اتفق مع اغلب ما جاء في مضمون مقال الدكتور عبدالعزيز النهاري والذي حمل عنوان «مشكلة جدة في أهلها» ولكن اختلف معه في عنوان المقال، فأهلها باختلاف طوائفهم ذابت بينهم كل الفوارق الحضارية بالتسامح وتقبل الآخر للتجارة والتوطن حتى أصبح شعارها جدة غير. أما عن (كارثة الأربعاء) التي حملت معها ماسي قاسية، ولكنها في واقع الأمر أشعلت شمعة الأمل التي طال انتظارها نحو مستقبل أبنائنا، وهنا لن أجادل من شبّه بعض أهلها بأنهم مفسدون ومرتشون وغير ملتزمين، فكُتاب جدة دفعهم الحب للدفاع عن عروستهم ولكنهم من جهة أخرى لم ينظروا الى الأثر السلبي على عروستهم وأهلها، وقد أكون احد الذين وقعوا سابقاً في نفس الحب السلبي. بصفة عامة إذا نظرنا لمستقبل منطقة مكةالمكرمة، نجد ان الحكومة اعتمدت في عام 2009م (350) ملياراً لتطوير منطقة مكةالمكرمة تصرف خلال الخمس سنوات القادمة وسوف تنتهي في 2015م، وهذا المبلغ متضمن دوراً كبيراً لشركة جدة للتنمية والتطوير العمراني إضافة الى شركات التطوير العمراني للعشوائيات. وبصفة خاصة سوف ننتظر دوراً من التجار ومدى مساهمتهم في التطوير العقاري، خاصة وان محافظة جدة تحتضن اكبر العوائل التجارية والصناعية، وفي سياق هذا المقال أتذكر موقفين حصلا خلال الأسبوع الماضي، وهما يتعلقان بدور التجار في تنمية مدنهم، (الموقف الاول) : كان أثناء زيارتنا كأعضاء جدد للدورة العشرين لمجلس إدارة غرفة جدة للسلام على أمير منطقة مكةالمكرمة، وأثناء الحديث عن (التنمية) توقف الأمير خالد الفيصل عند موضوع العشوائيات وكيفية معالجة توصيل المياه العذبة والعمل على تصريف مياه الأمطار والصرف الصحي وتوقف عند هذه النقطة وقال لنا : أنا ملتزم أمام الله ثم المليك في تنفيذ المشاريع التنموية مهما كانت الصعوبات او المعوقات، وإذا لم يتفاعل معي «تجار جدة» سوف استقطب مستثمرين من مناطق السعودية المختلفة، وسوف اعمل على جلب شركات عالمية للمقاولات لتسريع وتيرة تنفيذ المشاريع. في هذا الموقف ؟ اجبنا جميعاً وبصوت واحد نحن معك ياطويل العمر، ومع التقدير لكل الحاضرين نحنُ جميعا ليس لدينا استثمار عقاري متميز او مخطط نموذجي في محافظة جدة، ولكن الأمل معقود في رئيسنا الجديد الشيخ صالح كامل بتوحيد تجار جدة لإنشاء تكتلات عقارية وشركات مقاولات عملاقة مثل ما فعل تجار الرياض وتجار مكة مع مدنهم، (الموقف الثاني) كان أثناء اجتماع رؤساء الغرف السعودية وممثليها في مجلس الغرف السعودية السبت الماضي، الجميع بدون استثناء انبهر من مستوى التطوير العقاري الذي حصل فيها، والحديث امتد بان كل مبنى متميز يحمل بصمة احد تجارها، حتى مع هبوط أسعار التأجير استمر تجارها في التنمية وكان لسان حالهم يقول هذه مدينتنا ونحن من يسهم بوضعها في مصاف المدن العالمية. نحنُ في محافظة جدة لدينا أسماء تجارية وصناعية تفوقهم مالاً وتنظيماً ونستطيع تحويل جدة خلال الأربع سنوات القادمة إلى أعظم مدينة عصرية وأفضل ميناء لتصدير المنتجات الصناعية، وهنا أرجو ان يسمح لي تجار جدة بان أقول لهم : لولا دخول ارامكو وصافولا وايوان واعمار لما سمعنا عن مشاريع مميزة في محافظة جدة خلال العشر السنوات الماضية، حيث الموجود حالياً تحمل في اغلبها بصمات المحبين والمدركين لأهمية (جدة غير)، فمنطقة الكورنيش تحمل بصمات تجار مكةالمكرمة، والأسواق التجارية تحمل بصمات تجار الرياض، وبدون أسماء أقول : سامح الله من سعى لتحويل حي الشرفية والرويس الى عشوائية، ومن نفذ مخططات متواضعة بدون تمديدات لمياه عذبة او تصريف للصرف صحي في حي : قويزة وكيلو 14 والمحجر، وكذلك من وهق المحتاجين لسكن مخفض بمخططات على مجرى السيول وقرب بحيرة الصرف الصحي مثل : النخيل والواحة والسامر والمنار والاجواد والمنتزه والشروق والمريخ. على العموم حتى لا يحسب أحد أنني انتقد زملائي التجار وعقرجية جدة، فسوف أكون أول المعترفين باني مقصر معهم في المساهمة بتنمية العقار لعروس البحر. عموماً محافظة جدة تواجه توسعاً كبيراً في السكن العشوائي وبصورة اكبر من قدرة محافظ جدة او أمانتها لمحاربة التجاوزات غير القانونية، وأفضل وسيلة هي الإسراع في تنفيذ مشاريع الدولة وكذلك تدخل غرفة جدة وتجارها بالاستثمار في التطوير العقاري، مثل الذي حصل في قصر خزام والرويس وكذلك وسط البلد. ختاما رسالتنا إلى ولاة الأمر، إن جاز لي التعبير عن أهالي منطقة مكة، بطلب الموافقة على إعطاء صلاحيات مركزية لإمارة منطقة مكةالمكرمة واعتماد ميزانية منفصلة لمحافظة جدة التي تشرف وتتابع أربعة ملايين مواطن ومقيم وحدودها الواسعة تعادل مساحة عدة دول في خليجنا العربي، ولعل هذا التجربة تكون مبادرة للانطلاق بعيداً عن مركزية وزارة المالية.