النانو تكنولوجي (Nanotechnology) علم أقام الدنيا وأقعدها، وهو لفظ يطلق على كل ما هو ضئيل ودقيق الحجم، وباستخدام تقنيات تكنولوجيا النانو تمكن العلماء من التحكم بدقة في البنية الجزيئية للمواد سواء كانت عضوية أو صلبة أو سائلة، وبالتالي تمتد تطبيقات هذه التقنية إلى شتى المجالات الحياتية المختلفة. وقد أخذت كلمة نانو «Nano »من «Nanos» الإغريقية القديمة، وتعني «القزم» ويستخدم النانومتر -الذي يساوي جزءًا من مليار جزء من المتر- كوحدة لقياس أطوال الأشياء متناهية الصغر لا ترى بالعين المجردة. وللمقارنة، فإن قطر شعرة واحدة في رأس الإنسان تمثل حوالى جزء من ثمانين ألف جزء من النانومتر، ويرجع اهتمام العلماء بالمواد النانونية إلى الصفات التي تؤهلها لاحتلال الصدارة بين الابتكارات الجديدة والمتقدمة، والتي تعقد عليها البشرية أملاً كبيرًا في الطفرات الصناعية المتوقع حدوثها والإعلان عنها خلال السنوات القليلة المقبلة.قام السيد ريتشارد سمالي Richard Smalley الحائز على جائزة نوبل في علم الكيمياء بعرض بحثه أمام مجلس النواب الأمريكي عام 1999 عن مدى تأثير النانو تكنولوجي والثورة التي ستحدثها في مجالات الطب والهندسة وكل ما يتعلق بالإنسان والطبيعة وكيف أنها ستوازي علم الالكترونيات الدقيقة. حاولت بشتى الوسائل استيعاب الدور الذي سيلعبه علم النانو في حياتنا اليومية دون جدوى، فقد أشارت أحدث التقارير الواردة عن تكنولوجيا «النانو» بأنه في المستقبل القريب بإمكانك ارتداء معطف بسمك شعرة حريرية غير مرئية وزنها يوازي ملعقتين من الماء يلتصق بالجسد ويغطيه على ان يكون من صفيحتين تنزلق الواحدة فوق الأخرى وكل صفيحة مجوفة بداخلها فراغ وعليها غشاء لمنع انتقال الحرارة، فعندما تكون البيئة حارة تقوم مضخات “نانونية” بضخ الحرارة لإبعادها عن الجسم، وإن كان الجو باردًا فإنها تعمل كآلات تلتقط تسرب الحرارة من الجسم إلى الخارج. لقد رصدت الولاياتالمتحدة ميزانية خاصة لأبحاث النانو تجاوزت المليار دولار لكونه أصبح يوازي في أهميته الكهرباء والترانزستور والإنترنت، ويتوقع أن يفوق حجم سوق هذه المنتجات خلال الخمسة عشر عامًا المقبلة تريليون دولار. همسة: يتفق علماء تقنية النانو، بأنه سيلعب دورًا مهولاً في صناعة الطاقة، وبالتالي، سيتم الاستغناء عن المصادر التقليدية كالنفط، والذي باتت الدول المنتجة له تترقب شبح نضوبه، ألم يحن الوقت بأن نلحق بالقطار قبيل أن يترك محطته الرئيسية، ويصبح شبحًا أو سرابًا، وقد تكون هذه فرصتنا الأخيرة في هذا القرن لإثبات الذات ومشاركة العالم إنجازاته. [email protected]