اعلنت السفارة الامريكية في صنعاء انها فتحت ابوابها مجددا أمس بعد ان اغلقت يومين بسبب تهديدات تنظيم القاعدة، وذلك غداة عملية امنية نفذتها القوات اليمنية في شمال صنعاء. في حين أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية الاثنين ان الوضع غير المستقر في اليمن يشكل تهديدا للأمن الإقليمي والعالمي، كما قال مسؤولون في الإدارة الأمريكية إن الرئيس الأمريكي باراك اوباما يعتزم الكشف عن اصلاحات تهدف لإحباط أي هجمات على غرار محاولة تفجير طائرة ركاب كانت في رحلة من أمستردام الى الولاياتالمتحدة في 25 ديسمبر. وقال بيان نشر على موقع السفارة الأمريكية في صنعاء "ان عمليات مكافحة الارهاب التي نفذتها القوات الحكومية اليمنية في الرابع من يناير في شمال العاصمة (...) ساهمت في القرار الذي اتخذته السفارة بمعاودة نشاطها"، الا ان البيان اشار الى ان "مخاطر تنفيذ هجمات ارهابية ضد المصالح الامريكية تبقى مرتفعة والسفارة تحض مواطنيها في اليمن على توخي الحذر واتخاذ تدابير امنية". وكانت السفارة الامريكية اغلقت يومي الاحد والاثنين بسبب تهديدات تنظيم القاعدة. وكان موقع وزارة الدفاع اليمنية افاد نقلا عن مصدر امني ان "وحدة مكافحة الارهاب اشتبكت الاثنين مع احد العناصر الارهابية الخطرة من تنظيم القاعدة المدعو محمد احمد الحنق في منطقة ارحب بمحافظة صنعاء"، واضاف المصدر ان الاشتباك ادى الى "مقتل اثنين من مرافقيه يعتقد انهما من تنظيم القاعدة، فيما اصيب اثنان آخران من مرافقيه والقي القبض عليهما"، فيما فر الحنق وتستمر عمليات البحث عنه. الى ذلك، افاد متحدث باسم الخارجية البريطانية في لندن ان سفارة بريطانيا تبقى مغلقة امام العامة، الا ان موظفيها عادوا للعمل، وذكر المتحدث ان "الوضع تغير بين الامس واليوم". من جهتها، اعلنت وزارة الداخلية اليمنية في بيان نشر على موقع وزارة الدفاع انها "شددت من اجراءاتها الامنية وحمايتها للسفارات الاجنبية واماكن تواجد الاجانب واقامتهم"، وقالت الوزارة في محاولة لطمأنة البعثات الدبلوماسية الاجنبية ان "الحمايات الامنية للسفارات جرى اعدادها وتدريبها على نحو ممتاز وعلى مستوى عال من المهنية وهي قادرة على القيام بأعمال الحماية على اكمل وجه". وذكرت الوزارة بأن عمليات مكافحة الارهاب مستمرة "على مدار الساعة"، مشيرة الى انه "تم خلال اليومين الماضيين وحتى الثلاثاء ضبط خمسة من العناصر الارهابية في كل من محافظات صنعاء والحديدة (غرب) وامانة العاصمة" اضافة الى الاثنين اللذين قتلا في ارحب. من جهتها صرحت وزيرة الخارجية الأمريكية الاثنين ان الوضع غير المستقر في اليمن يشكل تهديدا للأمن الإقليمي والعالمي، وقالت كلينتون ان الجهود الدولية لدعم الحكومة اليمنية في التصدي للإرهاب يجب تعزيزها لمنع تنظيم القاعدة من استخدام البلاد " كقاعدة لشن هجمات إرهابية تبعد كثيرا عن المنطقة"، وأضافت بعد اجتماع مع رئيس وزراء قطر حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني " عدم الاستقرار في اليمن يشكل تهديدا للاستقرار الإقليمي وحتى الاستقرار العالمي ". وينتاب المسؤولون الأمريكيون القلق منذ فترة طويلة إزاء الوجود المتزايد لتنظيم القاعدة في المناطق النائية في اليمن وزادت مخاوفهم على خلفية المؤامرة الفاشلة يوم عيد الميلاد والتي كانت تستهدف طائرة ركاب أمريكية والتي قام بها المواطن النيجيري فاروق عمر عبد المطلب الذي ابلغ السلطات انه تلقى تدريبا في معسكرات تنظيم القاعدة في اليمن وتسلم من التنظيم المواد المتفجرة التي لم تنفجر على متن الطائرة التي كانت متجهة من أمستردام إلى ديترويت، وتردد ان والد عبد المطلب قد حذر مسؤولين أمريكيين في السفارة في نيجيريا بانه يخشى ان نجله قد يتورط في القيام بأنشطة إرهابية. وأكدت كلينتون ان وزارة الخارجية الأمريكية التزمت بمسؤولياتها في التعاون بين الهيئات الحكومية بشأن التعامل مع المعلومات عن إرهابيين محتملين او شن هجمات إرهابية ولكنها تعيد النظر في الإجراءات . وأردفت " إننا لسنا راضين" وقالت كلينتون إن الضغط يجب أن يتواصل على الحكومة اليمنية لكى تظهر ان المساعدات الدولية تحقق تقدما في استقرار البلاد، وتابعت " حان الوقت لكي يوضح المجتمع الدولي لليمن ان هناك توقعات وشروط بشأن دعمنا المستمر للحكومة". وفي واشنطن يكشف الرئيس الأمريكي باراك اوباما عن اصلاحات تهدف لإحباط أي هجمات على غرار محاولة تفجير الطائرة. وقال مسؤول في الإدارة الأمريكية إن أوباما سيعرض سلسلة مبدئية من التغييرات منها تحسين "قوائم المراقبة" للمشتبه بهم في قضايا الإرهاب وذلك بعد أن يعقد اجتماعا مع رؤساء اجهزة المخابرات وغيرهم من كبار مستشاري الامن. ويواجه أوباما في أول يوم عمل كامل له بعد عطلة أمضاها في هاواي تحديا يتمثل في التركيز على مسألة الأمن القومي التي صعدت فجأة إلى رأس قائمة أعماله دون أن يتحول اهتمامه عن قضايا عامة ملحة أخرى مثل خفض معدل البطالة. ولن تكون هذه بالمهمة السهلة.. وكانت لدى وزارة الخارجية وأجهزة المخابرات الأمريكية معلومات عن النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب لكنها لم تربط الخطوط على نحو يجعلها تضع اسمه على قائمة المشتبه بهم الذين يضاء الضوء الأحمر لدى سفرهم، وأقر مسؤولو البيت الأبيض بأن محاولة التفجير الفاشلة كشفت عن أخطاء ينبغي إصلاحها لكنهم هونوا من ضرورة إجراء تعديل شامل لنظام الأمن الأمريكي. لكن أوباما الذي عاد الإثنين من عطلة امتدت 11 يوما في هاواي مسقط رأسه واجه انتقادا حادا من الجمهوريين الذين يتهمون إدارته بالضعف في مواجهة الإرهاب والعجز عن إصلاح الثغرات القائمة في وكالات المخابرات منذ هجمات 11 سبتمبر عام 2001 ، ويأمل الجمهوريون في كسب نقاط تمكنهم من إنهاء سيطرة الديمقراطيين على الكونجرس بعد انتخابات نوفمبر المقبل.