ساد هدوء حذر امس مدينة العريش كما افادت الاجهزة الامنية المصرية بعد ليلة وقعت خلالها مواجهات بين الشرطة المصرية وناشطين مؤيدين للفلسطينيين يشاركون في قافلة "شريان الحياة" التي تحمل مساعدات الى قطاع غزة، واسفرت عن سقوط اكثر من خمسين جريحا، في حين نددت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ب"اعتداء" الأمن المصري على المشاركين في قافلة التضامن الأوروبية "شريان الحياة 3 " المتوجهة إلى قطاع غزة. وصرح مسؤول في الاجهزة الامنية المصرية أن الطرفين توصلا فجر امس الى اتفاق يقضي بفتح الناشطين المداخل الى مرفأ العريش الذي احتلوه طوال الليل، مقابل سحب مئات الشرطيين المنتشرين في المنطقة. وصباح الاربعاء، كان الناشطون لا يزالون في المرفأ الذي تمكن شرطيون من الدخول اليه. وتم خفض الانتشار الامني الذي كان كثيفا مساء الثلاثاء. واكد المسؤول الامني ان الوضع هادئ. وجرح 55 شخصا بينهم 15 شرطيا بحسب مصدر طبي، واربعون ناشطا بحسب المنظمين، في الصدامات عندما استخدمت الشرطة خراطيم المياه والهراوات والقت الحجارة على المتظاهرين في حين رد الناشطون بالرشق بالحجارة. وكان الناشطون احتجزوا اربعة شرطيين لفترة وجيزة في حين اعتقل سبعة منهم ثم افرج عنهم. وكان الناشطون الذين يبلغ عددهم 520 وبينهم النائب البريطاني جورج غالاوي يتظاهرون احتجاجا على قرار مصر اجبار عدد من شاحناتهم على الانتقال الى قطاع غزة عبر الاراضي الاسرائيلية. وكانت السلطات المصرية سمحت ل 139 شاحنة فقط من اصل 198 محملة بالاغذية والمواد الطبية بالمرور عبر معبر رفح الفاصل بين مصر وقطاع غزة، في حين طلبت من الشاحنات الاخرى ال 59 المرور عبر معبر العوجا الفاصل بين مصر واسرائيل. ويتوقع ان تجري مباحثات جديدة حول هذا الموضوع بعد فشل المحادثات امس بين السلطات المصرية وغالاوي ووفد من البرلمان التركي، من جانبها نددت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" امس ب"اعتداء" الأمن المصري على المشاركين في قافلة التضامن الأوروبية "شريان الحياة 3 " المتوجهة إلى قطاع غزة، وقالت الحركة على لسان المتحدث باسمها فوزي برهوم في تصريح صحفي مكتوب "إن اعتداء الأمن المصري على متضامني القافلة هو اعتداء على سيادة 40 دولة عربية وإسلامية وأوروبية تمثلها القافلة"، واعتبر برهوم "أن الاعتداء يؤكد أن القضية تتعلق بحصار قطاع غزة والمشاركة في حصاره ومنع أي محاولة لكسر هذا الحصار" ، مضيفاً أنه ليس هناك أي نوايا مصرية لرفع هذا الحصار أو حتى إيصال أي مساعدات للسكان المحاصرين، ووصف برهوم "الاعتداء على المتضامنين بأنه عبارة عن تلذذ بعذابات أهالي قطاع غزة كما هو تلذذ بتعذيب من يريد أن يتضامن مع غزة ويعمل على فك الحصار عنها ومحاولة التخفيف من معاناتها". وتأتي هذه التطورات فيما واصلت السلطات المصرية فتح معبر رفح البرى أمس لليوم الرابع على التوالى من اجل عبور العالقين الفلسطينيين والمرضى والطلاب من الاتجاهين وصرح مصدر مسؤول من داخل المعبر أن الأيام الثلاثة الماضية شهدت عبور حوالي 1800 فلسطيني ما بين عالق ومريض وأضاف المصدر أن المعبر سيواصل فتح أبوابه حتى يوم غد. وفي غزة قتل ناشط فلسطيني واصيب ثلاثة اخرون بجروح في غارة جوية اسرائيلية استهدفتهم في منطقة القرارة شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، حسب ما افاد مصدر طبي فلسطيني.