كم هو مؤلم للمرء أن يجد مَن لا يفهمه جيدًا في لفظه وكلامه، أو دعابته ومزاحه، ويشتد الألم عند تأويل الكلام وحمله على غير مقصده من أحد الأصدقاء. فالمفترض في الصديق الصدوق، والمخلص، والمحب لصديقه أن يصدقه القول، وأن يكون صريحًا معه وعندما يحس بشيء قد أقلقه، أو ضايقه من كلام صديقه يفهمه بأنه قد تضايق وأصيب بالحرج، أو يطلب منه أن يشرح له مقصده في ذلك. أقول هذا بعد أن صُدمتُ أنا شخصيًّا بأحد الأصدقاء يعتب عليّ مؤخرًا من كلمة قلتها مازحًا قبل سنوات تقريبًا، ولم يكن لي فيها أي قصد للإساءة، ولكنه هو كان ظنه سيئًا في مقصدي، وقام بتأويلها وتفسيرها تفسيرًا آخر.. وكنت الحظ الفتور في تعامله، واستغربت ذلك ولم أجد أي سبب يستدعي ذلك. وعند المصارحة اكتشفت أنه كان يعتقد بأني كنت أقصد الإساءة إليه حينها.. أخبرته -والله يعلم يصدق قولي- أني قصدت الدعابة والمزاح مع صديق كنت أظن أنه سوف يقبلها من صديق يعزه ويقدره، وقد عتبت عليه كثيرًا لعدم اخباري في حينها بدلا من أن يحمل في نفسه شيئًا من أجل كلمة مزاح، وقد صدق من قال اكثر من معارفك وأقلل من أصدقائك، فالصديق الصدوق الوفي عملة نادرة في هذا الزمن الصعب. عبدالعزيز صالح الدباسي - جدة