العمري نال الذهبية، والمرزوق الفضية، والميمون البرونزية.. شكّل الفن التشكيلي السعودي حضورًا بارزًا في المعرض الدوري التاسع للفنون التشكيلية والخط العربي الذي أقيم في المنامة بمملكة البحرين، بحصول الفنان عبدالناصر غارم العمري على السعفة الذهبية، فيما فاز الفنان علي مرزوق السعفة الفضية والخطاط ناصر الميمون على السعفة البرونزية. وقد أبدى الفنانون الفائزون سعادتم بهذا التفوق السعودي والفوز، فصاحب السعفة الذهبية الفنان عبدالناصر العمري يقول: حصولي علي جائزة السعفة الذهبية دليل واضح على علو وتطور الساحة التشكيلية السعودية، وأنا نتاج لهذه الساحة وممثل لها، فهذا التكريم ليس لي شخصيًّا؛ وإنما لفناني المملكة العربية السعودية جميعًا، والجائزة تضاف لمنجزات هذا البلد المعطاء، فأنا أعتبر نفسي امتدادًا طبيعيًّا للفنانين السعوديين الذين سبق وأن حصلوا على هذه الجائزة. ويضيف العمري: يتمتع الفن التشكيلي السعودي بحضور مشرف ومتألق على المستوى الخليجي عبر كثير من الجهود التي تقوم بها وزارة الثقافة والإعلام حيال فنانيها مع ما يقدمه مجلس التعاون ممثلاً في ما يسعى إليه وزراء الثقافة لتحقيق التلاحم والتعاون بين أبناء المنطقة، وقد نتج عن هذا التوجه تحقيق الكثير من المكاسب الثقافية ومنها على سبيل المثال إقامة المعرض الدوري لفناني دول المجلس، وخصص له جائزة تحمل اسم (السعفة الذهبية) وبما أتيح للفن التشكيلي والخط العربي من مساحة مشرفة فكان من نتائج هذا التلاقي والتمازج في العطاء الإبداعي تقارب في تحديد هوية وخصوصية المنطقة التي تشترك في مناخ اجتماعي واحد مؤطر بقيم وتقاليد ثابتة قوامها التراث والتاريخ الأصيل، من هذا المنطلق وسعيًا في المعرفة والتعريف بأبعاد الفن التشكيلي في هذه البقعة الرائعة من بقاع الأرض وتوثيقًا للجهود التي تبذلها كل دولة من دول مجلس التعاون من دعم للفن التشكيلي وللفنانين، ولله الحمد في هذه المناسبة كان حضور الفنانين السعوديين بشكل واضح ومتألق في مجال الفن التشكيلي والخط العربي. كذلك أبدى الفنان على المرزوق بالغ سعادته بحصوله على السعفة الفضية عن لوحاته التشكيلية التي يرمز فيها لقضايا السلام بعيدًا عن التطرف والإرهاب في العالم من خلال اشتغاله التركيبي باتجاه البحث عن سؤال السلام والفضاء المفتوح للحوار حيث قال معتبرًا عن فرحته: إن الفن رسالة سامية من شأنها معالجة كافة القضايا المجتمعية. والمشاركة في مثل هذه التظاهرة التشكيلية الخليجية تخلق مساحة كبيرة لتبادل الأفكار والرؤى، وطرح تجارب موضع النقاش وموضع العرض أمام تجارب خليجية هي المفترض أن تكون الأهم والأميز، كما أنها فرصة للتعرف على التقنيات الحديثة المستخدمة في الخليج في الفنون التشكيلي، والتعرف على فنانين من مختلف المدارس الفكرية الفنية، ومن المفترض أن تأتي كل دولة من دول الخليج بخلاصة تجاربها التشكيلية. فيما اعتبر الخطاط ناصر الميمون والفائز بجائزة السعفة البرونزية أن جائزة السعفة الذهبية إحدى أهم الجوائز على مستوى الخليج العربي، وهي مهمة ولها تاريخ طويل ومثل هذه المعارض تفيد الفنان والساحة التشكيلية. نائب مدير إدارة الثقافة بالأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي سعيد سليمان تحدث عن مشاركة السعودية في هذا المعرض بقوله: بعد هذه المسيرة الطويلة في مجال العمل الفني المشترك يضحى من المشروع أن نتأمل فيما كرسته هذه الفعالية من تقاليد وما اختزنته من خبرة وما راكمته من عناصر تطويرية أدت إلى نشوء جيل جديد من المنخرطين في العملية الفنية التشكيلية في دول المجلس وهو لم يكن ليتم لولا الاهتمام والدعم المتواصل من الأجهزة المعنية بالثقافة في دول المجلس. وقد شاركت المملكة العربية السعودية بمجموعة من الأعمال التشكيلية إذ شارك الفنان سامي عبدالله البار بعملين هما «حوار» و «تكوين»، والفنان فهد النعيمة بعمل أسماه «المكتبة»، والفنانة غادة محمد الحسن بعملين هما «رؤى» و»عندما يتحدث الصمت»، وخمسة أعمال تجريدية للفنانين: إبراهيم الخبراني، ومحمد صالح العبلان، وعبد الناصر غارم العمري، أما الفنان علي مرزوق فشارك بعملين تركيبيين هما «مطلوب» و»مأسور»، بينما شارك الفنان علي محمد الحسن بعملين هما «الحايك» و»ريحانه»، إضافة إلى مجموعة من أعمال الخط العربي للخطاطين: عبد العزيز الدحيم، ومحمد الجمعان، وناصر عبد العزيز الميمون الذي حصل على جائزة السعفة البرونزية. ويضيف سليمان: معلوم هذا المعرض يقام ضمن محاور العمل الخليجى المشترك فى مجال الثقافة الذى تنظمه اللجنة الثقافية بالأمانة العامة لمجلس التعاون دول الخليج العربية، والتى تقام بشكل دورى ضمن الأنشطة الثقافية التى تشمل مجالات عديدة مثل الإبداع الأدبي والنقد وثقافة الطفل وغيرها. وتتولى اللجنة الثقافية العامة المكونة من مديري إدارات الثقافة في دول المجلس ومدير إدارة الثقافة في الأمانة العامة ببرمجة هذه النشاطات والإشراف على فعالياتها.