لم تكن الزيارة التي قام بها الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود لمكةالمكرمة والطواف حول الكعبة بعد توليه مقاليد الحكم في هذه البلاد المباركة إلا رسالة واضحة تنم عن فهم عميق لسمو المكان وسمو المسؤولية التي تولاها رعاه الله . أراد خادم الحرمين الشريفين أن يبين استمرار العناية والرعاية والاهتمام والإعمار الذي شهدته وتشهده أم القرى منذ عهد الملك عبدالعزيز فكان الإعلان عن قيام الهيئة العليا لتطوير مكةالمكرمة ثم ما لبث أن اعتمد توسيع نطاق عمل الهيئة لتشمل منطقة مكةالمكرمة وقد اتخذت عددا من القرارات المهمة في سبيل تطوير المنطقة والارتقاء بها لتنفيذ رؤية السياسة العليا نحو عالمية مكةالمكرمة تخطيطا وتطويرا وتحديثا وتسارعت الخطى والقرارات ليتوسع نطاق الهيئة العليا ويشمل مكةالمكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة. ولما كانت الطموحات في حجم تطلعات من نذر نفسه لخدمة الحرمين الشريفين وقضايا الأمة الإسلامية وحرصا على تخطي عقبات الروتين لتحقيق الهدف المرسوم والمخطط له لاستمرار تقدم العاصمة المقدسة والمدينة المنورة جاء الأمر السامي الكريم بإنشاء هيئة مستقلة لتطوير مكةالمكرمة تتولى المهمات التطويرية التي بدأتها الهيئة العليا لتطوير مكةالمكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة لتسريع وتيرة التطوير والمرونة في العمل. جهة مستقلة ان مشاريع التطوير التي تشهدها مكةالمكرمة وتعددها تحتاج إلى جهة مستقلة تتولى إعداد الدراسات والتخطيط والتنفيذ وحلحلة ما يعترض تلك المشروعات من عقبات نظرا لطبوغرافية مكةالمكرمة وخصوصيتها. ان توسعة الحرم الشريف بدءا من الساحات الشمالية والمسعى والمطاف ومشروع وقف الملك عبدالعزيز وطريق الملك عبدالعزيز ومشروع قطار المشاعر المقدسة وقطار الحرمين وتطوير المنطقة المركزية وتصريف السيول بالمشاعر المقدسة ومنشأة الجمرات الحديثة والطرق الدائرية وتطوير الأحياء العشوائية مشروعات عملاقة تغطي المساحة الجغرافية لمكةالمكرمة ولا يكاد يخلو حي من أحيائها. ومن المتوقع أن تقوم الهيئة التي أريد منها تنفيذ الرؤية العليا والخاصة بأم القرى بالعديد من المشروعات المنتظرة وخاصة البنية التحتية كتصريف مياه السيول والأمطار وإيصال الخدمات للمخططات السكنية الحديثة وتأتي على رأسها شبكة المياه والإنارة والصرف الصحي علاوة على مواكبة الجديد في التقنية الحديثة من وسائل الاتصال المختلفة. ويتطلع أبناء مكةالمكرمة الذين عهدوا من أميرهم بعد النظر والتخطيط السليم إلى أن تتحول الاستراتيجيات من رؤى ودراسات إلى واقع يعيشونه أمامهم وهو الأمر الذي يسعى الأمير إلى تحقيقه ويؤكد عليه في كل مناسبة. الانسجام مع رؤية الفيصل وكانت رؤية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة مواكبة لرؤية القيادة وأعلن سموه صراحة أنه يتشرف بتنفيذ رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز نحو تطوير المنطقة ومكةالمكرمة على وجه الخصوص.وتعد رئاسة سموه للهيئة داعما قويا لتحقيق أهدافها ومناقشة كل ما يتعلق بالمشاريع التطويرية التي بدأ العمل فيها أو التي لا تزال تحت الدراسة لتتكامل الرؤية بين القطاعات المعنية بتنفيذ تلك المشاريع وتتحد جهود تنفيذ الاستراتيجية التنموية للمنطقة مع دراسات وخطط الهيئة كما أن اشتمال القرار على عضوية وزيري المالية والحج وأمين العاصمة المقدسة يضيف بعدا آخر لمهمة الهيئة التي تتسارع خطاها ومشروعاتها بدءا بالاعتمادات المالية وإعداد الدراسات التطويرية المتعلقة بمكةالمكرمة والمشاعر المقدسة التي يؤمها الحجاج في كل عام.