أنحى مجموعة من الأكاديميين باللائمة على الدولة وعلى مؤسسات القطاع الخاص في عدم دعم الشباب وتحفيزهم للإبداع وولوج عوالم الابتكار. وطالبوا الجهات المختصة بالعمل على استيعاب الشباب وإيجاد جهات تكون مهمتها مساعدتهم والتقاط أفكارهم وتحويلها إلى منتجات على أرض الواقع. أنواع الابتكار أوضح الدكتور إبراهيم على علوي وكيل كلية الهندسة بجامعة الملك عبد العزيز ومؤسس أول مركز لرعاية الموهوبين أن هذه المشكلة ليست خاصة بعالمنا فقط وإنما هي مشكلة عامة في جميع الدول، وتشير إحصاءات جمعية المخترعين العالمية إلى أن 2% فقط من الابتكارات على مستوى العالم يتم تطبيقها على الواقع. وأوضح علوي أن في الدول الصناعية الغربية شركات تعنى بأخذ الأفكار من الشباب لتحويلها إلى واقع، ولكن هناك فارق كبير بين الفكرة الأساسية والمنتج الصناعي الذي يخرج في آخر الأمر، حيث إن الفكرة تكون مختلفة تماماً عن الشكل الذي توصل إليه المصنع أو الجهة التي قامت بالتطبيق. ونوه علوي إلى أنه من المهم ألا نظلم الجيل الحديث ونطالبه بابتكار أفكار جديدة تماماً، فكثير من الاختراعات التي نراها الآن هي تصوير لأفكار موجودة منذ وقت طويل، فلا يشترط في الابتكار أن يكون شيئاً غير متوقع، وإنما يمكن أن يكون خطوة إلى الأمام أو تطوير لشيء موجود حالياً بما يفيد المجتمع سواء أكانت فائدة مادية أو لتسهيل أداء المهمة. وقال علوي: عندما نعمل نحن (العرب) أي اختراع أو ابتكار يكون هدفنا هو إثبات أنه ناجح وهذا الذي يتم، لكن لا نصمم كيف يمكن تنفيذ هذا الشيء في عالم الواقع حيث أننا نعاني من ضعف في هذا الجانب. فالذي يريد الابتكار يكون جل همه هو أن تكون ابتكاراته أجهزة وتعمل، ولكن لا نركز على كيفية تحويل الابتكار إلى منتج حقيقي على أرض الواقع. تجنب الروتين من جانبه يؤكد الدكتور خالد الرميح المستشار التربوي أن الأسرة من أهم العوامل الدافعة للشباب على الإبداع وذلك باهتمامها بالشباب منذ سن الطفولة، ويقول: للأسف فإن بعض الأسر تكون محبطة لأبنائها وقد يكون ذلك بقصد أو بغير قصد، فبعضهم الآباء يأخذون ابتكارات أبنائهم على أنها من باب المزاح والدعابة وهذا ما يؤثر على الأبناء وعلى إبداعاتهم الحقيقية، مشيراً إلى أن أفضل سنوات صقل وتنمية مهارات الأبناء هي المرحلة التي تسبق دخولهم المدرسة. ويضيف قائلاً: للأسف فإن المجتمع السعودي ليس بيئة مساعدة ومؤهلة للإبداع ولا تتعامل مع المبدع أو الموهوب بطريقة مناسبة. ومؤخراً بدأت حركة لرعاية الموهوبين في وزارة التربية والتعليم ولكنها ما زالت تتحرك في إطار الأنظمة والوسيلة المعقدة، فنحن نحتاج بكل صراحة إلى أندية إبداع حقيقة للشباب والبنات تهتم بهم منذ سن مبكرة وليس في مرحلة الثانوية أو الجامعة، على أن تراعي تجارب الشعوب الأخرى وأن تجد التسهيلات اللازمة بحيث لا تخضع لروتين معين أو تصطدم بآراء فقهية متشددة. فعلينا أن ننمي موهبة الطفل منذ الصغر وهذا أهم شيء. أندية علمية من جهته بين الدكتور ضياء شجاع العثماني المشرف العام على مركز الموهوبين بجامعة الملك عبد العزيز أن هناك طرق كثيرة ومستخدمة لرعاية الموهوبين، وقال: اشترك شبابنا العربي في معرض إنتل للعوم والهندسة وأيضا معرض ديكو وكثيرون منهم فازوا بمراكز متقدمة و جوائز كثيرة. وأشار العثماني إلى أنه لو أراد الشاب أن يظهر موهبته ولم يجد من يساعده أو يعاونه فعليه الذهاب لناد الإبداع والتميز ولله الحمد أن هذا النادي موجود، فهناك دورات للشباب على مدار السنة. وقال: يجب على الوالدين أين يعلما حقيقة أبنائهم والأشياء التي يحبونها ويمكنهم أن يبدعوا فيها، وأن يوفروا لهم الجو المناسب، فبعض الآباء قد يهتم بموهبة ابنه على حساب دراسته وهذا خطأ، فعليهم أن يهتموا بإكمال دراسة ابنهم لأن هذا هو الأهم مع مراعاة موهبته و الاهتمام بها، فلابد من موازنة في جميع الأمور. وختم العثماني بالقول: لو أن أحد الشباب صمم إحدى أفكاره فإننا لا نملك جهات لها القدرة على تحويل الفكرة إلى منتج فعلي، بينما نجد في الصين مثلاً أن هناك شركات تشتري هذه الأفكار ومن ثم تحورها لكي تصبح منتج يمكن تصنيعه.