مجموعة من الشباب الطامحين إلى فعل الخير لم تثنهم ظروفهم الدراسية أو العوائق التي تعترض طريقهم عن الإسهام في مساعدة المتضررين بالأحياء المنكوبة من سيل الأربعاء، يخرجون فور انتهاء وقت الدراسة للتجمع ومن ثم التوجه إلى تلك الأحياء، ويبقون خارج منازلهم حتى ساعات متأخرة من المساء لإيصال المساعدات للمتضررين.“المدينة” رافقت مجموعة من المتطوعين في رحلتهم اليومية أمس وكانت البداية من مستودع شرق الخط السريع الذي وضع لتسهيل إيصال المساعدات للمتضررين، بحيث تأتي الشاحنات بالمساعدات من مركز المؤتمرات والمعارض وتنزل حمولتها فيه ليأتي بعد ذلك الدور على سيارات الشباب الخاصة والتي طوعوها معهم أيضاً في ذلك العمل. وعادة يبدأ العمل باجتماع يبدأ وقت اشتداد الظهيرة للتنسيق وترتيب آلية توزيع المساعدات وتحديد الوجهة، خمسة شباب ودليل من أهل الحي وفتاتان تنطلق بهم ثلاث سيارات دفع رباعي لتجوب الأزقة عبر فرق متوزعة على كافة الأحياء المتضررة، وتبدأ المهمة بالاستعانة بالدوريات الأمنية لمرافقة المتطوعين حتى انتهاء جولتهم. وبعد الوصول للوجهة المعنية ينطلق الدليل برفقة قائد الفرقة لتحديد المنازل الأكثر تضرراً لإيصال المساعدات إليها، وماهي إلا دقائق حتى تبدأ التجمعات حول المتطوعين من أهالي تلك الأحياء، فئة للمشاهدة وأخرى لتدل على محلات المتضررين وثالثة رغبة في الاستفادة من المساعدات. ورغم الجهد المضني الذي يبذله الشباب إلا أن هناك نظرات ناقمة من البعض ترمقهم بصمت في ظل اقتصار توزيع المساعدات على البيوت المتضررة، فيما يظل آخرون يترقبون الحصول على نصيبهم منها حتى ولو لم يطلهم أي ضرر من السيول، ويستمر العمل حتى تقارب الشمس على الغروب فتنتهي المهمة في انتظار يوم آخر يستعيد فيه الشباب نشاطهم للانطلاق في رحلة جديدة. عبدالرحمن الحسين أحد المتطوعين يقول: نعمل ونحن سعيدين جداً لمساعدة الناس حتى إننا قد نتأخر وقد نتغيب عن دراستنا متى ما رأينا أن هناك محتاجاً ينتظر أن تصل إليه المساعدات، ونحن نسعى بكل جد للوصول إلى كافة المتضررين ولكن ضيق الوقت يجعلنا نحاول يوماً بعد الآخر أن نزيد من جهدنا. وأشار إلى أن كل العمل يقوم به شباب سعوديون، من التحميل والترتيب وتنزيل المساعدات واستطلاع أحوال الأسر. وبين خالد إبراهيم أن التوزيع لا يكون عشوائياً خاصة وأنهم مؤتمنون على تلك المساعدات بأن لا تصل إلا للمتضررين فقط، ويضيف: “معنا فتاتان تدخلان المنازل وتحددان حجم الضرر واحتياجات الأسرة لنقوم نحن بإيصال المساعدات المتوفرة خاصة السلال الغذائية وسلال لوازم الأطفال ولوازم المطبخ والمياه، ونحن نعمل بكل جهد للوصول إلى مناطق المتضررين، وأعتقد أننا غطينا كل المناطق التي وصلتها أضرار السيول ونسعى للبحث عن المزيد مؤملين الأجر من الله تعالى”.