أهلا بك أيها الباسق من هذه الدوحة العظيمة الثابتة هذه الشجرة المباركة، التي أصلها ثابت وفرعها في السماء أهلاً بك أميراً، من أسرة صالحة مصلحة أراد الله لها أن تقود الأمة وتحمي الملة، وتنشر العدالة وتعلي الكلمة، وتحكم بشرع الله وتحكم كتاب الله وتخدم بيت الله. أهلاً بك في يوم مبارك، من شهر مبارك، في وطن مبارك. أهلا يك يا سلطان الخير، في وطن الخير. لقد فرح الجميع بعودتك – حفظك الله – سالماً معافى فالحمد والشكر لله. ودمعت عيونهم فرحاً وسروراً يدفعهم الحب ويحدوهم الصدق بوجوب المحبة بين المواطن وولاة الأمر، بين من كلفه الله بالقيادة والرعاية ومن كلفه بالولاء والطاعة. ألفتك القلوب فأحبتك فهذه المحبة لم تأت من فراغ، بل جاءت مما قدمت لهم من أعمالك الخيرية. طبعك الوفاء والعطاء، فكم من محتاجين قضيت حوائجهم وفرجت كربهم فارتفعت أكفهم لك بالدعاء. هو البحر من أي النواحي أتيته فلجته المعروف والجود ساحله عدت لنا يا سلطان الخير فأشرقت علينا كشمس طال انتظارنا لإشراقها، فأهلا بك في مآقينا وفي قلوبنا. فأهلا أمير الخير من نسل مقرن ويا من له الأفعال والطالع السمح تعود فعل الخير جذلان مخلصاً فإصباحه منح وإمساؤه صُلح أأمدحُ سلطاناً ومن ذا كمثله فكل حديث الناس في شخصه مدح فما أعظمك وما أنبلك وما أكرمك، تعطف على اليتيم، وتعطي الفقير، وتعالج المريض، من نعم الله عليك أنه سبحانه أجرى على يديك الخير، ووضع لك في النفوس القبول، وأكسبك حب خلقه. روى الطبراني عن عمر رضي الله عنه، أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، أي الناس أحب إلى الله؟ وأي الأعمال أحب إلى الله.؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله تعالى سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه ديناً، أو تطرد عنه جوعا، ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلى من أن أعتكف في هذا المسجد – يعني مسجد المدينة – شهراً، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظة ولو شاء أن يمضيه أمضاه، ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة، ومن مشى في حاجته حتى يتهيأ له ثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام) رواه الطبراني في الكبير والحديث في صحيح الجامع. اسأل الله أن يبعد عنك كل سوء.. وأن يجمع لك بين الأجر والعافية، وأن يجعل ما تفعله وما تقدمه في ميزان حسناتك. صابر عبدالله المحمدي - جدة