تختص منطقة حائل بعمق تاريخي وتراثي كبير، وتحتضن مواقع شهيرة ارتبطت بأعلام في التاريخ العربي، فمن حاتم الطائي إلى عنترة بن شداد صاحب الشجاعة والفروسية التي تغنى بها التاريخ حيث تحتضن بلدة توارن، 30كلم شمال مدينة حائل، قصر حاتم الطائي أسطورة الكرم والعطاء والبذل التي يفاخر بها العرب عبر تاريخهم الطويل، مستندين إلى قصص ونوادر وروايات وأشعار. ورغم أن نسبة القصر إلى حاتم الطائي أمر غير مؤكد رغم أنه مرت عليه فترات من البناء المتعاقب كما يظهر من بقاياه العمرانية، إلا أنه يمتاز اليوم بأنه بين بساتين ومياه رقراقة تنتظر خدمات ومقومات تجعله وجهة سياحية أثرية ذات عمق تاريخي وثقافي بعيد. قبر عملاق والقصر الذي لم يبق منه إلا أطلال يوجد بالقرب منه قبر طويل جداً يتجاوز الخمسة أمتار يعتقد أهالي البلدة أنه قبر حاتم الطائي، وقد خصص له حارس للموقع باعتباره أثراً، كما تضم البلدة العديد من المواقع الأثرية الأخرى حسب رأي الأهالي، ومنها قلعة أصفر وقلعة ترجم وقلعة زميل أما قصر حاتم فهو مبنى من الحجر والصخور مع مظلات عالية نسبياً مع الحصون، ويرتفع عدة أمتار من الحجر والصخور الملونة التي تظهر جودة البناء، كما تعلوها أمتار أخرى من اللبنات الطينية المتماسكة التي تؤكد عمق الحضارة والتمدن الذي شهدته تلك المنطقة التي ما أن يذكر الكرم إلا ويذكر اسم ساكنها قبل قرون مضت، إلا أن الذاكرة لا تزال تحفظ له المكانة العظيمة التي عرفها العرب لحاتم الطائي الذي وصف أعلى درجات الكرم بها وأصبح الكرم الحاتمي مضرباً للأمثال. أثر تاريخي وقد دعا عدد من الأهالي هناك الجهات المعنية بضرورة التعامل مع القلعة والقبر كموقع اثري تاريخي بالصورة التي يستحقها، معللين ذلك بأن شخصية حاتم الطائي تحولت من الشخصية الحقيقية إلى الأسطورة، لما حدث حقيقة في حياة حاتم، خاصة وأن الرسول صلى الله عليه وسلم أثنى عليه في مقابلته لعدي بن حاتم رضي الله عنه وتابعوا أن القصص التي تحكي كرم حاتم تستحق من الجميع الوقوف أمامها باحترام والتعامل معها كموروث ثقافي وطني، فيما اقترح أحدهم تنظيم مهرجان ثقافي حول حياة حاتم الطائي وقصصه مع ضيوفه والنار التي يشعلها في أعلى جبل لدعوة ضيوفه للطعام وكيف نحر فرسه، حيث أكدوا أن مثل هذا المهرجان لابد أن يقوم على عدة ركائز منها تقديم أوراق ثقافية عن حاتم الطائي، وتقام جميع الفعاليات جوار القصر بعد أن يجهز مستشهداً بتجارب الدول التي استفادت من المواقع الأثرية في إقامة مهرجانات دولية تراثية حول تلك المواقع الهامة.