حثنا ديننا القويم على العدل وعدم التسرع في الحكم على الأشخاص، وهذا أمر مطلوب ويحث عليه الشارع الحكيم، والحكم لابد فيه من العدل حتى لو كان من تحكم عليه هو عدوك.. وفي وسطنا الرياضي تجد قمة التناقضات في الحكم على الأشخاص ويمكن أن يتبدل الحكم بسرعة، ويمكن أن يستمر إلى مالا نهاية، فمثلا نجد قناعات جمهور نادٍ ما حيال نجم بارز في الفريق تتبدل سريعا بحسب نجوميته واستمرارها، ففي الوقت الذي كانت تتوجه بالشكر والعرفان في وقت بروزه تجدها تقف بالاتجاه المعاكس تماما حياله عندما يصدر من هذا اللاعب أي تصرف أو تتراجع نجوميته بل تثور ثائرتها، وكأن هذا النجم ليس بشرا يمكن أن يكون متفوقا بتوفيق الله له، وفي يوم آخر يكون أقل عطاء! فلماذا تتبدل النظرة سريعا نحو اللاعب ويطوله النقد بطريقة غير لائقة وفيها إساءة لتاريخه وخدمته للنادي؟ وهذا خطأ تقع فيه بعض الجماهير للأسف الشديد مما يكون له عواقب وخيمة على اللاعب ويتأثر لهذه المواقف المتناقضة، فلابد للجمهور أن يكون منصفا للاعب وتاريخه، ولا يكون ضده لمجرد تراجع عطائه؛ لأن هذا تناقض ينسيهم ماضي اللاعب الجميل مع ناديه في الوقت الذي يمكن لهذا الجمهور أن يساهم في عودة اللاعب إلى سابق عهده بالتعامل الحسن، ويمكن مناقشتهم له بمقابلته ومعرفة ما يمر به من ظروف والتعرف عليها حتى يكون حكمهم واقعيا بعيدا عن الإساءة، فيما الهجوم الشخصي على اللاعب وتجريحه واتهامه باتهامات غير لائقة فهو بشر يتأثر سلبا وإيجابا، وربما تقطع حبل الوصل بينه والجمهور، والأمثلة كثيرة لمثل هذه التصرفات تعج بها منتديات الأندية كبيرها وصغيرها من قبل الجماهير تجاه لاعبيها كياسر القحطاني والزوري في الهلال ومحمد نور والمنتشري في الاتحاد وناصر الشمراني في الشباب وغيرهم، فيستحسن أن يكون الجمهور خير مساند للاعبين، ويكون نقدهم بعقلانية، بدل التجريح الذي يحصل من قبل بعضهم، وهم قلة، ولابد من التمسك بالخلق الحسن الذي يصل بصاحبه إلى منزلة عالية بالجنة، يقول صلى الله عليه وسلم (أنا زعيم بأعلى الجنة لمن حسن خلقه) أسأل الله أن يوفقنا جميعا لما يحب ويرضى إنه جواد كريم.
