في الليل الهادئ، حيث ينشر القمر ظلاله النورانية، ويسكب على أديم الأرض والسماء ماء إلهامه، يستعد كل محب للقاء حبيبه، حيث تروق النفوس، وتخرج الكلمات كقطرات ندية تتأرجح على صفحة من الورود عند استيقاظ الشمس. هذا هو القمر.. وهذا هو الحبيب..وفجأة يذهب نور القمر، فيفترق كل حبيب ما عدا المحب الذي يحب مالك القمر، ينصرف العاشقون، لأن ملهمهم لن يسرد عليهم حكايات الجمال، ولا معاني الشوق، لن يروا فيه إلا معاني القلق، والنهاية الأليمة، إلا من كان حبيبه مالك ذلك القمر. ياقمر..أين نورك الوضاء، وسرك المكنون، وحياتك الحية، لم تحتجب؟ انتظرني قليلا، دعني أحدثك عن زفراتي وآهاتي، عن آلامي وآمالي، دع نورك يتسرب في أعماق قلبي، ليستل ركام الهموم، لاتغب أرجوك، إنك تلهم المحب صورة حبيبه، وتدل عليه حتى لا تبقى جهة إلا هو فيها. وخسف القمر، وزال ضوؤه، وغاب عني ملهمي، وسلوتي ورجائي، هذا الكائن الحبيب، ما باله انخسف؟ لقد احتجب عني فلست أراه إلا...لا لا استغفر الله لايمكن هذا، إذن قد يكون ... لا لا ...، وتحت ظلال حيرتي، إذ بصوت من أعماق تاريخي ينادي: ولكنهما آيتان يخوف الله بهما عباده، فهدأت نفسي، وهدأ ليلي، واصطففت مع المصلين نصلي.