نحن دائماً ما نشكو الزحام المتواصل في شوارع المدن بشكل لا يكاد ينقطع حتى أنك ترى السيارات تسير في أوقات متأخرة من الليل وكأن الوقت لا زال مبكراً فلماذا هذه الظاهرة الغريبة وما أسرارها؟ إنه أسلوب حياة وطريقة. يعني مذهب عام اتخذه المجتمع السعودي بشكل خصوصي وبعض دول الخليج بشكل عام. لنفصل ونشرح القصد: لنلاحظ متى تفتح المحلات التجارية؟ الساعة العاشرة في أغلبها حتى الأسواق الكبيرة. ومتى يبدأ الدوام الحكومي ومتى يبدأ الدوام الخاص ومتى تبدأ المدارس؟ ومتى يبدأ الانصراف ظهراً وعصراً ومتى يفتح السوق مرة أخرى ومتى يبدأ دوام بعض القطاع الخاص الثاني وفي أي ساعة تغلق الأسواق والمطاعم، هذه الأسئلة تحتاج الى النظر فيها بتمعن وبعمق وتحتاج إلى التفكير في وضع جدول زمني لكل ما ذكر سابقاً وذلك تفادياً للكثير من المشاكل سواء على مستوى المرور او حتى على مستوى الأمن أو حتى من الناحية الاجتماعية والتربوية لأبنائنا أو حتى للأزواج والزوجات أنفسهم كطريقة حياة. فتوزيع الوقت وهو عنوان هذه المقالة الدور الأكبر لانهاء هذه الحالة العامة وذلك بالتنسيق بين الجهات المعنية على مستوى الوزارات لإعادة جدولة الوقت بما يتناسب ووضع كل جهة فمثلا إبقاء المدارس على مواعيدها نظراً لارتباط الطلاب بمناهج دراسية محددة. تأجيل الدوام الحكومي نصف ساعة مثلا إلى الثامنة ، تأجيل دوام الشركات إلى التاسعة خروج دوام المدارس كما هو تأجيل خروج الدوام الحكومي إلى الثالثة وتوحيد دوام الشركات الخاصة لينتهي مثلا في السادسة أوالخامسة ليكون دواماً وحداً. أن تفتح الأسواق في الرابعة والنصف بدلاً من الخامسة مساء على أن تنتهي وتغلق جميع الأسواق بحدى أقصى التاسعة مساء والمطاعم ينتهي دوامها بحد أقصى في الحادية عشرة مساء بحد أقصى. أعلم تماماً أن الكثيرين يقولون وما علاقة الأسواق والمطاعم بالموضوع العلاقة هنا هو كما ذكرت المحافظة على النظام أولاً ثم الحرص على الأبناء والوضع الاجتماعي بشكل كامل من خلال عودة الجميع إلى بيوتهم في موعد أقصاده التاسعة مساء بحيث تجتمع الأسرة وينام الأبناء مبكراً ويعود الأزواج إلى بيوتهم بحد أقصى الحادية عشرة لمن أراد العشاء خارجاً. هذه الحالة موجودة في الغرب منذ فترة طويلة وكنا نستغرب لماذا ينتهي كل شيء في الشوارع بحد أقصى الساعة الثامنة مساء ما عدا المطاعم حتى الصيدليات تغلق مبكراً والآن فهمنا أن الموضوع متعلق بالناحية الاجتماعية بشكل كبير وبتنظيم طريقة الحياة لشعوب كاملة. أرجو أن أفيد واستفيد. والله المستعان،،،