يعد شارع الحج وتحديدا المنطقة المجاورة لما يعرف بوادي بشم احد اهم المخططات الحديثة في مكةالمكرمة لوقوعه المباشر على ممر الحجاج باتجاه المشاعر المقدسة. ويعتبر وادي بشم احد اهم الوديان التي كانت تمر خلالها السيول باتجاه منطقة الزاهر ، ولا زالت الذاكرة تفيض بذكرى انهيار احد السدود قبل سنوات مما جعل السيل يندفع باتجاه منطقة الشهداء بمكة وبالتالي انهيار سور السجن من جراء انجراف السيول من هذا الوادي. يقول اهالي وسكان شارع الحج ان معاناتهم تتجدد من عام لاخر وان العديد من القصص المؤثرة للاطفال الذين توفوا في مجرى الوادي تجعلهم يفكرون الف مرة في مغادرة منازلهم خاصة ان المطر الذي هطل منذ عدة سنوات وتحديدا في شهر رمضان قطع اوصال الحي المعروف بشارع الحج حيث ان من كان خارج الحي لم يستطع العودة لمنزله ومن كان في المنزل احتجز ولم يتمكن من مغادرة مكانه مما جعل الاباء في ذلك اليوم ينقطعون عن احضار ابنائهم وبناتهم من المدارس حتى المساء. يقول عبدالله الاحمري من سكان شارع الحج ... ان الامطار ما ان تهطل حتى تشكل العديد من المستنقعات مما يدفع الاهالي في الحي الى فتح اغطية الصرف الصحي بأيديهم لانهم اذا انتظروا شفط مياه الامطار لأمانة العاصمة فإن الامر يتطلب اكثر من ثلاثة ايام وهذا يدل على ان شارع الحج من اخطر المواقع المكية في سوء التصريف بالنسبة للمياه ويضيف علي العمري من سكان منطقة شارع الحج او ما يعرف بالمقرح ... منذ عدة سنوات داهمنا سيل شديد ولسوء الحظ وقتها كانت تجرى صيانة للسد المجاور لنا وذلك لفتح مجرى سيل ارضي الا ان قوة المطر جعلت منسوب المياه يرتفع اكثر فأكثر ليجرف العديد من السيارات وكل من واجه السيل من بشر وشجر الامر الذى ادى الى انهيار السور الخاص بالسجن لدرجة اننا كنا نشاهد بعض المساجين وهم يسبحون من شدة ارتفاع منسوب المياه. يقول العم سند الحربي : المخاطر محتملة في كل وقت وكل حين ولازلنا نذكر عندما بقي الناس محتجزين من الساعة الواحدة ظهرا حتى الحادية عشرة مساء لم يستطيعوا الوصول لمنازلهم او حتى الاحتماء بأماكن عالية فالمجرى الخاص بالسيل كان في السابق مليئا بالمياه وحينها توفي عدد من الاطفال. ويقول العم سالم الغامدي من سكان شارع الحج ان منطقة المقرح المعروفة باحد الشوارع المتفرعة من شارع الحج تعد من الاماكن الخطرة في التصريف مشيرا ان الامطار تكسر الطبقة الاسفلتية مما جعلهم يفكرون في اقامة قواطع خرسانية او صبات بديلا للاسفلت حتى لا تتكسر وتصبح اماكن تجمع للمياه وهي فكرة نجحت نسبيا في تخفيف خطورة المطر. فيما يقول يحيى الغامدي ان مخطط شارع الحج من المخططات المرغوبة لدى اهالي مكة نظرا لقربه من الحرم والمشاعر المقدسة الا ان ما يقض المضاجع هو سوء التصريف والمخطط به العديد من مدارس البنين والبنات وهنا تكمن بعض المشكلات حيث انه اذا هطل مطر فإن هذه المدارس تنعزل تماما عن سكان الحي والسبب هو تجمعات ومستنقعات المياه التي تقطع السبل من وإلى اماكن الخدمات .. ولعل ما زاد في المعاناة ان البعض دأبوا على رمي المخلفات في مجاري السيول دون ادراك بخطورة فعلتهم. من جهته يقول فيصل المحمادي : تطالعنا الصحف بين الحين والاخر ان امانة العاصمة المقدسة تنفذ مشاريع عبارات تصريف السيول وفتح مسارات الأودية في عدد من المواقع المهمة وهذا يسعدنا ولكن لا ندري مدى كفاءة مثل هذه العبارات وهل هي معدة لمواجهة الاخطار. وطالب بتضافر الجهود لمتابعة مشاريع تصريف السيول ومياه الأمطار وإعادة النظر في منسوب بعض الشوارع الرئيسية. كفاءة المشاريع ويقول ..محمد اللقماني معلم من سكان الزاهر خلف مبنى التلفزيون نتذكر اصابة احد العمالة بسبب انهيار التربة مؤكدا ان المشكلة تكمن في كيفية تنفيذ مشاريع لمجرى السيول بكفاءة عالية. ودعا الامانة ان تقوم بدورها الرقابي وان تتأكد من كفاءتها في تصريف مياه الأمطار، وإجراء الصيانة اللازمة للخطوط الأنبوبية والقنوات السطحية، وفتح مسارات الأودية للمساعدة في حال استمرار جريان المياه بصورة طبيعية. يقول علي سندي من سكان شارع الحج اسكن هنا منذ طفولتي واشاهد الامطار ونسعد بها الا ان هذه السعادة لا تدوم حيث ننقطع تماما على العالم الخارجي لدرجة ان والدي في احد الايام الماطرة لم يستطع الوصول الينا لاكثر من تسع ساعات وكانت وسيلة الاطمئنان علينا الهاتف فقط لهذا كل منا نرجوه ان يتم التأكد من سلامة العمل وسير العمل في المشاريع لأن غالبية شركات المقاولات لا هم لها الا الربح. مشاريع السيول ويقول المهندس طلال السعيد مهندس متقاعد من سكان شارع الحج .. سمعنا العديد من المشاريع التي تختص بشارع الحج وبقية مناطق مكة واعتقد لو نفذت المشاريع بمثل جودة ما هو موجود في الرسومات فإن الامر سيكون جيدا حيث عرفنا ان هناك مشاريع تصريف سيول تبدأ من سد الشهداء الى وادي (باج) مرورا بطريق مكةالمكرمة -المدينة وحي التنعيم وحي العمرة وهي مناطق مجاورة لشارع الحج ومجاورة لوادي بشم. فيما يشتمل المشروع الثاني على أخذ السيول من مصدرها بجبل (تمير) مرورا بحي الغسالة حتى المصرف الرئيس بوادي ابراهيم الخليل، ويشمل الثالث منطقة انفاق الملك فهد وحمايتها وأخذ المياه من مصادرها الطبيعية في جبل (تمير) لتنضم الى المصرف الرئيس للسيول عبر العبارات بشارع الحج وتشمل ايضا مشاريع مياه الامطار والسيول التي تنفذها أمانة العاصمة المقدسة مشروع قنوات التصريف في شارع الحج الذي يخدم الشارع ووادي جليل وغيرها من السيول التي تأتي من ضاحية المعيصم عبر شارع حسين سرحان، وهذا المشروع يصل طوله إلى 6 كيلومترات من العبارات وستسهم هذه المشاريع بعد انتهائها في حل مشكلة مياه الامطار والسيول التي تشهدها مكةالمكرمة. المجلس البلدي: سيول شارع الحج وصلت مقبرة العدل حذر المجلس البلدي من بقاء مشكلة تصريف السيول بدون حلول جذرية مشيرا ان سيوله وصلت الى مقبرة العدل في احد المرات. وقال رئيس المجلس البلدي بالعاصمة المقدسة الدكتور عبدالمحسن آل الشيخ إن المجلس سبق وأن عقد أكثر من جلسة خاصة لموضوع السيول وكانت له ملاحظات وتوصية بسرعة إنجاز بعض الامور المتعلقة بالسيول وطالب الأمانة بإيجاد حلول عاجلة لمشكلة السيول وتم انجاز العديد منها فيما لايزال البعض منها تحت طور التنفيذ. وناشد كافة المواطنين الذين لديهم ملاحظات أو مقترحات أو صور لأحداث السيول وأضرارها أن يسارعوا بتزويد المجلس لاتخاذ الاجراءات اللازمة . اما بشيت المطرفي نائب رئيس المجلس البلدي بمكةالمكرمة قال ان المجلس طلب منذ فترة تقريرا من أمانة العاصمة المقدسة في جلساته الماضية حول مشاريع تصريف السيول مشيرا إلى انه يتم حاليا تنفيذ مشاريع عدة لتغطية مجاري السيول في عدد من المواقع. وقال عابد الحسني عضو المجلس البلدي بمكة ان الشكاوى بدأت تنهال على المجلس البلدي وأن مخاوف بعض الاهالي جعلتهم يتواصلون اكثر مع المجلس الذى يقتصر دوره على المتابعة فقط. وقال ان المجلس بصدد القيام بجولات متواصلة للعديد من المواقع التي تعاني من ازمة في تصريف السيول. وقال في شارع الحج تتمثل مشاكل التصريف بصورة واضحة لدرجة انه في احد المرات وصلت السيول الى مقبرة العدل موضحا ان مشكلة المياه في شارع الحج تزداد عند بلدية (المعابدة) حيث تتدفق المياه من جهة الحديبية وجبل النور الامر الذي زادت معه مخاوف الاهالي.