جازان «سلة خبز المملكة» كما أسماها جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز يرحمه الله، لكن هذه السلة ما يزال نصفها مملوءاً بالتراب، ولا أريد هنا استعارة كأس الماء الفارغ نصفه، بل أقول وبكل وضوح: إن لم يجد هذا النصف من التراب من يستثمره، فسيبقى كل ما فوق الترابِ ترابًا. قد يسألني أحدٌ: ألم تسمع بشركةٍ اسمها «جازادكو»؟.. الجواب: نعم، أسمع جعجعة ولا أرى طحينا.. وأعلم أنها قد تجاوزت سن البلوغ وسن الرشد، بل وقاربت أن تصبح عجوزاً مثلي، لكن السؤال: ماذا قدمت حتى الآن؟ من الأفضل أن نتحدث عن جانب آخر، وندع الجانب الزراعي مأسوفاً عليه، نعم مأسوفًا عليه لعلمنا بما تملكه جازان من أراض شاسعة خصبة، إلى جانب واحدٍ من أكبر السدودِ في المملكة، وعندما أذكر هذا السد العملاق، فإن سؤالاً آخرَ ينبت في رأسي دوماً ويموت، هو: ماذا قدم هذا السد العظيم، وقد بلغ هو الآخر نصف قرن من الهدير؟ لنتحدث عن الجانب الصناعي فنسأل: كم رجل أعمال استثمر صناعياً في جازان، وكم مصنعاً أنشئ، وما نوع الصناعات والمنتوجات؟.. علماً بأن جازان تمتلك ثروة متنوعة، تحتاج إلى تركيز المزيد من الدراسة والبحث والتنقيب. سمو أمير المنطقة الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز، طفق ينادي برجال الأعمال حتى بلغ صوته المدى، فلم يجد صدى، ومازال ينادي متفائلا أن يُسمِع صوته أحداً استيقظ للتو، مذللا له وميسراً كل الصعوبات، ولقد ألفنا جميعاً نداءه في مكتبه وفي مجلسه مرات عدة.. بيد أن السبات يخيم على الأموال والرجال، حتى يحين موعد استفاقة سؤالٍ آخر، هو: ما دور الغرفة التجارية الصناعية بجازان؟ لندع دور رجال الأعمال الصناعي، ولنتحدث عن دورهم في الاستثمار الإعلامي والثقافي، الذي عُرف به أبناء المنطقة، حتى لأنني أسميت جازانَ ب (النفط الأدبي) في كثير من المناسبات، فماذا قدم رجال الأعمال في هذا الحقل؟.. ما دورهم في ضخ الدم في شرايين قناة الأثير الجازانية الفضائية التي تشرفت بحضور آخر اجتماع لها تحث فيه رجال العلم والمال لتحويلها إلى شركة، بعد أن أرسى بنيتها مؤسسها الأستاذ الفاضل عبدالرحمن العقيلي؟.. وماذا عن الصحيفة اليومية المنتظرة. دعك من الجانب الثقافي، فأبناء جازان قد غادروها إلى أرض الله الواسعة، فكل التراب وطنهم، ولنتحدث عن الدور الاجتماعي لرجال الأعمال، فنسأل: ماذا قدموا لأبناء المنطقة من شيء يُعتد به كعمل اجتماعي متميز؟!.. أكاد أذكر دور كل واحدٍ باسمه، ولكنني لا أريد إحراج الصحيفة. غير أن ما ذكره مدير عام مكتب العمل بجازان، الأستاذ علي الحربي، حول موقفهم عما نتج عن تبعات الأزمة الحالية التي يطهر فيها الجيش السعودي الباسل الحدود من اعتداءات المتسللين، ليشكر لهم، ففي الذود عن حياض الوطن كلنا جندي واحد.