من ركام الألم ينبلج الأمل، ومن بيداء الأشواق تنفجر ينابيع الفرح ألقاً وسعادة بقرب اللقاء. فالوطن كل الوطن بشموخه ورموزه وأهازيجه ها هو يتحرق أملاً ورجاءً وشوقاً لتلك اللحظة الماثلة في أعماقه حباً ووفاءً ليضع على الجبين الأغر قبله بروعة الولاء وبهاء الانتماء. كيف لا وهو سلطان الخير الذي أعيانا فراقه وسجل غيابه عنا إمارات من الحزن الدفين في كل بقعة من بقاع هذا الوطن النبيل الذي ما تعود أن يبدأ نهاره بدون عطاءات هذا الرمز الوطني المغوار، ولا أن يرخي سدوله ويطوي صفحة مساءه بأخبار وأبناء هذا الفارس المطبوع بحب وطنه ومواطنيه. فمع غيابه خيم على الوطن سحابة قاتمة مضى عليها فترة من الزمن، سحابه كانت تحمل في طياتها هموماً كثيرة عاشتها كل ذرة من تراب هذه الأرض المعطاء، وأحسها كل مواطن لغياب وجه من وجوه الخير والعطاء والأمل بابتسامته المعهودة التي تشع ثقة وطمأنينة. لقد تابعنا جميعاً رحلة العلاج والاستشفاء التي قضاها سمو سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام وظللنا خلالها رافعين أكف الضراعة والابتهال للمولى عز وجل أن يسبغ على سموه الشفاء العاجل وأن يحفظه من كل مكروه وشر ليعود سالماً معافى لمواصلة مسيرته عوناً وسنداً لسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي كان يتابع عن كثب ويستفسر عن صحة سموه الكريم. نراه حل على أرض الوطن ونزل في قلوبنا والكل فرح بمقدمه الميمون وقد غمرتنا الفرحة وعمت أرجاء الوطن لذلك فنحن نعيش جمعياً هذه الفرحة الغامرة ونعيش أيضاً عيداً جديداً من أعياد الوطن، عيد الخير والعطاء والمحبة الذي يجمع قائد مسيرتنا وملك القلوب مع أخيه سمو ولي عهده سلطان الخير وسمو سيدي النائب الثاني والأسرة الملكية الكريمة وجموع المواطنين الأوفياء. ولا أملك إلا أن أردد ما قاله وعبر عنه الشاعر الفذ سمو سيدي الأمير خالد الفيصل. للدار وحشة عقب ؟؟؟ الجود وعيني غشاها عقب شمسه ظلال محمد عبدالله صالح ملة - الباحة