هناك الكثير مِن الجوانب الإيجابيّة؛ التي يقوم بها «القطاع الخاص» لخدمة الثَّقافة، ولكن مثل هذه الجهود؛ تحتاج إلى الحدِّ الأعلى مِن التَّشاور والنّقاش، وإبداء الملاحظات، حتى تأخذ طريقها نحو الهدف، الذي رسمه له أصحابها! خُذ مثلاً.. إثنينيّة الشيخ «عبدالمقصود خوجة»، هذه الإثنينيّة عَبر أكثر مِن ربع قرن؛ وهي «تؤتِ ثقافة»، ولكنَّها مثل لحية «برنارد شو»، «كثافة في الإنتاج، وسوء في التّوزيع»! ومِن الجدير بالذّكر؛ أنَّ علاقة جادّة تربطني بصاحب الإثنينيّة -الشيخ «عبدالمقصود خوجة»-، وقبل سنوات، طَلب منّي أن أقترح عليه أسماء لتكريمها، فاقترحتُ أسماء مثل الأساتذة: «إبراهيم البليهي، وتركي الحمد، وعبدالرحمن الراشد ومحمد العلي»، وقد كرم الجميع ما عدا الأستاذ «الراشد»! ولكن ما الدَّاعي لهذه المقدّمة..؟! لقد أكرمني الصَّديق الصَّدوق -الأستاذ «أبوأدهم» أحمد المغربي- باتّصال وهو مع «الشّيخ»، وإذا «بالشّيخ» مع «أحمد المغربي» يتحفني بالكلام، مُثنياً على كتابات العبد الفقير إلى الله؛ بما أخجل مِن ذكره، ولكنَّه في النّهاية حمّلني الأمانة؛ بأن أتواصل معه بكُلِّ ما لدي مِن أفكار ومقترحات.. الخ، وألحَّ في طلبه إلحاحاً جعلني أكتب وأقترح، لأنَّ مثل هذا الأمر يجب أن يُعلن، طالما أنَّه في خدمة الثَّقافة! حسناً يا سيدي الأديب «عبدالمقصود».. بالنسبة للرّجال؛ فإنَّني أتمنَّى عليك أن تُكرِّم -بشكل عاجل- كُلًّا مِن: الكاتب السَّاخن «داود الشريان»، والإعلامي العصامي «حسن معوّض».. لأنَّ تكريمهما تأخَّر كثيراً! أمَّا عن الإثنينيّة، فإنَّني أتمنَّى أن تُضَخ فيها الدِّماء الشَّابة.. خاصَّة وأنَّها أثبتت وبرهنت على عطائهم العلمي، وأنَّها تفوق جيل الروَّاد بكثير! ونظراً لأنَّ مَن أرغب أن تُكرّمهم الإثنينيّة مِن جيل الشّباب، فإنَّ الفكرة مِن الأفضل أن تُعدَّل مِن تكريم «رَجُل» إلى تكريم «كِتاب»، ولكَ –يا سيّدي- في ذلك سوابق، مثل تكريمكم لكُتب مثل: «أبوهريرة الصحابي الجليل» - للدكتور «محمد عبده يماني»، و»باب السلامة» - للشيخ «عبدالوهاب أبوسليمان»، وكتاب «بعض الليالي بعض الأيام» - ل»عبدالله منّاع»، وكتاب «أمريكا وأحداث 11 مِن سبتمبر» - للدكتور «محمود محمد سفر»، وكتاب «صناجة العرب محمد الجواهري» – ل»زاهد زهدي»! ولكن يا أستاذنا الكبير، وصاحب الإثنينيّة القدير، ألا تُلاحظ أنَّ في جيل الشَّباب مَن يفوق بعطائه جيل الكبار، وقد يوجد الحلم في الشّبانِ والشّيبِ.. كما أنَّه قد يوجد في السَّاقية؛ ما لم يوجد في المحيط.. لذا أقترح على سعادتكم إدراج هذه الكُتب ضمن برامج الإثنينيّة، لتكون –كما هي عادتها - رائدة وعادلة بين الكهول والشّباب! وأوَّل هذه الكُتب التي يجب تكريمها، كِتاب «ذاكرة الرّواق وحلم المطبعة» – للباحث «حسين بافقيه»، وكِتاب «فِتنَة القَول بتَعليم البَنات» - للباحث الدكتور «عبدالله الوشمي»، وكِتاب «عبدالله الطريقي» – ل»محمد السيف»، وكِتاب «حركة النَّقد في الصَّحافة» - للباحث «فهد الشريف»، وكِتاب «السّعوديّة سِيرة دَولة ومُجتمع» - للباحث «عبدالعزيز الخضر»، وأخيراً كِتَاب «الحَداثة في المُجتمع السّعودي» – ل»علي الشدوي»! حسناً.. ماذا بقي..؟! بقي القول إنَّني أراهن على مِثل هذه الكُتب، وستُثير جدلاً طويلاً، مِن هنا أتمنَّى أن تكون الإثنينيّة –كعادتها - رائدة في الاحتفاء بالأشياء الجميلة، والعطاءات المميّزة!.. والله من وراء القصد،،،