القاموس الشعري للشاعر دومًا موضع الاهتمام من الباحثين وغالبًا ما تراه فصلاً في رسالة علمية، ويفرح الباحث أو الطالب بمعرفته لهذا القاموس وكأنه كشف علمي غير مسبوق..! ومنذ القدم تميز العديد من الشعراء بطريقة معينة وخاصة في شعره يعرف بها، فهذا بشار بن برد يسمع بيتًا يدعي قائله أنه “للاعشى” الكبير، فيعتزل بشار ساعات يستعرض في ذهنه شعر الأعشى فلا يعثر على هذا البيت..!! ولا شك أن بشارًا قد استنكر أول ما استنكر من البيت أنه ليس على طريق الاعشى، وتأكد بالمراجعة فشك في الطريقة هو الذي دعاه للمراجعة ومن هذه الزاوية لعمر بن أبي ربيعة قاموسه في القديم، ولنزار قباني قاموسه في الحديث -..!! وقد يذهب الفهم للقاموس الشعري كل مذهب.. إحصائي.. رصد اللزمات الشعرية.. إلى غير ذلك؛ غير أن الحقيقة التي لا يختلف حولها هي: أن كل شاعر له قاموس شعري معين هو شاعر من الدرجة العاشرة أو الحادية عشرة أو العشرين. أما الشاعر الذي لا قاموس شعري له فهو الشاعر الحقيقي من أجل ذلك قبل الشاعر امرئ القيس الانتحال لأنه لا طريقة له..!! ولم يقبله غيره لأن شعره مكشوف معروف طرائقه..!! .. الشعراء العظام هم الذين لا قواميس شعرية معينة لأشعارهم بل هم متلونون.. متنوعون.. في كل قصيدة لهم شأن فهي مختلف..!! كل قصيدة لهم شأن مختلف.. ومناخ جديد ورؤية جديدة وتشكيل جديد لا يشبه تشكيل في قصيدة سابقة..