بتوقيع صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله أمير منطقة نجران على تمويل كرسي بجامعة نجران يحمل اسم سموه “كرسي مشعل بن عبدالله في مجال الأمراض المستوطنة في المنطقة” الأسبوع الماضي، يتطلع “النجرانيون” إلى طيّ صفحة الأمراض المستوطنة في المنطقة، وإنتهاء حقبة زمنية عاشها المواطن هناك في صراع مع هذه الأمراض. “المدينة” كانت حاضرة لهذه اللحظة التاريخية، لحظة توقيع العقد بين الجامعة وسموه، ورأت علامات الفرح وقد ارتسمت على وجه مشعل بن عبدالله، وكلمات سموه تتزاحم وهو يعبر عن ما يريد قوله مؤكداً رغبته الصادقة في استفادة المنطقة من هذا التمويل، كان الموقف والحدث بمثابة فجر جديد لهذه المنطقة، وإنجاز يضاف إلى عطاءات سموه للمنطقة ومواطنيها، فكل مواطن في منطقة نجران سوف يتربع على “كرسي مشعل بن عبدالله”، وبالطبع لا نعني ذلك الكرسي الذي ضم سموه الكريم منذ قدومه لإمارة المنطقة بتاريخ 29/3/1430ه وأنجز من عليه آلاف المعاملات ووقع عشرات المشاريع لخدمة أبناء هذا الجزء الغالي من بلادنا، بل هو هذا الكرسي العلمي الذي موّله سموه ووقع عقده يوم الأحد قبل الماضي، ولا شك أن كل باحث يجلس على هذا الكرسي إنما يمثل المواطن في صحته التي حرص سموه أن يدفع بها نحو الأمام من خلال أبحاث علمية حول كل ما يتعلق بالأمراض المستوطنة في المنطقة. لقد أدرك مشعل بن عبدالله أن صحة المواطن ذات أهمية بالغة بل هي الهدف الأسمى ضمن احتياجاته اليومية، ومن هذا المنطلق بادر إلى تمويل هذا الكرسي في جامعة نجران ليقدمه وما تنتهي إليه أبحاثه العلمية هدية لأبناء المنطقة، ولا غرابة في ذلك فهو امتداد لعطاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله الذي أمر بإنشاء جامعات في كل مناطق المملكة ليقينه التام بأهمية ذلك في حياة المواطن. ومنذ اللحظة التي تم فيها الإعلان عن هذا الكرسي والجميع مستبشرون به، وحق لهم أن يستبشروا وأن يفرحوا، فلطالما عانوا من الأمراض المستوطنة ومنها الأمراض الفيروسية وأكثرها خطورة في المنطقة الفيروس الكبدي (ب)، كما تشكل الأمراض البكتيرية في منطقة نجران بحسب المختصين والباحثين هاجسا كبيرا سيما تلك الموجودة في الإنسان والحيوان ومن أبرزها الحمى المالطية. كما تعاني المنطقة بحسب المختصين الصحيين والباحثين من الأمراض الطفيلية ومن أشدها فتكاً الملاريا والبلهارسيا. وكل هذه الأمراض وجدت في منطقة نجران بيئة خصبة لتكاثر نواقل المرض “الناموس”. وبإذن الله سوف يضع “كرسي مشعل بن عبدالله” حداً لهذه الأمراض المستوطنة في المنطقة، وسيوفر مكاناً آمنًا للعقول البحثية وكرسيا مريحا من اجل مواطن نجران وصحته، أما الناموس والقواقع وغيرها من نواقل ومسببات الأمراض، فسوف ترحل إلى غير رجعة. وقد آن لكل مواطن في نجران أن يغمض عينيه وينام ملء جفونه بعد أن قيّض الله له هذا الأمير الإنسان ليريحه من عناء هذه الأمراض وغيرها، ويحق له في الوقت نفسه أن يفخر ببزوغ فجر جديد في عالم البحث العلمي بجامعة نجران أشاع نوره مشعل بن عبدالله، ليضيء كل أرجاء المنطقة ويرسل شعاعه صحة وعافية لجميع أبناء نجران. ويبقى دور جامعة نجران في استغلال هذا الكرسي في تطوير أبحاثها والعمل لكل ما يخدم المنطقة ومواطنيها.