انطلاق فعاليات مهرجان الأسماك الأول بمركز القحمة    «الإحصاء»: ارتفاع مؤشر الأنشطة النفطية 3.8%.. و«غير النفطية» 2.4%    فن "صناعة الأبواب والنقوش الجصية" لا زال حاضرًا في الذاكرة    استشهاد 19 فلسطينيًا في غزة    «كارثة كاليفورنيا» تلغي رحلة بايدن.. الأخيرة    انطلاق الجولة ال14 من دوري روشن السعودي للمحترفين.. اليوم    النفط يهبط مع مخاوف الطلب وارتفاع الدولار والتركيز على سياسات الطاقة القادمة    افتتاح شارع الخليفة عمر بن الخطاب بالدمام    مغادرة الطائرة الإغاثية السعودية ال8 لمساعدة الشعب السوري    إطلاق كائنات مهددة بالانقراض في محمية الإمام تركي بن عبدالله    وفاة رجل بسرطان من تبرُّع.. هل تنتقل الأمراض النادرة عبر عمليات الزرع ؟    وزير الخارجية يبحث المستجدات مع نظيريه الإسباني والبريطاني    نائب أمير تبوك يطلع على مؤشرات أداء الخدمات الصحية    تدشين مشروع مراقبة وضبط مخالفات مصادر المياه واستخداماتها    المحاولة ال13.. هل ينجح لبنان اليوم ؟    مشعبي يطالب بإيقاف أفراح «الكأس» والتركيز على «الدوري»    15 ظاهرة جويّة حادّة شهدها العام 2024    الرماح والمغيرة يمثلان السعودية في رالي داكار 2025    أمير القصيم يتسلم التقرير الختامي لفعالية "أطايب الرس"    النقش على الحجر    وزير الطاقة ونظيره الهيليني يترأسان اجتماعات الدورة الأولى للجنة الطاقة بمجلس الشراكة الإستراتيجية السعودي الهيليني    من أنا ؟ سؤال مجرد    الأردن: السجن ل 3 متهمين في قضية «حج الزيارة»    الاتحاد يصطدم بالشباب.. والقادسية يواجه الرائد    هوبال    ولي العهد عنوان المجد    ما ينفع لا ما يُعجب    رابطة العالم الإسلامي تُدين وترفض خريطة إسرائيلية مزعومة تضم أجزاءً من الأردن ولبنان وسوريا    345.818 حالة إسعافية باشرها "هلال مكة" 2024    تعزيز التعاون السياحي السعودي - الصيني    بلدية محافظة الشماسية تكرّم متقاعديها تقديرًا لعطائهم    أمانة مكة تعالج الآثار الناتجة عن الحالة المطرية    بيئة الجوف تنفّذ 2703 زيارات تفتيشية    أمير المدينة يرعى المسابقة القرآنية    طالبات من دول العالم يطلعن على جهود مجمع الملك فهد لطباعة المصحف    برشلونة يتأهّل لنهائي كأس السوبر الإسباني على حساب أتليتيك بلباو    67 % ضعف دعم الإدارة لسلامة المرضى    مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالفيحاء في جدة ينجح في استئصال جزء من القولون مصاب بورم سرطاني بفتحة واحدة    2.1 مليون مستفيد في مستشفى الملك خالد بالخرج    قطاع ومستشفى تنومة يُفعّل حملة "التوعية باللعب الالكتروني الصحي"    الاتحاد والهلال    الاتحاد يوافق على إعارة "حاجي" ل"الرياض" حتى نهاية الموسم    أمير المدينة يطلع على مشاريع تنموية بقيمة 100 مليون ريال    تحرير الوعي العربي أصعب من تحرير فلسطين    التأبين أمر مجهد    قصة أغرب سارق دجاج في العالم    إنتاج السمن البري    أسرتا الربيعان والعقيلي تزفان محمد لعش الزوجية    دكتور فارس باعوض في القفص الذهبي    على شاطئ أبحر في جدة .. آل بن مرضاح المري وآل الزهراني يحتفلون بقعد قران عبدالله    المملكة تتصدر حجم الاستثمار الجريء في عام 2024    عناية الدولة السعودية واهتمامها بالكِتاب والسُّنَّة    المنتخب الجيد!    اطلع على إنجازات معهد ريادة الأعمال.. أمير المدينة ينوه بدعم القيادة للمنظومة العدلية    مجموعة (لمسة وفاء) تزور بدر العباسي للإطمئنان عليه    القيادة تعزي رئيس جمهورية الصين الشعبية في ضحايا الزلزال الذي وقع جنوب غرب بلاده    يهرب مخدرات بسبب مسلسل تلفزيوني    أمير المدينة يتفقد محافظة العيص    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العلّامة ابن عقيل الظاهري: استعبدتني الحاجة.. وأذلتني لقمة العيش.. ولم أخط خطو من استعلى على الخبز الخبيث
نشر في المدينة يوم 15 - 01 - 2010

.. وفي هذه الحلقة من “مواجهة” العلاّمة ابن عقيل الظاهري تتكشف الكثير من الأسرار ذات العلاقة ببعض مَن اتّصل بهم ضيفنا خاصّة قصة اتّصاله بعبدالله القصيمي.. ولماذا أبلغ الشيخ عبدالعزيز السالم بخشيته من زياراته المتكررة؟ وما سر مقالته التي أغضيت علّامة الجزيرة العربية حمد الجاسر -رحمه الله- ومماحكاته معه؛ ناهيك عن علاقته بابن مكتوم، وقصة تحكيمه للغز الشهير. كما تتبدّى لنا في سطور هذه الحلقة بعض آرائه حول مَن صاحبهم قراءةً من أمثال المؤرخ الشهير الهمداني، والمفكر الفرنسي رجا جارودي. كما أنّه يكشف للقرّاء “سرّ” سَحْب كتاب “إمتاع السامر” وما تخلله من كذب وتزوير وتضليل. ولماذا انصرف عن تأليف كتاب عن آل السديري!! ولماذا قال أحدهم عن كتابه ( ليلة في جاردن ستي) بأن عنوانه ماجن.. وموضوعه تقي؟! كل تلك الخفايا والأسرار تطالعونها في سطور حلقة هذا الأسبوع.. فسيروا على بركة الله. اتهمتَ الكاتب رجاء جارودي بعدم الإسلام، وقلت: إن كفره بالماركسية ليس مجال شك، ولكن تحوُّله إلى الإسلام كان محل نظر.. ماذا تقصد؟ - المقصود واضح من حيثيات السؤال الذي طرحتموه، ورجَّح لي أنه لم يستمرَّ على دعوى الإسلام، وما استجد له من كتب دعا فيها إلى الملّة الإبراهيمية وليس إلى الملة المحمدية، وازدرى الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله تعالى- كما ازدرى الزهد في العالم الإسلامي، وجاء بمقولة: (كل الطرق تؤدي إلى روما)، وكل الأديان -ولو بعد تحريفها ودخول الوثنية فيها- تُوصِّل إلى الجنة؛ فهذا صحيح عنده، وأمّا عند المسلمين فلا؛ لأنه لا يوصل إلى الله تعالى إلاّ ما شرعه الله، ووحدة الأديان دعت إليها الصهيونية بنشاط، ثم جاءت في لغة ماسونَ الذين أحسن بهم بعض المسلمين الظن.. سوَّقُوا هذه الوثنية بصيغة ثعلبية هي (التقريب بين الأديان) كما في دعوة جمال الدين الأفغاني، وهذه ردة؛ وإنما المقبول في التفاهم مع أهل الأديان استعطافهم أو إلزامهم بما اتفق فيها الدينان كالأسس العامة في العدل والأخلاق، وما جاء أيضًا تفصيلاً كاتفاق مصادر المسلمين ومصادر النصارى وتاريخهما على حصول العداء العارم والحقد الأشد والنيل الدنيء من يهود تجاه الديانتين وشعوبهما، ومنذ الجزء السادس والعشرين من الكتاب الفحل (قصة الحضارة) تأليف ول ديورانت تجد صورة مصغرة لمكايد اليهود للنصارى في أوروبا كتسميمهم الآبار.. من خلال الإسلام والمسلمون على ملة إبراهيم حسبما بيَّن ديننا أنه من ملّة إبراهيم عليه السلام، وأمّا شريعته وصحفه عليه السلام فلم تصلنا محفوظة بالتفصيل؛ فلا مجال إلى ملة إبراهيم إلاّ من خلال الإسلام، وفي الإسلام شيء مفصَّل ممّا نحن عليه من مِلَّته كما في سورة النجم، وفيه ما هو على العموم بأن المسلمين على ملته، ويدخل في ذلك الشريعة؛ لأن ملل الأنبياء واحدة، فمحمد صلى الله عليه وسلم والمسلمون أولى بإبراهيم عليه السلام ملة وشريعة، ولو كان المراد العقيدة وحسب لما كان للمسلمين ميزة في كونهم أولى بإبراهيم عليه السلام.. والمسلم لا يعلم ما في قلوب عباد الله فيحكم عليهم بإسلام أو كفر، ولا يجوز له ذلك، وإنما نحكم بما ظهر، وأظهر ذلك المكتوب، وما كتبه جارودي بعد إسلامه يشكك في استمراره على إسلامه.. ثم أين هو الآن بين المسلمين؟!. عميد التثقيف..!! طالب المفكر محمد أركون بتناول النصوص الدينية بالنقد والتشريح وإخضاعها لأدوات البحث والتحليل؛ فما رأيك؟ - أخي ساري وفقك الله: لماذا أهمّتك هذه المطالبة فطرحتها للنقاش وليست تستحق النقاش؟ نحن الآن في مطلع القرن الخامس عشر هجريًّا.. أي بعد قرون كثيرة بيننا وبين لغة الشرع سليقة، وبيننا وبين نقلة الشرع رواية؛ فلم نعايشهم. فهل بدأت علوم الإسلام بالقرن الخامس عشر هجريًّا، وما قبل ذلك كان صمتًا حتى نلتمس الطرح النقدي من قبل عميد التثقيف الجنوبي الفرنسي محمد أركون؟! كلّا يا أخي: لقد تفرَّغ علماء السليقة، ومعاصرو حَمَلَةِ الشريعة للنقد واستعمال كل أدوات البحث والتحليل؛ ولمّا خافوا على السليقة وفطرية الفكر الذكي بنوا أهرامًا من العلوم ابتداءً بالعلوم الشرعية والعلوم المساعدة للتوثيق الثبوتي والدلالي، وكان هذا التفرُّغ أحلى عندهم من المُلْكِ والمالكية والقيادة، وبُعْدِ الصِّيت وكنوز الذهب والفضة؛ ولمّا قال أبو عبدالرحمن عبدالله بن المبارك -رحمه الله تعالى-: (الإسناد من الدين ولولا الإسناد لقال مَن شاء ما شاء) كان على علمٍ بالشروط الصعبة الدقيقة التي يتحقق بها اتصال سند العدول بالرسول صلى الله عليه وسلم بوعي وإتقان، وذلك خصِّيصة لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، وخصيصة لأهل النحلة الصافية من أهل السنة والجماعة؛ فلا تجد (والنفي على سبيل التحدي) عند أهل الأديان، ولا عند أهل النحلة الضالة كالباطنية إسنادًا متصلاً بالعدول، بل هم أقلُّ تأليفًا في الرجال، وعلى قلة تأليفهم فهو غير مُنَقَّح ولا شافٍ.. علمٌ بِكرٌ وعلم مصطلح الحديث في التوثيق التاريخي والدلالي علمٌ بِكرٌ متين ذو استقصاءٍ باهرٍ.. أجمع أهل الدراسات الحضارية المقارنة أنهم لم يجدوه بهذا المستوى إلاّ عند أمتنا وأهل نِحْلتنا، ولا عجب في ذلك؛ لأن الله تعهد بخبره الشرعي أن يحفظ دين الإسلام الخالد، ولم يضمن ذلك لغيره؛ وإذن فلا بد أن يكون قضاء الله الكوني ضامنًا لتحقُّق وعده الشرعي.. قال ربي سبحانه عن دينٍ لم يضمن حفظه، بل وَكَل حفظه للخلق: (إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ الله فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) ولكنهم ضيَّعوه، وقال سبحانه عن الإسلام: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) ؛ فضمن الله حفظه. أراك بهذا القول تعلق باب الاجتهاد وتقفله. - ههنا أمور من الحق والعدل إحصاؤها: الأمر الأول: أن قطعيات الدّين المدلول عليها بالنص المحكم الصحيح الصريح مقفول باب الاجتهاد فيها منذ قال الله سبحانه وتعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيْنًا)؛ فلا مجال لنقدٍ، ولا تشريح، ولا إخضاع لأدوات البحث والتحليل؛ لأن ذلك فُرِغ منه بوضوح المراد بالنص المحكم الثابت، وبالسيرة العملية، وبالإجماع الذي هو بمعنى (ما يجب أن يكون عليه الاتفاق).. أي الذي مَن لم يقل به لم يكن مسلمًا، فلا مجال لاجتهاد يبيح شرب الخمر، أو يبيح تصنيعه وتسويقه.. ولا مجال لاجتهاد يستثني شيئًا من قدرة الله أو علمه، ولا مجال لاجتهاد يلغي حدًّا من حدود الله إذا تحقَّقت شروطه... إلخ؛ لأن هذا ليس اجتهادًا مأذونًا به، ولكنه استبدال للدّين، وتعطيل له.. ومَن أراد النكوص فليقل: (إني غير مسلم) وليجتهد كما شاء، وأمّا أن يدَّعي الإسلام، ويطلب اجتهادًا يرفضه الصحيح الصريح من الإسلام، فقبوله من المسلم جبن وغباء وأنوثة. نتاج بشري والأمر الثاني: بصحيح النص وصريحه جعل الله لنا الاجتهاد في أمورنا التي هي إنتاج بشري، وإنّما طالبنا بتوظيف ما نُنْتج للخير والعدل. والأمر الثالث: ترك الله لنا الاجتهاد فيما يسع فيه الاختلاف ممّا اختلف فيه السلف من الأحكام العملية إذا لم يرد النص قاطعًا على المراد؛ لأن الله سبحانه وتعالى جعل الاحتمال في دلالته امتحانًا لعلماء المسلمين في نزاهة مقاصدهم، وصِدْق تحرِّيهم مرادَ الله، وإظهارِ ارتفاع بعضهم على بعض درجات.. وهذا اجتهاد مفتوح بابه إلى يوم القيامة، وللمصيب ذي الإصابة للمراد أجران، وللمصيب في مسالك الاجتهاد إذا لم يصب المراد أجر ومعذرة. مثلَ أركونَ والأمر الرابع: مَن أراد أن يجعل مثلَ أركونَ وأصحابَ التثقيف الجنوبي وُسطاء في الاجتهاد عليه أن يلاحظ في أهلية الاجتهاد العدالةَ عقيدةً وسلوكًا، وانتماءً صادقًا مع الأهلية في تحمُّلِ أعباء الشريعة تخصُّصًا؛ فلا يَقْفُ ما ليس له به علم، ومَن تكلّم فيما لم يصرف له جهده بإخلاص فقد قفا ما ليس له به علم، وأتى بالعجائب!!. والأمر الخامس: أن المقترِح أو المسترشد من غير ذوي الاختصاص بخلاف المجتهد من أهل الاختصاص؛ فيطرح اقتراحه أو استرشاده، ويسمع احتجاجه أو اعتراضه في حدود ما يعرفه من التخصص، ويُؤخذ منه ويُعطَى حتى يضمحلَّ مقدار ما أشرف عليه من العلم التخصصي، ثم تكون الكلمة لعلماء الشريعة وعدولها كما تكون كلمة التخصص في الطب أو الهندسة أو الزراعة لأهلها. أحول نقلة الشرع والأمر السادس: أن المجتهد من علماء المسلمين فيما يتأخر من الأجيال يحمل أمانة من علماء الأمة وعدولها الذين عايشوا سليقة اللغة الدالة، والمناخ التاريخي الذي تُعرف به أحوال نَقَلَةِ الشرع، وملابسات نزول النص، وهو غير محروم من استدراك ما فات غيره في التوثيق بكتب التراجم، وليس معنى هذا أنه ينزل عليه وحي ويُحدث تاريخًا جديدًا؛ فلا سبيل له إلاّ التاريخ المنقول الذي دوَّنه السلف؛ وإنما المعنى أن يستدرك من التاريخ المنقول ما فات السلف الذين ترجموا لعلم من الأعلام على سبيل التقصِّي، وفاتهم معلومة نادَّة في موضع آخر من التاريخ.. ألا ترون أن الحافظ ابن حجر العسقلاني -رحمه الله تعالى- توفي عام 852ه ومع هذا استدرك شيئًا كثيرًا فات السلف بما فيهم إمامه الإمام أبو عبدالله محمد بن إدريس الشافعي -رحمه الله تعالى- ذلك أن العلم غَزُر فيما بينه وبين الشافعي، وكثر التمحيص، وكان هو أعجوبة في نفض المراجع، مبرِّزًا في كثرتها؛ ولهذا قِيل عن كتابه (فتح الباري): لا هجرة بعد الفتح!! لم يبلغوا شأوه وها هم المعاصرون لم يبلغوا بعدُ شأوه وعندهم آلات تصوير، ومراكز معلومات، ومكتبات عامة ضخمة مرقمة مفهرسة، وطباعة أنيقة متباعدة الحروف ليست ذات خطٍّ مُدْمج صعب القراءة، وكل كتاب ذو فهارس فنية، والطبعات بآلاف النسخ، وقد رأيت الأمير محمد بن فيصل بن تركي المعروف بالمطوع -رحمه الله تعالى- في دولة كبيرة وجد نسخة واحدة من كتاب ابن قيم الجوزية عن السياسة الشرعية؛ فلما طلبه عالم آخر اُجيب بأن ينتظر حتى تعود النسخ من الأمير -رحمهم الله تعالى جميعًا- وأول مشايخ ابن حجر في فهرسته إذا قرأت ترجمته أصبت بالذهول؛ لكثرة ما تلقَّى عليه ابن حجر من العلم والكتب. باب لاستدراك والأمر السابع: أوسع باب لاستدراك الخالف على السالف ما كان (عدم علم)، وليس (علمًا بالعدم)؛ فالسالف لم يُفرِّط ولكنه لا يعلم إلاّ ما أذن الله بعلمه؛ فقد استجد في العصر الحديث الجنس الثالث بتغيير خلق الله بالهرمونات وشبهها، وحصول شهوة النساء، وحدث نقل الأعضاء، وحدثت أمثال بنوك الحليب، وأطفال الجينات؛ وفي ذلك ما هو من تغيير خلق الله قطعًا، وفيه ما هو محل خلاف؛ فَعلِمَ الخالف معنى إيعاد الشيطان لعنه الله بتغيير خلق الله أكثر من السالف.. وقال الله سبحانه وتعالى عن حيوانات معدة للزينة والركوب: (وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ)، فكان السالف يلتمس جنادب وحشرات قد تُلمح في السنة مرة واحدة، أو توجد في أفق بعيد لا يعرفه أهل الأفق الآخر، ثم رأى الخالف مركبًا وزينة ألغى الخيل والبغال والحمير؛ والله خالق الخلق وما صنعوا، فعلم شيئًا وعد الله بخلْقه لم يعلمه الخالف، وأن ما علمه السالف كان خلقًا موجودًا مغيَّبًا عن بعض البشر فظهر، والنص عمّا لم يُخلق بعد.. وهكذا كل الاكتشافات المستجدَّة كالعلم بنقص الأوكسجين، وفقد الحياة تدريجيًّا مع التمادي في العلوِّ؛ وبهذا أحسن الخالف فهم قوله تعالى: (قُل لِّمَن مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُل لِلّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ).. الشيطان مفكر ولي عودة عند قولك (المفكر) فالشيطان مفكر داهية، ولكنه لعين طريد ليس أسوة إلاّ في الضلال؛ فالمفكِّر الرمز لا يكون فكره أولاً مخَّاخيًّا خطافيًّا كمن يحك رأسه، ويقول ببادئ الرأي: (وجهة نظري كذا)، وإنما المفكر مَن
تكون مادة فكره صلبة من تخصُّصات وثقافات علوم مساعدة، ويكون موهوبًا أو مدَّربًا ذا لمَّاحية، دقيق التمييز، لا يتيه في غير محل النزاع، ولا يُسوِّي بين مختلفين... إلخ. ومن شرطه الصدق الذي ينتجه معيار الحق، والتقوى التي ينتجها معيار الخير، والشفافية التي ينتجها معيار الجمال.. وقبلته قبلتنا، وهموم أمتنا همومه، فإن وجدنا عند عدونا حقًا أو خيرًا أو جمالاً فنحن أولى به وليسوا رموزًا لنا. رجل ملحد وماذا عن عبدالله القصيمي؟ - لم أقرأ له كتابًا فيه خير قط.. رجل ملحد، لا يؤمن بالله، ولا برسله، يهدم ولا يبني، وينوح نواحًا رومانسيًّا، وينظر بعين عوراء، ولا يتكلم إلاّ بلسان الملحدين.. نهايته لا يعلم بها غير الله، ولكن يُحكم بكفره دنيويًّا في الظاهر حسب أحكام الشرع فيمن لم يُحفظ له إلاّ الكفر، ولم يحفظ له توبة قبل الغرغرة.. ومثل هذا لا تقبل دعوى إيمانه إلاّ بإثبات يُمضيه القضاء إذا أُريد الإرث والدفن في مقابر المسلمين، ولا نقول عن عصرنا إلاّ: الله المستعان.. أمّا كتبه فليس له كتاب بعد ما ارتد إلاّ ما هو امتداد لكفره. كرر الزيارة ولكنك كنت تقصده في أثناء زياراتك لمصر؟ - هو الذي قصدني، وزارني في جاردن سيتي، وكرَّر الزيارة؛ فتحرجت؛ فأبلغت أبا عصام معالي الشيخ عبدالعزيز السالم (وكان يومها مدير مكتب وزير الداخلية الملك فهد رحمه الله)، وقلت له: إن القصيمي يتردَّد عليَّ فما رأيك؛ لأني أخشى من غدٍ؟ فقال لي: إذا جاءك فادعنا.. فصار يأتي أبو عصام مع الشيخ أحمد المانع -رحمه الله- وعدد من الأصدقاء، واقترح عليَّ يومًا أن نجري مناظرة يحضرها جمع يحكمون بيننا، فأقمنا مناظرة يوم 24 من رمضان عام 1394ه حضرها جمع من السعوديين، وجمع من الليبيين والسوريين، وطالت المناظرة، ووضعنا لها شروطًا، وتولاها أبو عصام، إذْ أمرني بحذف أشياء، وكان يقول عن كتابي (ليلة في جاردن ستي): عنوان ماجن، وموضوع تقي!! وفي حديث الشهر العدد (3) الذي سيصدر خلال شهر ربيع الأول من هذا العام -إن شاء الله- خبر عن القصيمي في كلامي عن قصة (شعب بوان).. ومرة رفع القصيمي كأسًا من الشاي، وقال لي: (سأرفعها بمشيئتي أنا)، وأبقاها مرفوعة ثلاث دقائق، ووضعها، وقال لي: (وأضعها بمشيئتي.. أين مشيئة ربك يا أبا عبدالرحمن؟)، فقلت له: (يا شيخ عبدالله: الجواب على هذا من ناحيتين: جواب يصلح للحاضرين من المؤمنين، وجواب يصلح لك أنت؛ لأنك لا تؤمن بالله؛ فأيهما تختار؟) فقال لي: أختار ما يصلح للجماعة.. فقلت: إن أممًا حادَّت ربها، وكذَّبت كتبه ورسله عليهم السلام، وأبقاهم الله في مسؤولية الدعوة قرونًا كقوم نوح عليه السلام، أبقاهم ألف سنة إلاّ خمسين عامًا، ثم أخذهم أخذ عزيز مقتدر، وهذه آثارهم أمامك بسبيل مقيم: الأحقاف، وديار ثمود، والبِدْع بلد شعيب عليه السلام، وبحيرة لوط عليه السلام... إلخ... إلخ؛ فهل تستعجل الحليم العليم الحكيم باستكانة شاي؟! وأمّا ما لا يصلح إلاّ لمخاطبتك فهو دعواك أنك أبقيت الاستكانة بيدك دقائق بمشيئتك.. فقال: نعم.. قلت: وأنا أسألك هل هناك مشيئة بدون علم مسبق؟ فقال لا.. فقلت: إذا كان عمرك 90 سنة، سأتنازل لك عن نصفها؛ لأنك تكون نائمًا.. أريد منك 30 عامًا فقط تعلمني فيها نسق حياتك الذي تعمله بإرادتك عن علم مسبق؟ فصار يتحدّث لي بمجرى العادة: أم محمد تعمل لي خبز رول، وكوب حليب؛ فأتناول ذلك، ثم أمشي في المنيل... إلخ. فقلت: هذا حديث عمّا عُلم ممّا وقع ماضيًا، وليس حديثًا عمّا سيقع.. إنك تخبرني بمجرى العادة عن غير علم مسبق منك؛ فقد تلتقي في الشارع برجل لا تتوقع مقابلته، أو تصدمك سيارة فجأة، وتدخل دورة المياه، وتقدر أن تجلس فيها خمس دقائق وتجلس نصف ساعة، أو تقدر نصف ساعة فتجلس خمس دقائق، وفي الحالتين هو تقدير ظني لا علم مسبق؛ فأين علمك الذي سبق مشيئتك؟ عاجز عن الرد فلم يستطع الرد؛ وإنما قال: (إذا قلت قولاً تحتاج أنت وأصحابك الذين يقرأون عن أبي هريرة والأزهر الشريف والبابا محمد [يريد سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم -رحمه الله تعالى-] ثلاثة آلاف سنة حتى تفهموا قولي) .. وقال لي هذا القول نفسه عندما أهدَي إليَّ كتابه (فرعون يكتب سفر الخروج) يسب جمال عبدالناصر، كما سبه وسب القذافي في كتابه (كبرياء التاريخ في مأزق)، وحطَّم العرب -مع نقدٍ ذاتي صحيح- في كتابه (العرب ظاهرة صوتية)؛ فوجدته يقول: (لولا عبدالناصر ما وُجدت إسرائيل)، فقلت: (يا شيخ عبدالله كيف هذا وعبد الناصر عام 1948م بكباشي؟ فهل يكون اللاحق علّة للسابق؟!)؟! فلما ردَّ عليَّ بثلاثة آلاف سنة قلت: ( إذن أنتظر الله يحينا حياة طيبة)، وكل كتاب من كتبه كتب في طرته إهداء لي مطولاً بصيغة ليست في الآخر، ولم أستبق من إهداءاته غير الإهدائين المصورين الملحقين بهذه المقابلة، وهما إهداءان بِطُرَّة ( أيّها العار إن المجد لك)، و(الإنسان يعصي لهذا يصنع الحضارات)؛ لأن مكتبتي فقدت جمهرتها في قصتها المشهورة، وإنما استبقى لي ابني عبدالرحمن هذين الكتابين، واشتريت كثيرًًا منها، ولكن بدون إهداء، وأمّا إهداؤه كتابه (فرعون يكتب سفر الخروج) ففي ذاكرتي منه: (إلى الفنان المتمزِّق أبي عبدالرحمن بن عقيل الذي أرجو أن ينتصر إنسانه على إيمانه). نظرية المعرفة هل ترى أن دراسة الفلسفة والمنطق ضروريتان في الجامعات السعودية؟ - الضروري جدًّا جدًّا من المتوسط دراسة (نظرية المعرفة)، و(آداب البحث والمناظرة)، فهذه أصول الفكر، فهي مقدمة على أصول العلوم؛ لأن العقل أول شرط للتكليف.. والسر في هذا أنني بلوت الفلسفة فوجدت جمهرتها فلسفة علوم كالإلهيات داخلة في التوحيد، والكونيات في الطبيعة.. وأمّا المنطق فأمشاج من الحق والباطل، ولم يُرده أرسطو لعصمة الذهن البشري من الخطأ، وإنما أراده ردًّا على شُبَهٍ قائمة، وَلَّدها السوفسطائية، ووجدتُ أن الفلسفة الخاصة التي هي علم، وهي مدخل فكري لكل علم هي (نظرية المعرفة) بمعاييرها الثلاثة: الحق، والأخلاق، والجمال.. وآداب ذلك، وهي آداب وشروط البحث والمناظرة، وكل ذلك ممتزج بالمنطق والفلسفة العامة.. ويدخل في نظرية المعرفة بحث القيم المعيارية، وأمّا الوجود فموزع بين الإلهيات والطبيعيات. ولماذا مُنعتْ؟ - الفلسفة في السابق كانت ركامًا من المعلومات، وفيها الإلهيات والطبيعيات، وفيها ضلال في العقيدة؛ لهذا كانت تُهمة، وقيل: مَن تمنطق تزندق!!. كتب في الأنساب يُقال: (إن لك كتابًا عن آل السديري لم يرَ النور)، فما صحة ذلك؟ - لي كتب كثيرة عن أنساب بعض الأسر كآل السديري وآل عفيصان من آل عائذ وآل فضل، ثم انصرفت عنها انصرافًا كاملاً ؛ لأن علم أنساب الأسر التي عمرها في حدود ثلاثة قرون ليس النظر فيها كالنظر في أنساب الأسر في القرن الرابع مثلاً؛ لأن كتب الأنساب مستمرة متواصلة تأليفًا، متداولة رواية، والنسبة إلى أب واحد هو الأشهر، ثم صارت القبائل -ولا سيما في المنطقة الوسطى- يجمعها الحلف في الأكثر، وانقطع التواصل في كتب الأنساب خلال القرن العاشر، وما بعده، وكتب أنساب القرن الثامن والتاسع قليلة قائمة على الظن، ولا تَرُدُّ الأسماء الجديدة إلى أسماء قديمة.. وفي المنطقة الوسطى انقطع علم الأنساب سوى مشايخ يُفرِّعون تفريعًا معاصرًا، وربْطهم بالقبائل القديمة ظنون في الجمهرة الكاثرة، ولا ينقلون عن مصادر قديمة.. والأسر تعتمد على الإشاعة وبيت الشعر العامي والظنون، والباحث الجاد لا يستطيع المواصلة؛ لهذا جعلت همّي فيما له كتب تاريخية متصلة. غير صحيح بعضهم يعزو انصرافك عنها لتهديدات تلقيتها بخصوص كتاب آل السديري؟ - هذا غير صحيح، ولكن مدخل كتابي عن الدواسر لم يصادف قبولاً واتفاقًا؛ فقبله بعضهم، وردَّه بعضهم.. وليس هذا أمرًا أرجو به عند الله زلفى؛ فأصدع بالحق، وليس من الدّين ولا من العقل أن أمضي في عمل دنيوي وبعض ذوي الشأن غير راضين؛ لهذا رسمت منهجي الجديد الذي أسلفته عن العمل في كتب الأنساب إن وجدت باعثًا للكتابة.. وأمّا آل السديري فأرسلت لهم نبذة تاريخية موثقة فيها تعيين (بدران) الذي ينتسبون إليه، وتسمّى قلعة حفدته (الدوسرية)، وتسمّى جيوشهم دوسر؛ فلم أتلقَّ جوابًا؛ فسكتُّ. الذكر الجميل وماذا عن كتابك (في جنوب المملكة)؟ - هو ضمن هذه الأوراق المكيَّسة التي حررت فيها أسماء الأماكن ومواقعها، وبعض ذكرياتي ثم تركتها مع خرائطها، ولا أدري متى يأذن الله بنبشها.. وليس لخالد فيها إلاّ الذكر الجميل. تدليس وكذب ما دام الحديث عن الكتب التاريخية فقد اتَّهمت التاريخ بالتدليس والكذب، وقلت: إن الهمداني كذّاب؟ - وهل يغيب عن بالك أن في التاريخ تدليسًا وكذبًا؟! وهل كل ما يُعلم يُقال؟ ولمعروف الرصافي قصيدة قافيَّة عمّا في التاريخ من تزوير، وقول ملفَّق يحسن مراجعتها، ولكن يبقى في التاريخ ما لا سبيل إلى طمسه، وقد مثَّل الإمام ابن حزم -رحمه الله تعالى- في الفِصَلِ لأشياء جرت لبني أمية كسبّهم لعلي -رضي الله عنه- وهكذا أمور في خلافة بني العباس، فما استطاعوا سترها على قوة ملكهم.. وهكذا الإضافات، فقد مثَّل أبو محمد -رحمه الله- في الفصل لمن رام أن يزيد بيت شعر في شعر النابغة أو زهير؛ فإنه يفتضح بالنسخ المروية المبثوثة في الآفاق.. وأمّا الهمداني فكذّاب وضَّاع قليل الورع ينبغي أن لا يكون موضع خلاف؛ لأن كتبه الموجودة الآن لا تُشَرِّفه ولا توثِّقه، وليس له شيء تطمئن إليه النفس غير تحديد البلدان والمواضع، وأمّا أخبار الأمكنة والقبائل فلا يوثق به، وهو لا يستطيع أن يجعل جبال أجا وسلمى في بلاد خولان باليمن؛ لهذا كان ثقة في تحديد البلدان.. وهو يتبنَّى أساطير، ويُحَوِّر أساطير، ويبتكر أساطير كثيرة، ويختلق أعلامًا تاريخيين ذوي علم ورواية ولا وجود لهم إلاّ في تخييله على السُّذَّج، وهذا شيء تكفَّل به كتابي (العقل التاريخي)، وأنشر منه الآن أشياء في مجلة الدرعية. ليس تكبرًا وماذا دار بينك وبين فايز البدراني من مناقشات حول نسب قبيلة حرب؟ - لم يقع مني شيء بيني وبينه، ومنهجي أنني لا أدخل في كل نقاش، وليس ذلك تكبُّرًا.. حاشا، ولكنني لا أدخل إلاّ في بهوٍ علميٍّ، وشعار صادق يلتمس الحق.. وكلام الهمداني عن قبيلة حرب الحجاز خرافة، وشعر فج مصنوع، وخلاف لواقع الأماكن وأهلها، وخلاف لرواية الثقات، ولكنه نموذج حيوي لأكاذيبه وأساطيره. مرة واحدة ما علاقتك بالشيخ زايد؟ - زرته مرة واحدة في حياتي في وفد رسمي، وحدثنا حديثًا أبويًّا وأكرمنا. ولكن يُقال: إنك كنت أحد المحكمين في جائزته؟ - تقصد محمد بن راشد بن مكتوم؟ لقمة الذل هذا ما عنيت.. هل تعتقد أن حل لغز قد يكون له إثراء فكري وأنت تعمل في الثقافة والفكر؟ - كنت رئيس اللجنة غير فاخر بذلك، وتلك من ورطاتي، وأحوجني إلى ذلك (لُقْمة الذُّل)، وكان قدري أن أكون أبًا لرعية كبيرة، وكانت فطرتي أنني مخروق اليد، فاستعبدتني الحاجة، وأذلتني لقمة العيش، وهذا هو القدر الخائب الذي لم أَخْطُ فيه خطو الإمام ابن حزم -رحمه الله تعالى- الذي استعلى على الخبز الخبيث.. ووطَّنْتُ نفسي إن اضطررت في أمر يحزبني أن لا أسأل إلاّ ذا سلطان في دولتي، امتثالاً للقاعدة الشرعية مع إلحاحي في الدعاء بمثل: (اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وبفضلك عمن سواك).

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.