غيب التاريخ حديثاً الكثير من آثار المدينةالمنورة المعروفة بالتواتر منذ هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى هذه البقعة الطاهرة لتضحي عاصمة الإسلام الأولى وموئل العلم والمعرفة. فمن دورها الأثرية التي أتت عليها عوادي الزمن دارا كلثوم بن الهدم وسعد بن خيثمه – في قباء – والداران كان ينزل فيهما رسول الله صلى الله عليه وسلم – ومما يؤسف له أن أمانة المدينة بدلاً من أن تحافظ على موقع هاتين الدارين أقامت مكانهما أو بالقرب منهما سوقاً تجارية أثارت سخط الناس وغضبهم ونقمتهم، وكان آخر الدور الأثرية الهامة ذهابا: دار أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه وهو من بني النجار خؤولة جد النبي صلى الله عليه وسلم ووالده – ومن أهم المواقع الأثرية التي أزيلت سقيفة بني ساعدة – وكانت تقع قرب بئر بضاعة – وهو القول المرجح عند أهل السيرة والتاريخ، وفي هذه السقيفة جرى انتخاب سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه، خليفة للمسلمين. وتعتبر تاريخياً أول برلمان أو مجلس شورى في الإسلام. وبقيت آطام المدينة وهي القلاع المحصنة، أثراً بعد عين مع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يروي سيدنا عبدالله بن عمر رضي الله عنه نهى عن أن تهدم آطام المدينة، وفي رواية أخرى: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تهدموا الآطام فإنها زينة للمدينة. وفي العقد الأخير من الزمن هدم مسجد واقعة بني قريظة، كما هدم البعض من المساجد السبعة وأقيم في موضع أحدها ماكينة للصرف الآلي – وفي ذلك امتهان لهذه الآثار العظيمة -.