع في السوق. - وتوازن في الانتفاع بالمال بين الفئات الفقيرة والفئات الغنية -لإيجاد حد أدنى من التكافل في المجتمع.- وبين حرية التعاقد واحترام النظام العام الذي يمنع الربا والغش والقمار.- وتوازن بين الملكية الخاصة وحق المجتمع في الملكية، كمصادر الطاقة: الناس شركاء في ثلاثة: الماء والكلأ، والنار". والرواية الأشهر المسلمون شركاء ... رواه أحمد وأبو داود.- التوازن بين الاستهلاك والإمساك ( والذي إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواماً) هذا القوام هو الوسطية، وهو التوازن. - التوازن بين الاستهلاك والادخار، حيث فرق بين الادخار كمحرك للاستثمار وبين الكنز والاحتكار كإساءة في استعمال الحق -وهي مبدأ قانوني معروف- والتوازن في الحصول على الربح بين الربح الحلال والربح الربوي الذي يسئ على المجتمع ويكفي أن نرى فوائد صندوق النقد الدولي على دول إفريقيا.- والتوازن بين جواز بيع الموجودات، ومنع بيع ما ليس عندك، وإباحة السلم – مراعاة للحاجات- وهو بيع معدوم موصوف في الذمة فصار كالموجود. - التوازن في إقرار مبدإ الوضوح والشفافية، ثم عقب العلامة ابن بيه بسؤالين لجهتين ستكونان مسؤولتان عن نجاح المصرفية الإسلامية وتطورها