على اختلاف شخصياتنا ككتاب ، لابد أن داخل كل منا رغبة ظاهرة أو خفية أن تتميز كتاباته عن الآخر – ليكون كاتباً متميزاً-، مستعرضاً ببعض أفكاره , لاحتواء بعض القراء ككقراء خاصين له – ويمعن في التفاؤل- ، حين يضمر رغبة أنهم ربما يقتنون الصحيفة لأجله. لكن هذا لا يمنع أن ثمة راوبط إنسانية تجمعنا ، تستنفر أقلامنا - عند الحاجة - ، فنشن حملة للكتابة في موضوع بعينه ، متحدين في سياق الإنسانية البحتة ، متناسين في لحظة أنانية التميز وما وراءها ، وما أكثرها الأمثلة ، آخرها الشهيد الشجاع ( فرمان خان )، الذي ضحى بحياته لإنقاذ بعض محتجزي السيول في حادثة جدة . لن أكرر عليكم سرد قصته ، فالكل بات يعرفها من هول تكرارها ، وتكريمه معنويا ( رحمه الله ) في أذهان الكثير لشجاعته التي - أقل ما يقال عنها -، أنها منقطعة النظير ، وليس بكثير عليه حملات المطالبة بتكريمه التي تبنتها كثير من الأقلام ومواقع الشبكة العنكبوتية ، وكل ما ارجوه أن نعيد التفكير في نظرة بعضنا المستهجنة لغير السعوديين. عند الخطوب تظهر معادن الشعوب ، وقد أظهر أهالي جدة رجالا ونساء وأطفالاً بسالة – لا مثيل لها -، فهل كنا ننتظر مثل هذه الكوارث لنظهر خيرات أنفسنا ؟؟ أم أننا متواصلون بالخير ، لكن لم تتضح نواياه غير في مثل هذه الخطوب . وما الذي يمكن أن نقوله لأخيار النفوس ؟؟ أيفيهم حقهم الشكر الذي رصدته الصحف والذي تسطره أقلامنا ؟؟ أو التكريم في محافل التكريمات ؟؟ لا يكفي ، ما يكفي أن تسجل مبادراتهم في موازين أعمالهم ، جعلها الله تعالى لهم كذلك ، وصدق المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام ، إذ يقول: ( الخير في أمتي إلى قيام الساعة ) . بادي الأحمدي ،، مأذون شرعي،، المدينةالمنورة . لأن الكارثة أكبر من توقعات الجميع ،، حتما الاهتمام سيكون كذلك ، خاصة وأن خادم الحرمين – وفقه الله– بادر بإصدار توجيهاته الكريمة ، وظني بالمسئولين في المدينة أعلنوا استنفارهم تفادياً لتكرار حادثة جدة.