لقد استبشر المواطنون خيرًا وفرحوا واطمأنت قلوبهم ، عندما شاهدوا الابتسامة المألوفة على محيا الأمير سلطان ، وهو يهم بالنزول من سلم الطائرة ، ويلوح لمحبيه الذين وقفوا للسلام على سموه والترحيب بمقدمه ، وكان على رأس المستقبلين خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ، معبرًا حفظه الله عن فرحته الغامرة بمقدم أخيه وعضده وساعده الأيمن ، ثم بادر المستقبلون إلى السلام على سمو ولي العهد والثناء على الله بسلامته وعودته لوطنه ، لقد اكتست مدينة الرياض حلة جميلة مرصعة بأجواء ربيعية تناسبت مع قامة ومقدم الأمير سلطان ، وليست الرياض إلا نموذجًا لبقية مدن الوطن وقراه وهجره ، فالقلوب فرحة والجميع يهتف باسم سلطان بن عبد العزيز ، مظاهر الحب التي شاهدناها في ساحة المطار ، لم تقف عند هذا الحد وإنما جسدها صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز ، بالاحتفالية الكبيرة في الصالة الرياضية بمجمع الأمير فيصل بن فهد الأولمبي ، وكعادة أبي خالد التي لم تفارق البسمة محياه ، ينثرها على المحبين والمتحدثين مع سموه طوال فترة الاحتفال ، ثم توج سموه الاحتفال بالمشاركة في العرضة السعودية ، ليبادل المهنئين المشاعر المفعمة بالحب وليطمئن الأحباب على صحته وعافيته ، هكذا هو صاحب السمو الملكي الأمير سلطان ، لقد استحوذ على قلوب المواطنين ، رجالا ونساء شيبا وشبانا ، الجميع تغمرهم السعادة والبهجة والغبطة والسرور ، وهم يرون سلطان بن عبد العزيز عائدًا إلى وطنه بالسلامة ، فسلطان بن عبد العزيز حباه الله بمحبة الجميع ، كيف لا وهو صاحب القلب الكبير واليد الحانية ، وصاحب الجود والكرم والنخوة والمروءة ، صاحب السيرة العطرة والسجايا الإنسانية والمواقف النبيلة مع كل الناس ، تشعر وأنت في حضرة الأمير سلطان أو مجلسه ، أنه يحدثك لوحدك ويشعرك بأهميتك مهما اكتظ مجلسه بالمدعوين ، وجميع الضيوف المتواجدين يشعرون بذات الشعور ، وهذه خصلة لا يمنحها الله سبحانه وتعالى إلا لكبار النفوس مثل سلطان بن عبد العزيز ، وبالرغم من مآسينا وأحزاننا على شهدائنا من أهلنا وجنودنا البواسل الذين يدافعون عن تراب الوطن في بقعته الجنوبية ، إلا أن عودتك يا سيدي قد رسمت البسمة على شفاهنا ، وقد استبشر جنودك الأشاوس بمقدمك الميمون لتشاركهم برأيك السديد وتوجيهك الصائب وحكمتك الفذة وقراراتك النافذة ، فسموكم الأب الروحي والملهم الوجداني لقواتنا المسلحة ، والمشعل المضيء لإنارة الطريق أمامهم للذود عن حياض الوطن ، وما زيارة سموكم للضباط والأفراد الذين يتلقون العلاج بمستشفى القوات المسلحة بالرياض ، إلا دليل واضح على مدى إحساسكم النبيل بمشاعر أبنائكم ، وحرصكم الشديد على أن وضعتم تلك الزيارة ضمن أولوياتكم ، بالرغم من مشاغلكم ومسؤولياتكم الكبيرة ، لقد كانت قبلة سموكم على رأس أحد الجنود ، قبلة فخر واعتزاز ، قبلة مواطن على جبين الوطن ، قبلة طبعت من سموكم على رأس أحد المصابين في المستشفى العسكري بالرياض ، ووصل صداها وتأثيرها إلى جميع الرؤوس الشماء المتواجدة في الخطوط الأمامية على جبهة القتال في جنوبنا الحبيب ، وكأن سلطان بن عبد العزيز يقول لأبنائه المقاتلين على الجبهة ، هذه قبلة لكم جميعًا أيها الأبطال المدافعين عن الوطن ، فحييت يا سلطان الخير ، وأبقاك الله لمحبيك رمزًا ، ولوطنك ذخرًا ، ولملكينا المفدى سندًا وعضدًا ، حفظك الله وأسبغ عليك نعمة الصحة والعافية.