أشتكى عدد من متضرري كارثة سيول جدة من تأخر صرف التعويضات " المستحقة " وقالوا : إن تأخير التعويضات يعيد لهم ذكريات " الفاجعة " ويوقفهم في منتصف الطريق بين الألم الذي مضى والأ مل الآتي مطالبين الجهات المعنية بالإسراع في صرف التعويضات وألمح المتحدثون إلى معاناتهم مع اللجان التي تأتي لتقف على الوضع وتذهب ثم تأتي لجان أخرى بلا فائدة ملموسة وقالوا : إن مسألة التعويضات تقف عائقا يحول بينهم وبين ممارسة حياتهم الطبيعية في ظل انشغالهم مع اللجان وعدم تمكنهم من توفير المال الذي يمكنهم من إعادة ما أتلفه السيل ولم ينكر المتضررون أن هناك لجانا تعمل في الميدان وتقوم بزيارات ميدانية لتقدير الأضرار ولكن يؤخذ عليها " طول البال " حيث لم تنجز عددا كبيرا من حصر الأضرار وتقديرها رغم طول المدة . إنجاز المهام هادي محمد يقول : شاهدنا اللجان يوماً بعد الآخر وتوقعنا أن تنجز هذه اللجان أعمالها مبكراً ولكن مضى أكثر من شهر ونحن لا نعلم ما نحن عليه ، فهل نعود إلى منازلنا التي لم يبق فيها السيل ولم يذر ونعود لحياتنا الطبيعية أم ننتظر اللجان أن تنجز أعمالها والتي قد تتأخر فيها كثيراً في ظل العمل الحالي الذي نشاهده .وشاركه سعد القحطاني قائلا لدي خمسون رأسا من الغنم وأربعون ألف ريال أخذها السيل معه وأنا رجل كبير في السن ولا أعرف المراجعات ولا أطيق صبراً عليها وعلي انتظار اللجان ومعاملاتهم الطويلة ولذلك قررت ترك ما ذهب مني لوجه الله تعالى وأرجو منه العوض وقال" الحلال راح والفلوس راحت وعمري ستين سنة والباقي عند الله " وأضاف القحطاني : نحن نعتب على اللجان التي تعمل في الميدان فالمفترض أن إمكانياتنا كدولة ليست أقل من أن تتعامل مع هذه الأزمة بشكل مشرّف . تذهب وتجيء علي الحربي قال : هناك لجان تأتي وأخرى تذهب وتأتي بعدها لجان وهكذا يمضي الحال ونحن ننتظر اللجنة ونودع لجنة أخرى بدون أن يكون هناك أمر واضح حول آلية التعويضات أو حجم تقديرها ، وأضاف : تعطلت حياتنا وتوقفت على أعمال هذه اللجان فالسيل قد أتى على جلّ ما نملك واللجان بقيت صامتة ولا نعلم هل نكمل حياتنا أما ننتظر اللجان أن تنهي أعمالها بعد وقت يعلمه الله ، وأضاف بالتأكيد هنا يزداد الأمر سوء فرغم ما أصابنا من ضرر إلا أن الحال بقي على ما هو عليه إلا من بعض كراتين الغذاء التي وصلتنا فلن نستطيع أن نخرج من محيط هذه الفاجعة والحال على ما هو عليه الآن . خلط فى المهام توفيق الحربي قال : للأسف وقعت هذه اللجان تحت وطأة الروتين كما انها تتميز " بطول البال " حيث أن الأرقام التي نسمع أن اللجنة أنجزتها حتى الآن غير مقبولة أبداً بعد مضي أكثر من الشهر على الكارثة وهجر الناس منازلهم وبقائها أطلالاً يفطر القلب منظرها ، وأضاف توفيق : لماذا تتكرر اللجان ويتداخل عملها من الأساس ولماذا تأتي لجان للحصر وأخرى لتقدير الأضرار وثالثة لا أعلم ماهي مهمتها ، ومضى متسائلاً :لو كان هناك تخطيط للتعامل مع الأزمة من بدايتها لما وصلنا إلى هذا الوقت والذي لا نعلم إلى متى سيمتد .