لا يشكل فقد الرئيس الأمريكي مساء الثلاثاء أغلبيته الموصوفة في مجلس الشيوخ بانتزاع المرشح الجمهوري سكوت براون مقعد السناتور الديموقراطي الراحل تيد كينيدي لطمة انتخابية للرئيس باراك أوباما فحسب وإنما أيضًا ضربة لسياسته الخارجية بما فيها جهوده للسلام في منطقة الشرق الأوسط لاسيما في ظل رهان الجمهوريين على كسب المزيد من مقاعد الكونجرس في الانتخابات النصفية في نوفمبر المقبل. هزيمة الديمقراطيين في ولاية ماساتشوستس التي تعتبر أحد معاقل الحزب الديمقراطي على مدى نحو أربعين عامًا يعني ببساطة أنه لن يكون في وسع الرئيس أوباما تمرير مشروعاته الإصلاحية ولا سيما في مجال الرعاية الصحية، إلى جانب عدم قدرته على الضغط على حكومة بنيامين نتنياهو لتجميد الاستيطان الذي تعتبره السلطة الفلسطينية شرطًا أساسيا لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل ، وبالتالي تعثر إحياء المفاوضات بين الجانبين بهدف تحقيق مشروع إقامة الدولة الفلسطينية خلال عامين وفقًا للرؤية الأمريكيةالجديدة التي تبناها أوباما والتي يحاول مبعوثه للشرق الأوسط جورج ميتشل تسويقها في جولته الحالية للمنطقة. من هنا جاء اعتبار صحيفة هآرتس أمس لهذه الخسارة التي لحقت بالديمقراطيين مؤخرًا انتصارًا كبيرًا ليس فقط لمعارضي الرئيس الأمريكي باراك أوباما وإنما أيضًا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يخطط للمماطلة في مسألة تجميد الاستيطان لمدة عشرة أشهر تنتهي في سبتمبر المقبل بما يتوافق مع انتخابات الكونجرس النصفية التي توقعت الصحيفة الاسرائيلية أن يتكبد فيها الديموقراطيون خسارة فادحة ، وهو ما تنتظره حكومة بنيامين نتنياهو بفارغ الصبر لأنه سيعني استعادة الجناح اليميني الداعم له في الكونجرس لموقع القوة في الكابيتول هيل والعمل على كبح جماح البيت الأبيض في الأنشطة السياسية على حد وصف الصحيفة. على الجانب الفلسطيني إيلاء هذا الحدث أهمية خاصة والاستعداد لمرحلة صعبة لا تحتمل الاستمرار في الفرقة والانقسام لأن استمرار الخلاف الفلسطيني – الفلسطيني في مثل هذه الظروف يعني شيئًا واحدًا : تراجع الضغوط الأمريكية واستمرار إسرائيل في المضي قدمًا في مشروعها لقضم المزيد من أراضي الضفة والإجهاز على عروبة القدس.